الدور الفكري الأيديولوجي وتأثيره في توحيد فصائل اليسار في مناطق شرعب والعدين

الأحد, 05 تموز/يوليو 2020 20:11 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

بما ان الالتزام الفكري والأيديولوجي الذي انتهجته فصائل العمل الوطني اليسارية كان قد تحدد بالاسترشاد بنظرية الإشتراكية العلمية كمنهج في التحليل العلمي، ومنطلقًا لدراسة الظواهر والأحداث في كافة جوانب الحياة المادية والروحية، إلى جانب التراث الكفاحي لنضالات  شعبنا اليمني ، والتراث القومي والإنساني

فلقد تكونت المكتبات الصغيرة من مؤلفات لينين مثل (العمل بين الجماهير، خطوة إلى الأمام خطوتين إلى الخلف ، مالعمل؟، مرض اليسار الطفولي إلى جانب ماوتسي تونج وصفات المناضل  الثوري  (مع العلم ان مؤلفاته توقف الأخذ بها  وتداولها في النصف الأول من السبعينات) وايضا مؤلفات تشي جيفارا , والعماد ، مصطفي طلاس ، وحرب العصابات ، النزعات المادية  في الاسلام ، اليسار في الاسلام. والعديد  من كتابات المفكرين العرب  مثل ، محمود امين العالم  ، و حسين مروة واخرين.

وكانت هناك أيضا النشرات الداخلية المركزية لكل فصيل ، تقدم الدراسات النظرية  والبحوث وتتناول التحليل السياسي الدوري لكل ما يجري علي الصعيد الوطني والقومي والدولي.

وأبرز تلك النشرات هي :-

الحقيقة /  التابعة للحزب الديمقراطي الثوري اليمني.

الطليعي / التابعة لحزب الطليعة الشعبية.

المقاوم / التابعة لمنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين.

نضال الشعب  / التابعة  لاتحاد الشعب الديمقراطي.

كما لعبت الملتقيات بين القيادات الميدانية في المنطقة، دورا في تبادل الكتب والدراسات والمجلات والقصص والروايات العربية   والعالمية  ومناقشتها.

وبتنامي تلك العلاقات ذابت مختلف الخلافات بين الفصائل والمخاوف من القادمين من مناطق أخرى، لعدم المعرفة  بهم من ناحية، وخوفا ان يكونوا عيونا للاستخبارات من ناحية أخرى، الا انه تبين  فيما بعد انهم من ابرز المناضلين وانضجهم فكرياً  وسياسيا ، تحولت زياراتهم إلي مصدر إلهام وتنوير.

 ولعب العمل الحزبي والسياسي دورا في حياة الناس العامة والخاصة، والانتقال بمستوياتهم الي دور الشخصيات الفاعلة في المجتمع.

وملىء الفراغ عند الشباب الذين كانوا يشعرون بالخواء الفكري والسياسي على إثر الردة التي عكستها هزيمة مصر عبدالناصر حزيران 1967 م، وانقلاب 5 نوفمبر الرجعي على منجزات ثورة 26  سبتمبر (ايلول)، وما تلاه من أحداث استهدفت كل قوى الثورة والتغيير وأصبحت البلاد تحت وصاية من ناصبوها العداء بالأمس، وبإشراف لجنة خاصة  تتحكم بكل مقاليد الأمور من خلال الموالين لها علي الصعيد الرسمي وركائزها في مختلف البلاد مدن و أرياف.

ولقد وجد كل المقهورين و المسرحين والمشردين والمفصولين من أعمالهم، في هذه الأحزاب السياسية الحاضن السياسي والثقافي الذي يعوضون من خلاله ما فقدوه من جهد وتضحية، والتعبير الصادق عن طموحاتهم في النضال من أجل استعادة مجد الثورة و وهجها الوطني والديمقراطي.

لهذا برز العمل الحزبي والسياسي والثقافي كحاجة لإعادة الأمل في النفوس، وضرورة ترجمته في الواقع المعاش.

فانتظمت الهيئات والمنظمات الحزبية وفقا للمبدأ الجغرافي في المدن والأرياف، على ضوء استرشادها بالفكر الاشتراكي العلمي بما فيها البناء الحزبي اللينيني فكانت حلقات التثقيف كمدارس أساسية ارتقى من خلالها الكثير من الحزبيين الي مستويات قياسية في مختلف مجالات العمل  والحياة  اليومية السلمية، في ظل ظروف سرية بالغة الصعوبة عرفت بالعيش والعمل تحت الأرض.

كما ابتعث الكثير منهم إلى المدارس الحزبية والكليات العسكرية والدورات التأهيلية الصحية والإعلامية والدراسات الأكاديمية العليا.

وبمجيء حركة 13 يونيو التصحيحية جمدت منظمة المقاومين كفاحها المسلح وكان قد سبقها في ذلك الحزب الديمقراطي، وشكل لقاء الفصائل مع السبتمبريين والبعث في إحدى قرى المناطق الوسطى عام 1974م والذي تغيب عنه الناصريين، إحدى المقدمات لتوحيد الفصائل في ما بعد وانعقاد مؤتمرها التوحيدي.

وخلال تلك الفترة خاضت احزاب اليسار نضالها المشترك من خلال هيئات التعاون الأهلي والتطوير ومشاركاتها في شق الطرقات وبناء المدارس واشتراكها في هيئاتها الإدارية على مستوى المدن والأرياف.

 هذه المقدمات والعوامل سهلت عملية التقارب بين الفصائل في مناطق شرعب والعدين من خلال البرنامج السياسي والثقافي والجماهيري الذي تقدم به المناضل / حمود الحبشي إلى الاجتماع الذي عقد في قرية العزل مديرية الرونه  منزل ابو  المناضلين / ناجي الحوباني رحمه الله والذي حضره:

عن الحزب الديمقراطي  (يحيى محمد قاسم، حمود الحبشي)

وعن منظمة المقاومين (قائد سيف عبده، ومصطفي  البرازاني)

وعن حزب الطليعة الشعبية (قائد محمد قائد الصوفي)

وتم صياغة مذكرة  إلى قيادات الفصائل ببرنامج  العمل الوطني  الموحد، نالت الإشادة  والترحيب  بالجهد والفكرة  واستمرت عمليات التنسيق والعمل علي ضوء ذلك البرنامج حتي اللقاء الثاني  الذي عقد في قرية الجبال مخلاف أعلى مديرية السلام تعز، بناء علي توجيه الفصائل هذه المرة وبحضور  كلا من قائد سيف، وحمود الحبشي، امين قائد هزبر،  ولم يحضره  عبدالرحمن عزالدين الجبليين  نتيجة لبس في الاسم، وتم تجاوزه، برغم ما كان يشكله ذلك اللبس من خطر أمني  حينها، حيث  حضر بدلاً عنه خطاءً الاخ عبد الرحمن محمد الحاج الجبال بدعوة غير مقصودة.

لذلك عندما أعلن عن قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية في 11فبراير 1976 م، لم نعان كثيرا فقد كانت الأرضية ممهدة، كما ان ولادة حزب الوحدة الشعبية لم تفاجئنا كثيرا في المنطقة، فما سبق من تحالف قد جنبنا مخاض الولادة كثيرا، اذ ان التجربة التي خاضتها الفصائل اليسارية في المنطقة كانت أقرب الى الحزب أكثر منه الى التحالف.

قراءة 2503 مرات آخر تعديل على الأحد, 05 تموز/يوليو 2020 20:33

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة