حتى لا تسود الطائفية

الأربعاء, 27 آب/أغسطس 2014 19:29
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في جلسة جمعتنا به أواخر شهر رمضان الفائت، قال معن دماج، أن الطائفية هي شكل من أشكال الثورة المضادة، كونها تأتي كنقيض لفكرة الدولة، وكونها بالضرورة ستعمل على هدم كل المنجزات التي حققتها ثورة فبراير، أو تلك التي لا نزال نتطلع إلى تحقيقها. أعتقد بأن هذا كافيا لكي نستشعر خطورة الطائفية دون أن نضطر لإضاعة الوقت في الحديث عن حسابات ونوايا أطرافها.

هناك من يفضل الخوض في تفاصيل الصراع الطائفي كذات مستقلة، والسعي الى شيطنة طرفيه، أو اتهام أحدهم بأنه من يسعى لتكريس الطائفية، وكل هذه العملية الطويلة تجري لكي يقال لنا في النهاية بأنه يجب علينا الاحتراس. لكن هذه الطريقة باعتقادي تخدم الطائفية، أكثر مما تضرها، لأنها لا تستطيع النظر خارج المدار الطائفي، الأمر الذي كان سيوفر لنا قدر من الوضوح.

هل محاربة الطائفية وابداء مخاوفنا ازاءها يجب أن يرتبط بالحديث عن الحق الإلهي في الحكم، وعن سعي الامامين للعودة، وبأن الجمهورية أصبحت مهددة فعلا؟ هل نحتاج لكل هذا الهراء واستهلاك ما تبقى لدينا من مصطلحات وطنية لكي نقول أننا بذلك أصبحنا نحارب الطائفية؟

فكرة أن "الثورة المضادة هي المبتغى الأساسي للطائفية"، التي طرحها معن، فكرة يتمحور حولها الصراع كما سنرى في معظم البلدان العربية، وبالطبع بتغذية من قبل أطراف خارجية. الطائفية تقف اليوم على ارضية كان قد تم تسويتها منذ وقت مبكر، حيث أصبحت المنطقة كلها جاهزة للاقتتال، وعلى موعد مضروب سلفا مع ويلات بدأت تباشيرها تلوح.
لمواجهة هذا الوضع لا يزال لدينا الكثير من الخيارات، أبرزها استعادة المبادرة في سبيل استعادة الثورة التي توارت من المشهد، فالصراع الحقيقي لابد أن يشتعل بين الماضي والمستقبل، بين المشاريع الوطنية وأي مشاريع اخرى، وهو صراع يجب أن يبدأ أولا بين الفعل والانكفاء. حتى لا تسود الطائفية، لا يكفي أن نسمي هذا الصراع بأنه طائفي ثم نذهب لنراقب ما سيحدث بعد ذلك.

قراءة 1438 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة