الحلقبي المناضل الجسور

الأحد, 30 أيار 2021 21:46 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في مثل هذا اليوم الـ 30 من مايو1994م يصادف الذكرى ال27 لاستشهاد علما كبير من اعلام اليمن انه المناضل الوطني الكبير والجسور ناجي محسن ضيف الله الحلقبي ” حمود الشجاع “عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة اب الشرقية

والذي استشهد في محافظة لحج منطقة الرجاع وهو يتصدى مع رفاقه الابطال لجحافل نظام علي عبدالله صالح وحلفائه الذين شنوا تلك الحرب الظالمة ضد الحزب الاشتراكي اليمني والجنوب والتي هدفت الى اجتثاث الحزب الاشتراكي اليمني وتجربة الدولة ومؤسساتها في جنوب الوطن

استشهد وهو يدافع عن المبادي والاهداف والقيم الوطنية وعن اتفاقيات الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق الذي اجمع الناس عليها وانقلب عليها الرئيس آنذاك علي عبدالله صالح وحلفائه الذين اعدوا للحرب منذ عشية توقيع اتفاقية الوحدة 22مايو 90م

تلك الحرب الكارثية التي خلفة كل المصائب والأزمات والفقر والمظالم وهشاشة الدولة ووأد الحريات وانتجت سلسله من الحروب العبثية عاشها اليمن خلال الفترة الماضية وما كانت هذه الحرب التي نعيشها اليوم الا نتيجة وسبب رائسي لاثار حرب صيف 94م

ان الحرب الحالية والمستمرة منذ اكثر من ست سنوات تعتبر اسواء حرب عرفها تاريخ اليمن في كل الجوانب انها حرب وداخلها عدد من الحروب المدمرة للحجر والبشر والنسيج الوطني والاجتماعي وتسببت بأكبر كارثه انسانيه في العالم في العصر الحديث انها حرب طالت وخرجت عن اهدافها المعلنة

ولن استرسل عن تلك وهذه الحرب كون الكل يعيش ماسيها وحتى الآن لم يلحظ في الافق متى تتوقف هذه الحرب اللعينة ولكنني هنا احاول ان اكتب القليل عن رجل عظيم رجل مناضل وبحجم الوطن ضحى بالغالي والنفيس من اجل الوطن وقيام الدولة الوطنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية والنظام والقانون والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلام

هذه الاهداف والمبادئ الذي كافح من اجلها ولم يحيد عنها قيد أنمله في كل مراحل حياته ولم يساوم عليها في اي يوم من الأيام برغم العروض الكبيرة والمغرية التي كانت تقدم وتعرض عليه الا انه ضل مناضلا شامخا محافظا على قيمه النبيلة وعلى نزاهته ونظافة تاريخه وهكذا عاش برغم الظروف المادية الصعبة الذي كان يعيشها وللعلم انه كان قادر على تغيير وضعه المادي الى الافضل فقد تبوا لكثير من المهام والمناصب في مراحل مختلفة فقد اغترب في دولة قطر والكويت وانتخب عضو لجنه مركزيه للحزب عام72ممن القرن الماضي وضل عضوا فيها حتى استشهاده وكان مسؤول حزبي وتنظيمي في المناطق الوسطى قبل واثنا العمل المشترك وابان الصراعات السياسية والعسكرية في المناطق الوسطى الى جانب رفاقه الابطال وجماهير المنطقة

وعين سكرتير اول منظمة الحزب في محافظة مذيخره التي تشكلت بقرار حزبي مركزي وشملت اجزاء من محافظات تعز واب والحديدة وذمار وحتى اطراف محافظة صنعا وقاد العمل هناك في ظروف عصيبة ابان الصراع السياسي والعسكري مع نظام صنعاء آنذاك وتشهد له مناطق شرعب والعدين وجبل راس والوصابين وعتمه ومناطق اخرى من ذمار وريمه....الخ

وفي فتره معينه تم اختياره مسؤول تربية واختيار الكادر واشرف على اعادة العمل الحزبي بعد الوحدة في عددا من المحافظات وتم اختياره سكرتير اول منظمة الحزب في ريمه

وقبل حرب 94م ولظروف استثنائية وبقرار حزبي مركزي تم تقسيم منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة اب الى منظمتان شرقيه وغربيه وكان اختياره سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في اب الشرقية الحزبية والذي ضل فيها حتى استشهاده في 30مايو 94م. ولم يخلف لورثته القصور والأرصدة وفلل في خارج البلد بل استشهد وعليه ديون لبعض الرفاق والاصدقاء ولهم الشكر والتقدير الذي بادروا واعفوه من المديونية

عاش محافظا على نزاهته وشرفه وكرامته صائما على قيمه ومبادئه وكل من عايشه وخالطه وعرفه يشهد بذلك

ولكنه خلف تراث نضالي ووطني وانساني وصفات وسمات قلة من الناس من يحمل مثلها

ومن خلال علاقتي ورفاقتي وقربي من الرفيق الشهيد القائد والمعلم ناجي محسن الحلقبي ممكن الإشارة الى بعض الصفات الذي كان يتحلى بها خلال مسيرته النضالية والكفاحية

رجل بسيط ومتواضع ومثقف سياسي وشيء من الحكمة

يتمتع بقدرات وكفاءات قياديه يجيد فن القيادة وكان قايد شعبي قبل أن يكون رسمي وكان يمتلك قدره كبيره على الحوارات وادارة الحوارات في اصعب الظروف والمنعطفات وكان يجمع بين الثبات في المبدأ والمرونة السياسية وبين المرونة والانضباط الصارم في اتخاذ القرارات وتنفيذها والتقيد في الوثائق والأنظمة

لديه قدره كبيره على الاقناع والتأثير ولا يصر على رايه بل كانت عنده القدرة على التحليل الموضوعي ووضع الحجج والبراهين ويستشف الاحداث ووضع التوقعات والاحتمالات المستقبلية

رجل التسامح ولا يحقد على من اساء اليه بل يضل محافظ على التواصل مع مثل هؤلاء

محب للسلم والسلام ورجل السلم الاجتماعي الاول في المنطقة وكم نزاعات حصلت وكان الاساسي في اخمادها وحلها وكم ارواح ساهم في انقاذها من الموت وبالذات في فترة الصراعات السياسية والعسكرية التي كانت دائرة آنذاك انه رجل الصلح الاجتماعي ويشهد له بذلك الخصوم السياسيين قبل رفاقه واصدقائه وكان يحافظ على خطوط التواصل مع الكثير ويتمتع بقدره على نسج العلاقات..

وفي احايين كثيره يتخلى عن الذات في سبيل الحفاظ على اللحمة الوطنية والحزبية والأمثلة في ذلك كثيره وممكن البعض يذكر انتخابات 93م وحتى في القضايا الشخصية والأسرية ولم ينجر في اي يوم من الأيام الى التعصب المناطقي او القبلي والجهوي او القروي الاسري والحزبي ولم يستغل وضعه القيادي لشي من هذا القبيل كما يفعل البعض

انسان صبور وكان يتحمل كثير من المصاعب والاستفزازات حتى اننا كنا نضيق ونتذمر من صبره اللا محدود وكان لديه قدره واسلوب على امتصاص الغضب

ومن ميزاته القدرة على الاستماع بدون ملل وفي اللقاءات المهمة يستمع ويدون افكار واستنتاجات وخلاصات ومقترحات عمليه....الخ

وكان قبل اتخاذ قرار او اي موقف يتشاور مع رفاقه والناس ولا يستغني من اراء الاخرين في اي قضيه كبيره او صغيره برغم انه يمتلك الطرق والاساليب الانجح لكثير من الحلول

تميز بأخلاق عالية وضمير حي والأمانة ولا يخون العهود صادق بأقواله وافعاله ويقبل النقد بروح رياضيه

يحظى بثقة وحب واحترام الناس شخصيه جماهيرية وبالمقابل هو رجل شجاع ومبادر وفي مقدمة الصفوف وقت الشدائد وصنع المواقف الكبيرة

انه صاحب رباطة جاش وعقل لا يستجيب للذرائع وسفاسف الامور ولكنه ايضا طيب وعطوف والابتسامة لا تفارق محياه وكريم وشهم

كان من الرعيل المقاوم الاول في المناطق الوسطى الى جانب رفاقه الابطال لا يتسع هذا الحيز ذكرهم لكن سوف يكون هناك حيز اخر ان امد لنا الله بالعمر والصحة والعافية

هذه بعض السمات العملية التي التمسناها في الممارسات اليومية في حياة الشهيد ناجي محسن الحلقبي ولدينا تفاصيل واحداث تلك الصفات وانتهزها هنا فرصه لدعوة رفاق وزملاء وأصدقاء ومعاريف الشهيد بان يكتبون عن هذه الشخصية والرمز الوطني والقائد الحزبي الاشتراكي لأنه ظلم ولم يأخذ حتى الجزء اليسير من الكتابة عن مسيرته النضالية.

ولا ننسى ان الرفيق المناضل عبدالواحد المرادي كان قد بادر ودعا لذلك قبل عامين ولكن لظروف قاهره لم يتم مواصلة العمل واصدار كتاب تخليدا لذكرى شهيدنا وقائدنا البطل رحمة الله تغشاه واسكنه الفردوس الاعلى وسلاما على روحه الطاهرة يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا ولروحه المجد والخلود والله يرحم الشهداء الابرار.


 

قراءة 2044 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة