الأستاذ علوان سعيد الشيباني.. مسيرة كفاح وعطاء

الخميس, 09 حزيران/يونيو 2022 00:00 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

  حقيقة لم أكن أعرف الكثير عن رجل الأعمال الأستاذ علوان سعيد الشيباني وعن مشاريعه الاقتصادية والاجتماعية والخيرية.

  وبعد الرجوع الى ما كتب عنه في الأدبيات والمناسبات الرسمية، عرفت الكثير عن هذا الرجل العظيم الشامخ بمشاريعه التنموية التي أغرقت مدن وأرياف اليمن.

  ولا يسعني في بداية هذا المقال إلا أن أتحدث عن رجل أعمال عرفته من خلال ما كتب عنه، ومن خلال معرفتي ولقائي به شخصيا في الورشة التي أقامها في فندق "شهران" بمدينة صنعاء بعنوان "الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية"، ولمدة ثلاثة أيام، وإذا به شخصية إنسانية عملية يتمتع بدماثة خلق ووجاهة وعلاقات شخصية واسعة على المستوى الرسمي والشخصي، وعلى مستوى اليمن وخارج اليمن، استطاع من خلالها في مرحلة كفاحه أن يؤسس الوكالات وشركات عالمية يعود نفعها لبلده اليمن اقتصاديا واجتماعيا.

  فمنذ هجرته الى الحبشة في وقت مبكر من عمره عام ١٩٥٠م، وعودته الى عدن عام ١٩٥٤م، وسفره في منحة دراسية الى القاهرة في عام ١٩٥٦م، وحصوله على درجة البكالريوس في الولايات المتحدة الامريكية عام ١٩٦٩م، وتنقله في هجرات قصيرة الى مختلف بلدان العالم.. إنما يدل ذلك على مسيرة هذا الرجل وكفاحه من أجل الحصول على الخبرات والمعرفة لبناء مشاريع تنموية يكون لها عائد اقتصادي لوطنه اليمن وللمواطن.

  ومسيرة كفاحه تلك أوصلته الى قمة رجال الأعمال على مستوى اليمن والشرق الأوسط. ومن هنا يجدر بي أن أتحدث عن هذه الشخصية الفذة في ثلاث نقاط:

أولها: أنه قبل أن يكون رجل أعمال إلا انه إنسان خير لوطنه ومجتمعه.

ثانيها: ماذا أنشأ وقدم لبلده اليمن في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخيرية.

ثالثها: لقائي الشخصي به في إحدى ورشات "مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية" التي تبناها في مدينة صنعاء، في الفترة من ٤-٦ سبتمبر ٢٠٢١م.

  ففي النقطة الأولى: يحلو لي القول إن الأستاذ علوان الشيباني ينطبق عليه مصطلح "رجل الأعمال الإنسان" لما تحلت به شخصيته من دماثة خلق وصفات إنسانية وإدارية أهلته لذلك المستوى الرفيع بين أوساط المجتمع اليمني، والتي يأتي على رأسها الأخلاق الحسنة والخبرة الوفيرة، والتواضع الشديد والنزاهة والنقاء، والذوق العالي في التعامل مع الناس ومع كوادره البشرية في مختلف الشركات والوكالات التي يديرها ويشرف عليها. هذا، بالإضافة الى أنه كان يدير الشركات بأحدث النظريات الإدارية والديمقراطية بعيدا عن البيروقراطية، يحفز كوادره البشرية بالمشاركة في إدارة العمل والتقدم والحوافز المادية والخبرات والمشورات لمن يطلبها منه بصورة واضحة، همه الأساسي الإستفادة منها وبما يعزز الإنتاج الخدمي والاقتصادي من مؤسساته ووكالاته.

وفي النقطة الثانية: لا يمكن تجاهل الدور الريادي الذي قام به الأستاذ علوان الشيباني من خلال مشاريعه وشركاته لدعم الاقتصاد اليمني من خلال الترويج السياحي لليمن في مختلف أقطار العالم بواسطة إدارة شركة المجموعة "العالمية" ورئاسة "اتحاد اليمن للفنادق والترويج السياحي"، بالإضافة الى رئاسة "مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية". 

  فدوره الريادي التنموي مر بمراحل مبكرة منذ أن عاد الى اليمن عام ١٩٨٠م وتقلد عدة وظائف عامة في الدولة، كان أهمها إدارة "الخطوط الجوية اليمنية"، وكانت بداية انطلاقه الى تأسيس وكالات للسياحة والسفريات على مستوى اليمن، وتطورت في عام ١٩٨٣م الى عدة شركات ووكالات اشتهرت بالمجموعة "العالمية" المتنوعة في قطاع الخدمات والأعمال الإستثمارية في إدارة الفنادق والبريد والشحن الدولي السريع والملاحة، وتأجير السيارات والتوكيلات التجارية في مجال النفط والغاز والأعمال الإنشائية ونشاط التأمين، بالإضافة الى تأسيس "مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية".

وفي النقطة الثالثة: أعترف أني ذو حظ عظيم بلقائي شخصيا الأستاذ علوان الشيباني في فندق "شهران" بمدينة صنعاء أثناء مشاركتي في الورشة التي تبناها بعنوان "الأثار المتبادلة للهجرة اليمنية" من خلال "مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية" والتي شارك فيها الكثير من الباحثين واعضاء هيئة التدريس بالجامعات، أثروا الورشة بأبحاثهم ومناقشاتهم لموضوع الورشة، وكان على رأس المشاركين الأستاذ علوان الشيباني الذي بخبراته الطويلة استطاع أن يثري الورشة بمعلومات وخبرات عن الهجرة من خلال الواقع الذي عاشه في وقت مبكر من حياته.

ومن خلال "مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية"، تجلت لنا الشخصية الإنسانية للأستاذ علوان الشيباني لما تسهم مشاريع المؤسسة في سد احتياجات كثير من الأسر اليمنية والشباب في مختلف القطاعات الخدمية، وتخفيف المعاناة المعيشية عن الكثير من الأسر في أوساط المجتمع اليمني، من خلال: الدعم المالي الشهري، والتدريب والتأهيل، والحوافز والمنح والمساعدات، والتنمية الريفية، وحضانة الجمعيات، والشركات والمساهمات الدولية و المحلية في قطاع الصحة وترميم المدارس وطباعة الكتب، والإهتمام بالفئات المهمشة، ولاسيما في الوضع الحالي المتأزم في اليمن نتيجة الحروب والنزوح داخل مناطق اليمن.

  وأثناء زيارتي لـ"مؤسسة الخير للتنمية الاجتماعية"، وجدت نفسي داخل مؤسسة عملاقة يشتغل فيها الكثير من الموظفين والمدربين للشباب في مختلف المجالات. وقد سعدت بهذه الزيارة لأنها أكدت لي مدى العمل الإنساني الخير الذي تقدمه هذه المؤسسة للشباب في مختلف الخدمات والقطاعات. 

  وكان لي الشرف بلقاء ابنة الأستاذ علوان الشيباني الأخت ثريا علوان التي تشاطر والدها، من خلال المؤسسة، في الأعمال الخيرية والتعاونية. وقد لمست فيها مثالا للمرأة اليمنية المهتمة بالقطاع النسوي والأسري في المؤسسة، ووجدتها مثالا للأخلاق العالية والتواضع الجم والابتسامة التي لا تفارقها، فكان لها دور كبير في نجاح الورشة، وتابعت الكثير من التفاصيل الكبيرة والصغيرة، لدرجة شعرت بأني أمام شخصية نادرة تتوفر فيها كل صفات العطاء والتفاني من أجل الآخرين.. ولا غرابة في ذلك: فهذا الشبل من ذاك الأسد.  

وشكراً,,
الدكتورة أمة الغفور عبد الرحمن الأمير

جامعة صنعاء

 

قراءة 956 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة