معضلة الجماعات الدينية الاحتكار للأفضلية

الأربعاء, 31 كانون1/ديسمبر 2014 22:30
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

عندما لا تنتمي اي جماعة للتاريخ، فإنها عندما تحاول استحضاره، تستحضره بصوره مشوهة، كما انها تشوه رموزه وابطاله، لأنها لم تكن جزء من هذا التاريخ، ولا تشكل بأي حال امتدادا له. وهذا ما يحدث مع جماعة الحوثي، فهذه الجماعة  وجدت نفسها بفعل طفرة ما، سيدة الموقف، وهي الآن تحاول ان تبحث لها عن امتداد تاريخي يدعم استمرارها، ولكن بهذه الصورة الهزلية التي نشاهدها في شوارع صنعاء.

تستميت جماعة الحوثي في توظيف المناسبات الدينية لصالحها، من خلال الاحتفاء المبالغ به، وهذا ما يظهر انها جماعة مفرغة من اي انتماء حقيقي لهذا التاريخ أو لهذه المناسبات. ثم أن الهروب لممارسة السياسة بهذه الطريقة الوحيدة، يعكس أنها جماعة ليس لديها مشروع وطني.

الدولة فاشلة وتكاد تنهار والبلاد ذاهبة إلى الجحيم، بينما جماعة الحوثي كأنها عرفت محمد ابن عبد الله هذا العام فقط. او كأن ما عداهم لا ينتمي له وهو حكرا عليهم. هذه معضلة الجماعات الدينية، احتكارها للأفضلية دون الاخرين، باعتبارهم اصحاب الحق المطلق في المقدسات التي تخص الناس جميعا.

ان احتفال الجماعة بمولد النبي محمد بهذه الصورة المشوهة التي حاولت اضفائها على الطابع العام وصبغ الحياة العامة بها، كل هذا يعكس مدى البؤس الوجودي لهذه الجماعة. وهنا ستحدث المفارقة، فبدلا من الحصول على تضامن الناس وتعاطفهم كون النبي محمد هو اقرب شيء بالنسبة لهم، جاء العكس، فالناس نفرت أكثر بسبب الطريقة الفجة التي يتم فيها الاعداد للاحتفال.
نريد من يحتفي بالحياة، ويمجد السلام وينتمي للناس ومعاناتهم لا الى التاريخ،نريد من يحيي قيم التعايش والقبول بالأخر ويؤمن بأن الاختلاف سنة كونية ووجودية ومن اهم قيم الحرية.

اذا لم نختلف، فلن يكون هناك معنى لوجودنا المشترك معا في هذه الحياة، لكن هذا ما لا يمكن ان تعيه جماعة وهي تصبغ الحياة كلها باللون الأخضر وبرائحة البارود، ولن تأخذ العبرة ممن سبقوها وكانوا اشد عودا منها.

قراءة 1404 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة