النهاية التي اختارها صالح مميز

الجمعة, 17 نيسان/أبريل 2015 20:46 كتبه 
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تدمير عدن وتعز والضالع وصنعاء وكل اليمن هي النهاية التي اختارها صالح .. كان اليمنيون قد اختاروا طريقا آخر ونهاية مختلفة لمأساة حكمه الطويل ... لكنه اختار هذه النهاية . كان بإمكان الحوثيين ، وقد تورطوا في حروب الانتقام، أن يتوقفوا في أكثر من محطة ويراجعوا حساباتهم ويتطلعوا إلى المستقبل.. لكن يبدو أنهم لم يلقوا بالا لمسألة التعايش في بلد أصبح من السهولة إعداده لفتنة اجتماعية وطائفية عميقة ولحروب انتقامية طويلة ومتجددة واتجهوا نحو عدن والجنوب وتعز ليدمروها وكانت قد وقفت مساندة لهم في مظلوميتهم.

المدفعية دائما ما تكون غبية عندما تحمل صاحبها مع قذيفتها إلى حيث تجعل منه خصما وعدوا إلى الأبد.

في اليمن كثير من وقائع التاريخ الدموي التي حدثت منذ أكثر من قرنين لا تزال حتى اليوم ترسم الخارطة الاجتماعية بنفس انقسامي، وكلما حاول المجتمع أن يتجاوزها جاء من يبعثها من جديد.

كان قرار مجلس الأمن الأخير محطة هامة للتوقف ومراجعة مسيرة القتل والتدمير والتجويع والحصار لعدن والجنوب وتعز وصنعاء والضالع وكل اليمن ، وكان الحوثيون هم المعنيون بهذه المراجعة المطلوبة ، بعد أن أطلق حليفه مبادرات عبرت عن رغبته في المغادرة وتسوية وضعه بعيدا عنهم ، لكنهم بدلا من التوقف عن مواصلة تدمير عدن اتجهوا نحو تعز ليدمروها ، فلماذا يصرون على الاستمرار في هذه الحرب الرديئة التي لن تورثهم غير الكراهية والعزلة بما رافقها من جرائم وقتل وترويع وتدمير . ولينظروا إلى ما يجري في عدن حيث لا منزل في هذه المدينة الباسلة إلا ويصدر منه صوت الاستنكار والإدانة مصحوبا بالألم والحزن والفجيعة والإصرار على المقاومة في نفس الوقت.

لقد كان الأخ خالد بحاح نائب الرئيس في مؤتمره الصحفي الأخير متوازنا وموفقا حينما وضع قضية السلام في صدارة خارطة عمله القادم وطالب بوقف العدوان على عدن وبقية المدن والانسحاب منها كشرط للحديث عن أي مبادرة سياسية جادة . لحظات حاسمة لابد أن تكون فيها الخيارات حاسمة أيضا .

قراءة 1791 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة