لا مكان اليوم للتعنت أو للتشنج

الجمعة, 14 آب/أغسطس 2015 21:50 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كل الأطراف متضررة ومنكوبة من مأزق التدهور والانفلات الكبير والحرج والبائس للأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية. لذلك فإن إيقاف الاقتتال أولوية قصوى، باتجاه تخفيف حدة التناقضات الداخلية، ومعالجة الخلافات، وحل الاستعصاءات. بينما لا مكان اليوم -كما يفترض- للتعنت أو للتشنج من قبل كل الأطراف على السواء، ما بالكم باستمرار خبالة ونزق حالتي الأنانية والمكابرة، التي لم تتوقف لحظة عن إنتاجها تلك الأطراف العبثية والقاسية التي لم تقدم أي تنازلات موضوعية لحقن دماء اليمنيين، بقدر إصرارها العجيب على استمرار المغامرة بالمصلحة الوطنية العليا لليمن، مؤكدة فشلها اللامعقول في استخلاص دروس وعبر مختلف التحولات والتوازنات المتسارعة، لكأن همها الوحيد فقط هو صناعة الخراب المؤلم والابتهاج الهوسي به، فضلاً عن استثمار مشاكل اللا دولة العميقة، ومتاعب الشعب المنهوك التي لا تعد ولا تحصى..

للقدرة على التجاوز

مشكلتنا مع مراكز قوى فاسدة واستغلالية وشريرة قهرت واستلبت وخربت الشمال والجنوب والوسط والشرق والغرب.. مشكلتنا ليست أبداً مع مواطن من الشمال أو مواطن من الجنوب أو مواطن من الوسط أو الشرق أو الغرب.. إلخ إلخ.. ذلك ان كل يمني خارج نطاق مصالح تلك المراكز - وغالبية اليمنيين كذلك - هو من ضحاياها ويأمل بمشروع وطني ناضج يصون اليمن واليمنيين عبر الحقوق والمواطنة والإنتاج والسلام والدمقرطة والتحديث والتطور من خلال عدم الاستغلال السياسي للدين أو تجيير القوات المسلحة أو إعلاء عصبية البداوة والقبيلة والمنطقة والمذهب فوق الدولة التي يجب ان تصون الجميع وتحتكر القوة وفقاً للقانون وتتعامل مع مزايا الثروة وفقاً للعدالة الاجتماعية وتمنح الكرامة للجميع دون تمييز.. مشكلتنا مع الزعامات القادمة من إرث ما قبل الجمهورية والدولة كالإمامة والسلطنات والقرويات والمشائخيات وانحطاطات التسلط والسلاح المنفلت والاصطفاء والتخلف كافة.. مشكلتنا مع الانتماء الأصغر لا مع الانتماء الأكبر الذي هو اليمن.. ذلك الانتماء الموضوعي الذي يجب ان ينتشل اليمن من هاوية التشظيات والانقسامات ويمنح اليمنيين القدرة على تجاوز المعوقات والإكراهات المكرسة منذ عقود وعقود.

مثلاً

ما رأيكم ان نقرأ المشهد كالآتي مثلاً: بما ان الجميع لم يعملوا على حل القضية الجنوبية وقضية صعدة كان من الطبيعي ان يتم ضرب قضية صعدة بالقضية الجنوبية!.

 جوهر

الثورة في جوهرها هي تراكم الوعي العقلاني الصعب، وليست قطف الإنجاز العاطفي والمثالي الأسهل.. مجموعة صدمات تقويك وضربات تصلب عودك ومواجهات تعلمك النضج ولا تقودك الى الهروب.. «تتخلق بالتجارب والمواقف لا بالأمنيات والأحلام».. جوهر الثورة هو الواقع كله.

فلنكن!

الطائشون المتعصبون لا يبنون الأوطان ولا ينشرون السلام لأن الغباء والعناد لا يحرران الطائش والمتعصب من أوهامه وضلالاته.

فلنكن جميعاً بلا انسداد أفق أو جهالة.. بلا كيد طائفي أو خفة عقل.

ضد!

مثلما انا ضد اجتثاث الحركة الحوثية ومع ضرورة ان تتحول الى كيان سياسي وكجزء من قوى هذه البلد ننظم خلافاتنا معها وفق القانون والمواطنة والسلام والبرامج السياسية وصيانة الحريات والحقوق المدنية وعدم تطييف الصراع: سأبقى ضد حل الاصلاح بشكل مبدأي حاسم لأنني مع تنمية وترسيخ الوعي السياسي في سياق تطور مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز النسيج الوطني لا محاولة إغراقه الدائمة في دوامة لا متناهية من العنف والسلاح والانتقامات والاقصاءات.

قراءة 1742 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة