رعية الإمام ورعية القبيلة

الأربعاء, 26 آذار/مارس 2014 23:43
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عندما ظنت تلك القوى انها نجحت في تصفية حراك الشعب الذي وظفته فقط في إزاحة خصومها، لم تكن تحسب ان الصدام بين مراكز القوى القديمة هو ما سيتيح لحركة الحوثي ان تتصاعد لتتمكن من تقويض نفوذ أحد أهم مراكز القوى الحليفة لها في حاشد.

وهكذا يبقى اليمنيون بعيدين عن حلم دولتهم، التي حاولت قوى القبيلة سرقته وإنتاجه عبر صياغة تحالفاتها من جديد، ولن يجدوا ما يغريهم في قوة قادرة على ضرب مراكز قوى دولة القبيلة، في رسالة تقول لهم إن بإمكانكم أن لا تصبحوا رعية في دولة القبيلة ولكن رعية في دولة تقررها جماعة مسلحة. وكأنهم خلقوا فقط لأن يكونوا رعية فقط في دولة القبيلي أو دولة الإمام.

لقد هدفت ثورة سبتمبر إلى إعادة صياغة علاقة اليمنيين المعرفين كرعية في دولة الإمام من خلال تعريفهم كمواطنين في دولة (الجمهورية العربية اليمنية)، ورغم إنجازاتها العظيمة فإن حلفاءها القبليين استطاعوا، بانقلابهم على قواها الحديثة، إنتاج علاقة الرعية في الدولة القبلية، وقد مثل علي عبدالله صالح محطة هامة في إرساء هذه الدولة عندما جاء رئيساً توافقياً لمراكز قوى قبلية في الشمال، ليتسع هذا التحالف ليشمل حزب الإصلاح ومكوناً جنوبياً نزح للشمال على إثر صراع (جنوبي جنوبي)، في تحالف (حرب العام ) 1994 التي شاءت ان تفرض على الجنوبيين ان يكونوا محكومين بعلاقة الرعية في دولة القبيلة (الجمهورية اليمنية).

ولم يستطع هيجان 2011 تفكيك التركيبة العتيدة لهذا النظام، فقد استطاعت مراكز فيه ان تحتال على تطلعات اليمنيين في التغيير وقد ساعدها على ذلك تجمع الإصلاح الذي توفر على امتدادات في القبيلة وساحات الاعتصام. فقد عمدت هذه القوى إلى تهميش حركتين ذات سمات مدنية كـ(الحراك الجنوبي) و(حركة الشارع الشمالي التي بدأت في 2011)، المعول عليهما في التعبير عن حاجات الناس الحقيقية وإرساء دولة مدنية ومواطنة متساوية، وذلك عبر احتوائها في الشمال وتشويشها في الجنوب عبر الحديث عن الاقليم الشرقي، وهروباً من التحول في سياق مشروع الدولة تم الزج بالبلاد في سياق عنيف لا يعبر إلا عن موازين القوى المتصارعة.

قراءة 1476 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة