جار الله.. الخالد في الضمائر وذاكرة المجد مميز

الأربعاء, 23 كانون1/ديسمبر 2015 18:40 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

تأتي ذكرى استشهاد القائد الاشتراكي ( جار الله عمر ) في ظروف قاهرة يمر بها البلد ، حرب اكلت الأخضر واليابس وأوقفت الى حين حلم الدولة المدنية الحديثة التي كان الشهيد جار الله عنوانا بارزا لها وداعيا إليها في إطار المشروع التنويري الذي حمله الحزب الاشتراكي اليمني .

حرب أشعلتها مليشيات الحوثي صالح الانقلابية على الشرعية ومؤسسات الدولة بهدف العودة بالبلد الى قرون من التخلف واللادولة ، وطالما وقفت ذات القوى في وجه مشروع بناء الدولة واستخدمت أدوات كثيرة لذلك وجندت مرتزقة ومتطرفين للنيل من حملة الفكر ودعاة السلام وأجهضت مرارا حلم اليمنيين في الوصول الى الوطن المخطوف ، وطن العدالة الاجتماعية والنظام والقانون ، ذلك ان قيام دولة هو تهديد لهذه القوى المتخلفة ومصالحها العابرة فوق كل المصالح الوطنية ..

كان الشهيد الحي الخالد ( جار الله عمر ) احد المناهضين لتسلط القوى التقليدية المتخلفة انطلاقا من مكانته السياسية كأمين عام لحزب قدم الغالي والنفيس والتضحيات الكبيرة لتحقيق الأهداف الغالية التي يناضل من أجلها الشعب وكل الأحرار المتطلعين الى العيش بحرية وكرامة ، وانطلاقا أيضاً من إيمان الشهيد بقيمة الإنسان الذي لا يجب ان يعيش تحت راية الاستبداد والعبودية والقهر ..

كافح ( جار الله ) كثيرا لإنتاج تكتل سياسي يجابه دولة القوة بعد اختلال الموازين الناتج عن حرب 94 الظالمة واستباحة الجنوب وإقصاء الحزب الاشتراكي اليمني والقوى الوطنية من المعادلة السياسية وما لحق بهم من تهميش وتشريد واغتيالات وبمعية المناضل الصلب الأمين العام لحزبنا الأستاذ ( علي صالح عباد ) ،، استطاعا أولا لملمة أعضاء الحزب

وبث روح الحياة الى أطره الحزبية ومنظماته القاعدية في زمن مر وظروف قاسية جداً ، ومن ثم ولادة مجلس التنسيق

وصولا الى ( اللقاء المشترك ) الذي دفع الخالد ( جار الله ) حياته ثمنا لذلك التكتل الذي شكل ظاهرة سياسية تصدت لكثيرا من موبقات السلطة ..

لقد مثل ( جار الله ) حالة استثنائية في فكره ورؤاه واطروحاته السياسية وساهم في تفكيك كثيرا من المشكلات داخل حزبه وخارجه وشهد له خصومه بتلك الكاريزما التي تميز بها دون غيره وكان يرى ان العمل السياسي ليس عداوة بقدر ماهو طريقة للوصول الى تحقيق الأهداف التي يصبو إليها السواد الأعظم من الشعب ..

تميز الخالد جار الله عمر ليس بحياته وحسب ولكن أيضاً حتى باستشهاده الذي شهده العالم على الفضائيات كحقيقة حتمية ان الرجل كان يقض مضاجع النظام وأدوات التخلف التي كان احد ضحاياها ، اغتالوه وهو يلقي خطاب الوصايا السبع عن الوطن والديمقراطية وحقوق الإنسان وكانت بمثابة خطبة الوداع قبل ان يتلقى جسده النحيل رصاصات الغدر والإرهاب ..

ستعيش يا جارالله أطول من قاتليك ، ستعيش قرونا طويله في الضمائر وفي سجلات التاريخ خالدا خلود الفكرة النبيلة التي عشت ورحلت من اجلها ومدافعا عنها ..

سلام عليك من الرفاق الذين يحملونك بيرقا في مسارهم الى الدولة المدنية الحديثة ..

نم قرير العين ولانامت أعين الجبناء.

* نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ..

 
قراءة 1968 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة