تحالف يتصدع

الخميس, 24 آذار/مارس 2016 21:03 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الخلاف بين جماعة الحوثي وصالح لم يكن وليد اليوم. بل هو سابق حتى على تحالفهما الضمني ثم المعلن. كل واحد منهما لديه أهدافه الخاصة وطريقته في التفكير. لم يظهر الخلاف في البداية بهذا الشكل الواضح الذي اصبح عليه مؤخرا، وذلك لوجود شيء يجمعهما هو بالمناسبة أكبر من طموحهما. الظروف التي كانت عليها البلد قبل عام من الآن جعلت صالح والحوثي لا يصدقان ان فرصة ثمينة للاستئثار بالسلطة قد اتيحت لهما بهذه السهولة.

هذا ما جعل حلفهم يبدو صلبا من النظرة الأولى، وهو ما ردم خلافات تحت السطح ستتنامى فيما بعد وستصبح جوهرية.

التحالف الذي أُبرم لأجل السلطة واستدعى كل الأوهام الى مسرح الحياة ليعزز هذه الفرصة ويحميها مستقبلا، هذا التحالف لن يعوزه ايجاد اسباب للشقاق والخلاف لطالما أن أمر السلطة أصبح مستحيلا.

ما يجمع لابد أن يفرق.

لكن هل علينا ان نتوقع مثلا أن يتصاعد الخلاف ليصبح صراعا حقيقيا وبأدوات عنفية؟

بالنسبة لي لا أعتقد أن هذا سيحدث لسببين:

الأول: أن شمال الشمال اعتاد أن يحسم صراعاته بطرق سلمية. تصل الخلافات الى الذروة ويكون هناك طرف اقوى من الآخر. مع ذلك يحرص الطرف الأقوى على أن يقدم تنازلات ويحرص الطرف الأضعف على الامتثال لتمثيل دور المغلوب لبعض الوقت. رأينا كيف تصرف اصلاح شمال الشمال عندما كان من المتوقع أن تبدأ حرب حقيقية بينه وبين الحوثيين. أما الحروب السابقة فالطرفين راوغا فيها وبحثا لها عن عناوين جانبية واتفاقات ضمنية أن من سينتصر في هذه الحروب سيكون على الطرف الآخر التسليم له.

الثاني: الصراع على السلطة لابد أنه يختلف عن الصراع الذي يتولد بسبب استحالة الفوز بهذه السلطة كاملة أو حتى جزء كبير منها. ويفرض هذا الاختلاف حضور خيار التسويات على ما عداه من الخيارات المكلفة.

لم يعد من المنطقي القول أن تحالف الثورة المضادة بعد عام من الحرب لا يزال يجيد لعب الأدوار التمثيلية، وهي الادوار التي ظلت حاضرة الى حد ما طوال الفترة الماضية. لكن غير المنطقي أكثر هو التعويل على صراع افتراضي لن يعكس نفسه في الواقع إلا بأسوأ طريقة ممكنة وضدا على ما تسعى لتحقيقه الارادة الوطنية المجردة من أي حسابات.

أما النتيجة النهائية فهي أننا نشاهد تحالف يتصدع وهذا كل ما في الأمر. أعني لا شيء يستحق الاهتمام من جانبنا، إلا اذا أردنا التنبه من وقت مبكر إلى تحالفات جديدة قد تخرج من رحم الحرب، وتشكل عبئا جديدا على مستقبل البلد.

مثلا سينظر صالح باتجاه السلفيين، ولعله يطمح بأن العروض التي قدمت له من الاصلاح قبل الحرب بوقت قصير بالتحالف معه لا تزال سارية.

في المقابل سينظر الحوثي باتجاه الاشتراكي مستغلا أن العلاقة بين هذا الاخير وبين الاصلاح لا تزال متوترة.

مع ذلك يبقى كل هذا مستبعدا على المدى المنظور، فنحن خارجين من حرب وليس من نزهة، ومن سيقترب من أحد طرفي الحرب بالود أو بأي طريقة أخرى سيكون قد حكم على نفسه باضاعة فرصة أخيرة للبقاء في المشهد السياسي. لن يحتمل اليمنيين مزيد من الوضاعة والخفة السياسية التي كلفته ولا تزال الكثير.

وحتى بدون ذلك تبقى مسألة التخلص من هذا المشهد برمته واحلال مشهد جديد بديلا عنه، تبقى مسألة مشروعة بالنسبة لجميع اليمنيين.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 2002 مرات آخر تعديل على الخميس, 24 آذار/مارس 2016 21:11

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة