الاشتراكي ودولة الحالمين لا دولة الاقوياء مميز

  • الاشتراكي نت/ فتحي أبو النصر

السبت, 09 نيسان/أبريل 2016 18:53 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

من المضحك أن الكائنات التي تربت على ممارسة  التقية كموقف دفاعي فى حالة الضرورة والاضطرار ؛ تتفق مع الكائنات التي تربت على ممارسة فقة الضرورة باعتبار الضرورات تبيح المحظورات، وذلك على التحريض المتفاقم ضد مواقف الحزب الاشتراكي من الصراع الناشب ورؤيته الوطنية للحلول .  لذلك انصح هؤلاء بان يعتبروا هذا الحزب الكافر او التكفيري -وفق ما تنطوي عليه رؤية متطرفيهم له جراء الاختلافات في وجهات النظر- قد أسلم مثلهم وخلاص؛ إذ من الممكن حينها ان يفهموا الى اي حد مريع أصبحوا هم من   يفسدون سماحة الدين ويخربون معنى السياسة وليس الحزب الاشتراكي كما يتخيلون.

فالإشتراكي يتعامل دون استغلال سياسي للدين، وبعيدا عن الصخب ، كما باتزان وطني يتمسك بمشروع المواطنة والقانون والاجماعات السياسية ، منحازا تماما لمساعي دولة اليمنيين الحالمين بالتغيير ؛ لا دولة الاقوياء في مراكز القوى.

ويعرف الجميع تضحياته وصموده التاريخي في مواجهة كافة المصاعب والمتاعب والمخاطر التي تعرض لها ، بينما يحرص على أن لا تتعارض رؤاه السياسية  مع روح الاتفاقات الموقعة بين جميع الاطراف والتي اعتمدت التوافق في قيادة هذه المرحلة الانتقالية .

إنه الكيان الوطني الذي رغم حرب 94 الظالمة والاجتثاثية استطاع الوقوف مجددا وتعلم الكثير من الدروس؛ وكذلك استمر في كل المنعطفات يحذر من المآلات الكارثية لعدم استيعاب آثار الحروب وتداعياتها على الوحدة والنسيج الوطني.

ويحسب للحزب تبنيه تجارب فريدة للتعايش والتفاهم بين أطراف مرت بمراحل من الصراع العنيف والمرير .كما انه بدينامية وشفافية مبكرة فتح حوارات واسعة وموضوعية مع مختلف القوى لإنجاز مهام تاريخية ملحة على أساس من المشروع الديمقراطي،  مع أخذه بالإعتبار انه كان يخوض غمار هذا الحلم في مرحلة معقدة بكل المقاييس .

غير انه لم يكن ساذجا على الاطلاق؛ بل ان له اخطاء كغيره بالتأكيد،  خصوصا وهو يعمل  في بلد يعيق العمل المدني ، وأغلب القوى فيه تعتمد الغلبة لتنفيذ مشاريعها .

لكن بالرغم من ذلك ظل الاشتراكي يجسد مكانته التاريخية وقوة مشروعه السياسي والاجتماعي ، كما يتعاطى مع مختلف القضايا من خلال قواسم وطنية مشتركة مع الجميع .

وبالمقابل استمرت الكائنات التي تتبع محاور تأجيج الصراع  بشكل تطييفي اخرق -و تصر على اختلافاتها المزعومة- متطابقة في التعامل الاستئثاري مع الدولة،  وكذا التعامل الاستعلائي مع المجتمع كقطيع دون اي إرادة .

والشاهد ان الحزب الاشتراكي اليمني واصل مراهنته على الحس السياسي في تهشيم مراكز القوى؛  فهو الكيان الوطني المتصف بعراقة التجارب، والذي لاتنكر ادواره الخالدة في صنع ثورة 14 أكتوبر وتوحيد الجنوب ، فضلا عن ثورة 26 سبتمبر وحلم22 مايو 90 والحراك السلمي الجنوبي 2007 وثورة فبراير 2011 الشعبية السلمية.

على انه الحزب الذي مع ضمان حرية الرأي والفكر والمعتقد وعدم الزج بمؤسسات الدولة في التجاذبات، رافضا الانقلاب على التوافقات وحمل السلاح في وجه الدولة او إستخدام القوة من قبل السلطة ضد أي مكون لتحقيق مكاسب سياسية.

ولقد أدرك قبل الجميع ماتعنيه قيمة اعتماد الحوار وسيلة لحل المشاكل،  بل انه اول القوى التي طالبت بضرورة ان يكون الجيش والأمن مؤسسة وطنية لا يجوز تسخيرها لصالح حزب أو جماعة أو عائلة.

وفي السياق كان من الطبيعي أن ينحاز للمقاومات الوطنية اثر التعبئة الجهادية للميليشيات  ، مشددا في نفس الوقت على عدم التهاون مع الإرهاب .

ثم انه مثلما أدان واستنكر جرائم تحالف الحوثي وصالح ضد المدنيين؛  استنكر  وأدان جرائم التحالف السعودي ضد المدنيين أيضا .

وكي لاننسى فإنه اول من قدم مبادرة لوقف الحرب على أساس 2216 . كما انه رغم كل التحريض عليه -وفي ظل الوضع  المضطرب والحسابات الخاصة لمختلف القوى - يتموضع بقناعة قصوى ضد اوهام الحسم العسكري؛ ومع الحل السياسي الذي يجنب البلاد المزيد من الانزلاق نحو  العنف ومن ثم التفكك والانهيار التام .

ومنذ ماقبل انهيار الاتحاد السوفيتي وماقبل تجسد صراع الوكالة الطائفي الاقليمي في المنطقة كان قد انتقد وعيه الايديولوجي الصاخب مبكرا ، وبشجاعة اعتذر عن مرحلته الشمولية -رغم انه أنجز دولة معتبرة في الجنوب على الأقل-، كما اعتبر ان التحولات والحساسيات الداخلية والخارجية تقتضي تعزيز حسن الجوار والعلاقات الودية والندية مع مختلف شعوب ودول العالم على أساس المصالح المشتركة وعبر الدولة ومؤسساتها،لا عبر الجماعات المغلقة التي تختصر الوطن في مصالحها الصغيرة و المأزومة فقط .

قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 2579 مرات آخر تعديل على الأحد, 10 نيسان/أبريل 2016 19:31

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة