ثورة فبراير عوامل الإجهاض ووسائل النجاح

الإثنين, 16 كانون2/يناير 2017 18:49 كتبه 
قيم الموضوع
(1 تصويت)

قامت ثورة فبراير2011المجيدة من اجل بناء مشروع الدولة المدنية الحديثة، مشروع العدالة والمواطنة والمساواة وإحترام الحقوق والحريات وتطبيق النظام والقانون .

أستخدم النظام السابق القوة المفرطة وسخر كل أدواته القمعية ضد شباب الثورة العُزل وقتل وأعتقل  الآلآف منهم.

قوى الهيمنة والفساد كانت أيضا معرقل أساسي لمسيرة الثورة والتي للأسف كانت  مكون من مكونات الثورة والتي ركبت موجة الثورة وصادرت احلام الملايين من الثوار الذين خرجوا الساحات ووهبوا دمائهم من أجل نجاح الثورة وأهدافها.

تم الغدر بمشروع التغيير السلمي والالتفاف عليه حينها.

عدم وجود حامل سياسي قوي لشباب الثورة وإستيلاء أحزاب المعارضة على القرار الثوري من عوامل نجاح  القوى الرافضة لمشروع التغيير في إجهاضه.

برزت المبادرة الخليجية في الواجهة ،كانت القوى السياسية الحاملة لمشروع التغيير حينها شريك مع النظام السابق في صياغة المبادرة الخليجية وإخراجها والتوقيع عليها.

هذه القوى نظرت للمبادرة على أنها ستحد من إندلاع مواجهات مسلحة بين الثوار والنظام السابق وتجنب المزيد من إراقة الدماء،بينما نظر الكثير من الثوار للمبادرة على أنها إحتواء للحماس الثوري أو الإصرار في إسقاط النظام وبناء مشروع الدولة مهما كان الثمن.

تم تشكيل حكومة توافق مناصفة بين قوى المعارضة والنظام السابق وتجاهل شباب الثورة حينها،وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية،توافق اليمنيون وعقدوا مؤتمر الحوار لمدة عام وأجمعوا على مشروع اليمن الذي يحفظ الهوية الوطنية الجامعة وبرعاية أممية.

استخدم النظام السابق وحلفاؤه كل الوسائل في عرقلة الحوار وإفشاله لكنه لم ينجح حينها،انتهى الحوار بمسودة الدستور.

غباء بعض شركاء التغيير وإفتعالهم حروب  في عدة مناطق منح النظام السابق فرصة ذهبية للدخول والعودة إلى الواجهة من جديد واستخدام كل وسائل الدولة التي استغلها طيلت فترة حكمه والتي كانت ماتزال حينها تحت إمرته.

أنتجت حالة الفراغ في سلطات الدولة حالة من العشوائية واللانظام،ظل الفراغ الأمني وعدم صرامة الدولة في التعامل مع جبهات الحروب التي كانت حينها في عدة مناطق هي النقطة الحساسة التي لعب عليها النظام السابق وتمكن من استغلالها جيدا في صالحه وتهشيم مفاصل الدولة في كل مؤسساتها.

تحالف النظام السابق مع الحوثيون ضد الدولة  والذي كانوا احد مكونات ثورة فبراير 2011،ذكاء النظام السابق في التعامل مع الحوثيون جعلهم يتناسوا الحروب السته العبثية الذي شنها النظام السابق ضدهم والتي دمرت محافظة صعده وقتل الالآف منهم.

تحالف النظام السابق والحوثيون ضد المشروع الوليد وخاضوا حروب ضد الدولة وضد خصومهم إبتداء من دماج مرورا بعمران والإستيلاء على معسكر 310 ونهب سلاحه، لم يكتفوا بذلك بل واصلوا مشروع الحرب واحتلوا العاصمة صنعاء في ديسمبر 2014 ونهبوا سلاح الدولة واحتلوا مؤسساتها،أحتلوا القصر الجمهوري وفرضوا إتفاقية السلم والشراكة بقوة السلاح،وقعت كل المكونات السياسية على الوثيقة بمن فيها الحوثيون والنظام السابق إحتواءً للاشكال القائم حينها لكنهم سرعان ماأنقلبوا عليها.

أعتقلوا رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة وبدأوا في شن الحرب على المحافظات وأحتلالها،نجاح الرئيس حينها في الإفلات من قبضة الإنقلابيين وذهب إلى عدن،أخترع الإنقلابيين كذبة الإنفصال حينها وأستخدموا سلاح الدولة لشن حرب على الرئيس مباشرة والذي يمثل الرمزية المتبقية للدولة.

أستدعى الرئيس حينها دول الجوار للنجدة،قامت عاصفة الحزم بالتوازي مع مقاومة غالبية أبناء الشعب اليمني بمن فيهم أعضاء من حزب النظام السابق لمشروع الإنقلابيين،نتج عن الحرب الداخلية والخارجية أوضاع أقتصادية وأمنية  صعبة يكابدها اليمنيون فوق الأوضاع التي كانوا يعيشوها،قضت الحرب على كل مؤسسات الدولة مثلما قضى الإنقلاب على مشروع الدولة وقوض النظام،قضت الحرب على مشروع التغيير السلمي،فرص السلام تضائلت في ظل هيمنة السلاح وعودة تمركز المركز المقدس مجددا وبقوة.

لا سبيل للعودة للتوافق مالم يكن مشروع الدولة هو الحاضن للجميع ،لا سبيل لنجاح أي حوار مالم يكن القرار السياسي قرار وطني.

التجاهل ليس حلا فالدماء التي سكبت على الأرض اليمنية لم ترق هكذا دون سبب.. هذا تقليل من شأن  وتضحيات  الذين خرجوا في الثورة السلمية ثم تقليل من شأن المقاومين الذين خرجوا يدافعون عن مبادئ الثورة السلمية والانتقال الذي أنتج وثيقة يمنية أجمعت عليها جميع المكونات اليمنية.

على الشرعية والتي تمثل الدولة التعامل بجدية في بسط نفوذها على المناطق المحررة وتوفير الخدمات الاساسية للمواطن، وكذلك فرض مخرج لحل سياسي شامل.

تعدد فصائل المقاومة وعدم أحتوائها ودمجها في الجيش الوطني يؤسس لفوضى قادمة ستكون نتائجها كارثية.

على القوى الإنقلابية عدم الإستمرار في المكابرة بفرض مشروعها على أوجاع اليمنيين وعدم المزايدة بإسم القضية الوطنية على حسام الدم اليمني.

على الجميع معرفة أن في الأسئلة الوطنية الكبيرة يعد الإعتراف بالمآزق التاريخية  حلا وليس معضلة.

المعضلة كانت في الاستبداد والتسلط  الذي عبر القرون تحت أغطية سياسية وقبلية ودينية والحل كان في تلك الثورة الشعبية التي أطاحت بالتسلط بجميع أشكاله  فقرر أن يدافع عن نفسه وهو يحاول التخندق مرة أخرى.

ليكن الوطن إيماننا ومبدأنا وعقيدتنا.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

قراءة 2428 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة