ضمن عوامل أخرى يحتمل ان تقف في طريق اغاثة اليمنيين المنهكين بفعل الحرب الميدانية والقصف الجوي الذي فاقم المعاناة وعرض حياة المدنيين للهلاك والفناء يكون عامل اللامبالاة الملحوظ للأمم المتحدة تجاه الحالة اليمنية المأسوية أبرز العوامل وعدم الجدية في اسعاف الإنسان اليمني والوصول اليه لإنقاذ ما امكن من الشعب هو ديدان وسياسة هذه المؤسسة العالمية وتحركاتها .
واضافة الى العوامل الداخلية التي تنتهجها المليشيا دون اعتبار للوضع المزري الذي يعيشه غالبية أبناء الشعب، لا بد من الاشارة هنا الى جزئية خطيرة مصدرها التحالف وطيرانه متعلقة بموضوع المساعدات الاغاثية وكيفية تحقيقها على الواقع .
وهنا نتسأل حول عملية استهداف الجسور والطرق الواصلة بين المحافظات والمدن.. ماذا تعني ؟
وماهي الأثار والتبعات التي يخلفها هذا الاستهداف ؟
كثيرة هي الجسور التي قصفت في المحافظات وعلى الطرق الرئيسة ومنها "جسر حواري " بمديرية حوث ما بين صعده وعمران وصنعاء ،وكذلك نقيل " الخذالي " بمديرية كحلان عفار ما بين عمران وحجه وعلى الطريق الرئيسي الرابط بين الحديدة وحجه وعمران وصنعاء .
ولا يقف الحال هنا بل تكرر المشهد في نقيل " بن غيلان " بفرضة نهم بصنعاء ما بين العاصمة ومأرب والجوف .. اضافة إلى نقيل "سمارة " ما بين العاصمة وذمار واب وتعز وما تلاها ،وغير ذلك .
المهم هنا الإجابة على السؤال الوارد اعلاه عن ماذا يعني ؟ وما تبعات ذلك ؟ وتتمثل برأيي في ان ذلك سيعيق انتقال السيارات بين المدن والمحافظات وسيعطل انتقال ومرور الشاحنات " القاطرات " الثقيلة كلياً .
وبهذا يكون الحديث عن أهداف الهدنة الإنسانية مجرد سراب والمعوقات والصعاب واردة وملحوظة !.
كيف سيتم نقل وتوزيع المساعدات الاغاثية الواصلة للموانئ بدرجة أساسية وربما المطارات والمنافذ وايصالها إلى مستحقيها من النازحين والمشردين من الحرب في مختلف المناطق والمدن والمحافظات والمديريات ؟ وفي زمن ووقت محدود وبمدة (5) يوم كما اعلن ؟
هل الجميع مدرك ان المتضررين والمحتاجين لإغاثة عاجلة في كل اليمن مع تفاوت في نسبة الأعداد ؟! ربما .
هل الجميع وبالذات المعنيين في الأمم المتحدة ووكالات الغوث يعرفون ان المتضررين من جحيم الحرب والقصف يتواجدون بأكثرية في المناطق والمحافظات التي لا توجد بها مواجهات ؟
هل لديهم من العلم شيئاً عن الأعداد الهائلة مثلاً من النازحين والمشردين المتواجدين في محافظة عمران بمدينتها وريفها ؟
عمران التي استقبلت غالبية سكان صعده المشردين.. وألاف الأسر من العاصمة ومن محافظات أخرى ولا أحد يهتم لأمرها وكأنها في النعيم !.
وكذلك الحال في محافظات ومدن أخرى .
لست ادري ما اذا كان لدى الأمم المتحدة خطة وآلية ناجعة لتحقيق الهدف من الهدنة الإنسانية بحيث تتمكن الأسر الضحايا والمستهدفة والمحتاجة للمعونات الأساسية في مناطق اليمن من الانقاذ العاجل نتيجة ما يحيق بها من جوع وعراء وامراض وموت محتوم ، مع مراعاة الوضع المأزوم بالأرض والتعقيدات المتعددة وضيق الوقت .
وهل سيتعاطى المعنيين بالأمر في الرياض واليمن مع هذه الفرصة بمسؤولية وضمير .. ام انها ستهدر بذات العبث والاستخفاف الذي تم مع سابقاتها ؟.
لم يعد هناك متسع لدى المواطن والضحية للصبر ومقاومة الضرر ، وكلٌ يتحمل مسؤوليته.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.