عطش الحوثي للنقد ؟!.

الجمعة, 06 آذار/مارس 2015 21:35 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في آخر لقاءاته بـ عبدالملك الحوثي روى علي البخيتي حالة تعطش الحوثي وحركته الباطشة للنقد .

وعلى اعتبار ذلك الخبر صحيحاً كما نقله البخيتي ومطمئناً لممتهني الكتابة  والاعلام ويندرج ضمن الايجابيات المفترضة للكيانات والتكوينات الشعبية والشخصيات العامة والمسؤولة . الا ان الواقع الفعلي لممارسات الجماعة ومواقفها نحو منتقديها مختلف تماماً و يدحظ ادعاءات قائدهم عبدالملك وظمأة المعلن للنقد !.

كيف لا وقد جعلتنا الجماعة الباسطة على أجزاء من جغرافية البلد بعنفوانها المدمى امام حالة من اللا أمان لكل أطياف المجتمع وأفراده خارج عباءة الحركة الطائشة ونهجها المتوحش والمتفرد بمصير الوطن وأبنائه حاضراً ومستقبلاً كما يطمحون .

لا يحتاج الأمر مزيداً من القرائن لتأكيده الآن وكل يوم نصحو مع ضحية من النقاد المسالمين وننام بعد تصفح قائمة مطولة من الضحايا على يد مليشياته المتسلطة والمتعطشة كزعيمها ولكن  ليس للنقد !.

ما نلاحظه ونعيشه عملياً لدى الجماعة هو التعطش للدم والتنكيل بما عداها وبطرق مختلفة وموجعة ومهينه ؛ وما عطش السيد سوى تهمه وذريعة تقود فاعلها للعقاب وتلقي المخاطر  وهنا تكمن التناقضات بلا جدال .

لم يعد يهمنا الحديث العاقل والشعارات المثالية ورسائل الود المصطنعة لا في خطابات وتصاريح عبدالملك ولا  لأياً من رجالاته الممسكين بزمام القيادة كونها لمجرد التضليل واستدراج العقول اليابسة وبلسمة العواطف للعامية من العوام والمسكونين بحسن النوايا ؛ بينما علاقتها بالواقع لا تزال بعيده وضدية .

قال الحوثي قبل احتلال مسلحيه العاصمة ان هناك جرعة فتكت بالشعب ولا بد من سقوطها وعلى هذا الأساس كان الالتفاف واسعاً والمخيمات مكتظة لعمومية الضرر ؛ كذلك قال الحوثي ان حكومة المحاصصة لم تنجح وهذا صحيح وانه لا بد من طريقة أخرى بموجبها تشكيل حكومة بديلة وكانت الكفاءات .

لم يكن هناك خلاف حول القضية التي امتطاها الحوثي بمسلحيه ولا حول الأداة الراقية للضغط ممثلة بالفعاليات السلمية التي سقطت على يديه بانتهاج العنف والسلاح قبل سقوط العاصمة  ؛ وبقيت القضية وحيدة والجرعة قائمة حتى اللحظة !. وهنا تساؤلنا هل سقطت الجرعة ؟

سقطت العاصمة وسقطت مخازن الجيش وسقطت الدولة الهشة وسقطت الشعارات ولم تسقط الجرعة الهدف المزعوم حينها ؛ والأجمل في ذلك انها سقطت الأقنعة ورهانات السُذج بأشكالهم المختلفة .

في قائمة العناوين تخليص الوطن من الارهاب و المفخخات المحدقة هنا وهناك ؛ وهذه لوحدها من أكثر العناوين والشعارات المنتجة لكارثة وكوارث أعظم وافتك ؛ لم نتخلص من الارهاب بل توسع الرهاب الأخر كثيراً ولم تختفي المفخخات بل تفاقم التفخيخ بأشكال عدة وانتشر الفخاخ الحوثي لتفخخ المؤسسات بالفاسدين والشوارع بالمسلحين وطلاب المدارس بالتحاق الاعداد الكبيرة بالمقاتلين ؛ ناهيك عن تفخيخ المجتمع المتعايش بالهويات والخلفيات الطائفية والمذهبية والجهوية والقبلية وهذا هو كل النجاح للحوثية .

كثيرة هي الشواهد والمشاهد المؤكدة بكل وضوح لعكسية نتائج العناوين والشعارات الحوثية المخادعة ؛ مثال أخر على مفارقات العجب لديهم هو العزف المكرور على موضوع الاقصاء والشراكة والتفرد الذي باشرنا بالسير على منواله منذ الدقائق الأولى للتسلط والسيطرة ؛ وما يلاحظ بهذا الخصوص مجرد رتوش لا تتعدى التوصيف القائل بـ " شراكة في الصورة " ! .

وللحديث بقيه .

قراءة 2032 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة