إيران تكثف إمدادات السلاح والدعم للحوثيين في اليمن"تقرير" مميز

  • الاشتراكي نت/ مون كارلو

الأربعاء, 22 آذار/مارس 2017 18:20
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تقول مصادر إقليمية وغربية إن إيران ترسل أسلحة متطوّرة ومستشارين عسكريين إلى جماعة الحوثي المسلّحة في اليمن لتزيد الدعم لحليفتها الشيعية في حرب أهلية قد تغيّر نتيجتها ميزان القوى في الشرق الأوسط.

وتقود السعودية، خصم إيران، تحالفا يقاتل الحوثيين في البلد الفقير في إطار نفس صراع القوى بالمنطقة الذي يؤجج الحرب في سوريا.

وقالت مصادر مطّلعة على التحرّكات العسكرية، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن إيران زادت في الشهور الأخيرة دورها في الصراع المستمرّ

منذ عامين حيث كثّفت إمدادات السلاح وغيرها من أشكال الدعم. ويضاهي ذلك نفس الاستراتيجية التي انتهجتها لدعم حليفتها جماعة حزب الله اللبنانية في سوريا.

وقال مسؤول إيراني كبير إن الميجر جنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، اجتمع مع كبار مسؤولي الحرس الثوري في طهران الشهر الماضي لبحث سبل "تمكين" الحوثيين.

وذكر المسؤول "في هذا الاجتماع، اتفقوا على زيادة حجم المساعدة من خلال التدريب والسلاح والدعم المالي."

وأضاف قوله "اليمن هو المنطقة التي تدور فيها الحرب بالوكالة الحقيقية وكسب معركة اليمن سيساعد في تحديد ميزان القوى في الشرق الأوسط."

وترفض إيران اتهامات السعودية بأنها تقدم دعما ماليا وعسكريا للحوثيين في الصراع باليمن وتلقي بدورها باللوم في الأزمة المتفاقمة على الرياض.

غير أن أفعال إيران في اليمن تعكس فيما يبدو تنامي نفوذ المتشددين في طهران والذين يسعون لاستباق ما لمح إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تشديد في السياسة تجاه الجمهورية الإسلامية.

وأكد اللواء الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالفالذي يقاتل الحوثيين أنه "لا نفتقر إلى معلومات أو أدلة على أن الإيرانيين يهرّبون أسلحة إلى المنطقة بوسائل مختلفة."

وأضاف "نلاحظ أن الصاروخ كورنيت المضاد للدبابات موجود على الأرض... في حين أنه لم يكن موجودا من قبل في ترسانة الجيش اليمني أو ترسانة الحوثيين. لقد جاء بعد ذلك."

قيادي بجماعة الحوثي أعلن أن اتهامات التحالف لإيران بتهريب أسلحة إلى اليمن محاولة للتغطية على فشل السعودية في الانتصار في حرب صعبة قتل فيها ما لا يقلّ عن 10 آلاف شخص.

وقال القيادي الحوثي الذي طلب عدم نشر اسمه "السعوديون لا يريدون الاعتراف بإخفاقاتهم ولذلك يبحثون عن أعذار زائفة... بعد عامين من العدوان الذي تشارك فيه الولايات المتحدة وبريطانيا."

وأزعجت أنشطة إيران دولا سنية في الشرق الأوسط حيث قال مسؤول كبير من بلد مجاور "نريد أن توقف إيران تصدير التشيع إلى المنطقة... سواء في اليمن أو غيره."

وتدخلت السعودية في الحرب الأهلية باليمن في 2015 دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي بعدما أطاح به الحوثيون من العاصمة صنعاء.

وتهيمن القوات الحكومية في الجنوب والشرق على معظم أراضي اليمن بينما يسيطر الحوثيون على معظم المراكز السكنية في شمال غرب البلاد بما في ذلك صنعاء.

وقال مسؤول أمني إيراني كبير سابق إن حكام إيران المتشددين يخطّطون لتمكين جماعة الحوثي في اليمن "لتعزيز قبضتهم في المنطقة".

وأضاف "يخططون لإنشاء ميليشيا في اليمن على غرار جماعة حزب الله. من أجل مواجهة سياسات الرياض المعادية... تحتاج إيران لاستخدام كلّ أوراقها."

واتفق دبلوماسي غربي معه قائلا "تحاول إيران منذ فترة طويلة صقل قطاعات من ميليشيات الحوثيين ليكونوا قوة مُعطّلة في اليمن، موضحا أن "ليس معنى هذا أن الحوثيين مثل حزب الله، لكنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا مثله ليحققوا أهداف إيران وهي تطويق السعوديين وتوسيع نطاق نفوذها وقوتها في المنطقة وخلق أدوات ضغط غير تقليدي."

وأفادت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية بأن الوزارة"قلقة من الدعم الإيراني للحوثيين بما في ذلك تقارير تفيد بأن إيران نقلت أسلحة لليمن وهو ما يتناقض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 وحظر مجلس الأمن على تصدير إيران للأسلحة."

شحن إمدادات

تقول مصادر إن إيران تستخدم سفنا لتوصيل إمدادات إلى اليمن إما مباشرة أو عبر الصومال لتتحايل على جهود التحالف لاعتراض الشحنات. وتؤكد مصادر غربية أنه ما إن تصل السفن إلى المنطقة يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها لأنها منتشرة في تلك المياه.

ومن المعتقد أن المياه المفضلة لتنفيذ تلك العمليات تشمل خلجانا صغيرة للصيد قرب ميناء المكلا برغم أن هذا يتطلب أن يخوض من يتم تهريبهم من رجال أو عتاد رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر إلى المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطرد التحالف تنظيم القاعدة من المنطقة في العام الماضي لكن مصادر مطّلعة على أوضاع تلك المياه يقولون إن التحالف لا يزال غير قادر على منع تهريب السلاح والأشخاص.

وأقرّ اللواء عسيري المتحدّث باسم التحالف بقيادة السعودية بصعوبة مراقبة سواحل اليمن البالغ طولها 2700 كيلومتر.

وقال "لا يمكنك مراقبة كل هذا الساحل الطويل حتى لو جئت بكلّ بحريات العالم... إذا أوقفنا حركة تلك القوارب الصغيرة فسيؤثر هذا على الناس العاديين الذين يعملون بالصيد."

وفي الفترة من سبتمبر أيلول 2015 حتى مارس آذار 2016 اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مرارا أسلحة قال مسؤولون إنها على الأرجح كانت متجهة للحوثيين.

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس آذار من العام الماضي عندما توقفت عمليات الضبط. وشمل العتاد صواريخ باليستية بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى العمق بالسعودية.

وأضاف المسؤول الأمريكي "لا يوجد تفسير منطقي لظهور تلك الأسلحة سوى المساعدة الخارجية. تقييمنا هو أن المساعدة أتت على الأرجح من إيران."

وأقر نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة الحربية ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح (أرمامنت ريسيرش سيرفسز، Armament Research Services) التي تعقّبت عتادا إيرانيا انتهى به المطاف في اليمن، أيضا بأن الكميات قد زادت.

وقال جينزين جونز "لاحظنا المزيد من النجاح في عمليات النقل البحري خلال الشهور القليلة الماضية، وأظن أن الزيادة عموما في وتيرة ما نوثقه من أسلحة إيرانية ترجع جزئيا إلى نجاح مزيد من عمليات التسليم البحرية."

تأثير مدمّر

في دراسة عن نقل التكنولوجيا الإيرانية لليمن صدرت يوم الأربعاء 22 مارس 2017 قالت مؤسسة بحوث التسلح في الصراعات (كونفليكت أرمامنت ريسيرش، Conflict Armament Research) إن لديها أدلة تظهر أن الطائرة بدون طيار (قاصف-1) صنعت فيإيران ولم تصمم وتصنع محليا "في تناقض لتصريحات الحوثيين".

وأعلنت المؤسسة أن الحوثيين والقوات المتحالفة مع الرئيس اليمنيالسابق علي عبد الله صالح استخدموا هذه الطائرات لاستهداف نظمالدفاع الصاروخي للتحالف.

وأضافت أن ذلك يظهر قدرة الحوثيين على استخدام تكنولوجيا رخيصة في مواجهة القدرات العسكرية المتطورة للتحالف.

وتكشفت في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة دلائل على عتاد عسكري أكثر تطورا يُشتبه بأن الحوثيين يستخدمونه.

ففي 30 من يناير كانون الثاني هوجمت فرقاطة سعودية قرب ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في عملية اتهم الإعلام الرسمي السعودي الحوثيين بالمسؤولية عنها.

وقالت البحرية الأمريكية إن قاربا دون ربان يتم التحكم فيه عن بعد وكان محمّلا بالمتفجرات صدم السفينة السعودية في أول هجوم معروف من نوعه تستخدم فيه مثل تلك القوارب وإن الحوثيين استخدموا على الأرجح تكنولوجيا من إيران.

وفي تطوّر آخر هذا الشهر قال مصدر بالحكومة اليمنية إن زورقا لخفر السواحل دُمّر قرب المكلا بألغام نشرها الحوثيون.

وقال جينزين جونز إن نوعية الذخائر الإيرانية حسنت في الآونة الأخيرة.

وأضاف "شملت عمليات النقل الأخيرة لأسلحة وذخائر سلسلة (الطائرات دون طيار) أبابيل الإيرانية المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار واستخدمها الحوثيون ضد أهداف لها أهمية كبيرة مثل الرادارات وبطاريات صواريخ باتريوت."

وتابع يقول إن هناك شبهات أيضا في نقل صواريخ مضادّة للسفن وصواريخ محمولة على الكتف.

وعلاوة على الأسلحة قالت مصادر إيرانية وإقليمية إن طهران توفر خبراء أفغانا وعربا شيعة لتدريب وحدات للحوثيين وللعمل كمستشارين فيما يتعلّق بالإمداد والتموين. ومن بين هؤلاء أفغان قاتلوا في سوريا تحت إشراف قادة بفيلق القدس.

كانت رويترز قد نشرت تقارير عن استخدام نفس هذا الأسلوب المستتر في سوريا في 2014 قبل أن تقوم إيران بدور أكثر صراحة في تلك الحرب.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

 

قراءة 1286 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة