الجمعيات الخيرية في رمضان.. انتهازية موسمية للتسويق السياسي تحت غطاء الفعل الخيري

  • الاشتراكي نت / خاص - جابر الغزير

الخميس, 03 تموز/يوليو 2014 22:43
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

"يسرقون رغيفك.. ثم يعطونك منه كسرة.. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم..!!" غسان كنفاني

..

كم هائل من الاموال الطائلة والدعم العيني تجمعها مئات الجمعيات والمؤسسات الخيرية الموسمية في شهر رمضان باسم آلاف الأسر اليمنية التي يسحقها الفقر والجوع الإضافي المتزامن وهذا الشهر، مستغلة الكرم الموسمي لرجال الدين في مختلف دول العالم وخصوصاً في دول الخليج النفطية، يجعل من هذه المنظمات أشبه ببنوك مؤقته، ومخازن هائلة للعديد من السلع المختلفة، مستفيدة من الثقة الحكومية لكل تمويلها الخارجي ونشاطاتها الداخلية.

هو تسول باسم الفقراء، بخطاب ديني موغل بالعاطفة، ينشط بشكل موسمي في هذا الشهر دون قيود او شروط أو رقابة، عبر منظمات وجمعيات تتبع احزاب وكيانات سياسية، يصفهم أحد المراقبين بسماسرة وادعياء الخير الذين يجيدون فنون التسول واستدرار المال بكل الاساليب والطرق المتاحة، دونما تأكد من وصول هذه الأموال والسلع العينية إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين..؟!

..

مآرب سياسية

تناسل مهول لعدد من الجمعيات التي تظهر خلال هذا الشهر بمسميات عديدة بعضها يظهر لأول مرة، وجميعها تدعي الاستقلالية في نشاطاتها، فيما بات معلوما ان تلك الجمعيات تسخر أفعال الخير هذا لمصالح ومآرب سياسية بداية بالجهات المستهدفة وانتهاء بالابتزاز الإنساني لكسب ولاءات سياسية لهذا الحزب السياسي أو ذاك، مطمئنة للغياب الفاضح للجهات الرسمية عليها من أي رقابة او اشراف او حتى علم بما تجمعه من اموال طائلة من الداخل والخارج، غالباً لا تكشف تلك الجمعيات سوى عن الجزء الضئيل جداً عن جهات تمويلها الخارجية ونشاطها المتمثل بتوزيع الفتات مما جمع من تلك الأموال عبر التبرعات والهبات الخيرية.

يخشى محللون من استغلال هذا النشاط الخيري المشبوه والمنفلت في دعم وتغذية وتمويل التطرف والارهاب الذي يمتد على خارطة هذا البلد، فيما يرى آخرون إن ما يثير الشبهات حول هذه الجمعيات ونشاطها هو رفضها لممارسة مهامها بشكل قانوني، والكشف عن حساباتها وأرصدتها المالية بشكل علني، حيث تعمل في جمع التبرعات بطرق بعيدة عن الإشراف، ودون وجود حسابات بنكية ومصرفية كما يحدث في المساجد، والبقالات، والمدارس، وفي الجامعات أيضا من جمع للتبرعات النقدية بلا سندات أو كشوفات أو وثائق خاصة بتحديد المكان الذي ستصل إليه تلك التبرعات، أو الجهات المستهدفة على وجه التحديد.

..

توزيع انتقائي وفئوي

عشرات الالاف من الصناديق الزجاجية الشفافة الموضوعة في مختلف المؤسسات والمصارف والبقالات والصيدليات وغيرها للتسول باسم هذه الجمعيات الخيرية، تحت عشرات ومئات المسميات والأهداف، لا أحد بإمكانه التثبت أو التأكد من وصول كل تلك الأموال لتلك الجهات المستهدفة من جهة موثوقة ومستقلة.

وفي ظل هذا التعتيم واللاشفافية المتعمدة؛ يطلق البعض شكوكاً واتهامات لهذه الجمعيات بتوزيع بعض تلك المساعدات والمالية والعينية بطريقة فئوية وتمييز على أساس الولاءات السياسة او المناطقية والطائفية مؤخراً، وبما يحقق غرض الاستهداف المبنى على حكم مسبق من تلك الجهات.

المزاعم الرسمية المتوقعة لدورها في مراقبة نشاط هذه الجمعيات كعادته في إطلاق التأكيدات على أن العلاقة بين الطرفين تسير بطريقة قانونية، ويتم موافاتها بالتقارير التفصيلية بكل ما يتعلق بأنشطة الجمعيات هذه وبرامجها، وحجم التبرعات والمساعدات الصادرة منها والواردة أولاً بأول...!!

..

فعل خير بلا أجندات

فعل الخير لا يرفضه أحد ويتمنى فعله الجميع، ولكن وفق أسس وضوابط تعمل على تنقية العمل الخيري من أي حسابات سياسية أو غيرها، والأهم أن يتم معرفة مصير الأموال التي يتم جمعها وهل تذهب فعلاً لمستحقيها أم تضل طريقها كغيرها من الهبات والمساعدات.. يقول الصحفي يونس الشجاع، متابعاً في مقال سابق: ومهما يكن فإن التجيير الممنهج للأعمال الخيرية يفقد الناس ثقتهم بالجمعيات، وفي الأخير يخسر الفقراء والمساكين من يسد رمقهم حتى في المناسبات القليلة من أيام السنة؛ نتيجة تسييس تلك الجمعيات وعسكرتها لتسخيرها في الاستقطاب السياسي والانتخابي في استغلال بشع لجوع المواطنين وفقرهم...!

قراءة 1356 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة