اعلنت القوات الحكومية توقيف العمليات العسكرية لها في مدينة الحديدة بشكل مؤقت، بعد معارك عنيفة مع المسلحين الانقلابيين منذ مطلع الشهر الجاري تقدمت خلالها الى احياء المدينة وسيطرت على اجزاء كبيرة منها في الاطراف الشمالية والشرقية والجنوبية.
ونقلت قناة العربية السعودية عن مصدر عسكري يمني تأكيده ان العمليات الهجومية للجيش اليمني في مدينة الحديدة توقفت مؤقتاً، لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها ونقل بعض الجرحى وفتح ممرات آمنة لمن يرغب من السكان بالنزوح خارج المدينة.
كما أكد ثلاثة قادة ميدانيين في القوات الحكومة لـوكالة " أ ف ب" أنهم تلقوا أوامر من رؤسائهم بوقف إطلاق النار ووقف "أي تصعيد عسكري" و"أي تقدم" في المدينة.
وكانت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن وافق على مقترح إجلاء نحو خمسين جريحا من المقاتلين الحوثيين إلى سلطنة عمان، وفق ما أعلنت بريطانيا في بيان الثلاثاء غداة زيارة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إلى السعودية والإمارات.
وتضمن البيان وفق ما نقلته وكالة " أ ف ب" الفرنسية أن "قوات التحالف ستسمح الآن للأمم المتحدة بالإشراف على إجلاء طبي لحوثيين، ما يصل إلى خمسين مقاتلا مصابين، إلى سلطنة عمان قبل سلسلة محادثات سلام جديدة في السويد ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر". مضيفا "يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث 75% من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية و8,4 مليونا قد يموتون من الجوع. علينا التحرك".
الجدير ذكره ان قضية نقل جرحى إلى الخارج تابعين للحوثيين كانت أحد أسباب فشل عقد محادثات سلام في جنيف في أيلول/سبتمبر الماضي من هذا العام والتي امتنع الحوثيون من المشاركة فيها بعد دعوة الامم المتحدة لها.
وأعلنت السويد امس الثلاثاء على لسان وزيرة خارجيتها، مارغو والستروم، أن بلادها مستعدة لاستضافة الأطراف المتنازعة في اليمن "حال جهوزهم".
من جانبه أعلن ، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور بن محمد قرقاش الأربعاء، ترحيب بلاده بـ"عقد المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في السويد" بشأن أحدث التطورات في اليمن.
وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على موقع "تويتر"، قال قرقاش إن مدينة الحديدة اليمنية "هادئة والميناء يعمل"، مضيفا: "نعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لجميع مناطق اليمن. وشدد على أنه "عمل هام لتلبية احتياجات الناس".
وأضاف قرقاش: "تقوم الأمم المتحدة الآن بتوزيع مبلغ 75 مليون دولار، قدمه التحالف لدفع رواتب 135 ألف معلم في المناطق المحررة والتي يحتلها الحوثي"، لافتا في نفس الوقت إلى أن "إلغاء المصرف المركزي اليمني شروط خطابات الاعتماد سوف يسهل زيادة الواردات الغذائية".
وتابع: "نرحب بالتبكير بعقد المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في السويد. في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة، سيحث التحالف جميع الأطراف على الاستفادة من فرصة سانحة لاستئناف العملية السياسية".
وأشار إلى تطلع الإمارات لاستضافة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث هذا الأسبوع في أبوظبي.
وسط هذا الحراك السياسي والدبلوماسي للمجتمع الدولي اعلنت دول تحالف دعم الشرعية باليمنعن رصدت منظومة الدفاع الجوي لها سقوط صاروخ باليستي في البحر أطلقه المسلحون الحوثيون باتجاه ميناء الحديدة.
وذكرت وكالة الانباء الاماراتية "وام" ان "ميليشيا الحوثي اطلقت الصاروخ الباليستي من مديرية الصليف مستهدفة ميناء الحديدة، وذلك عقب هزائمها المتلاحقة داخل المدينة والسيطرة على مواقع هامة من قبضة مسلحيها".
كما اكد المصدر العسكري في الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية الذي تحدث للعربية، أكد أن العمليات العسكرية ستستأنف ولن تتوقف إلا بتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي والساحل الغربي لليمن بالكامل.
وكان وزير الخارجية خالد اليماني جدد الاثنين الماضي، خلال لقائه المبعوث الأممي مارتن غريفيثس التزام اليمن واستعدادها للتعامل الإيجابي مع دعوته لعقد جولة مشاورات سلام جديدة قبل نهاية العام الجاري.
وتضغط الدول الكبرى وعشرات المنظمات الاممية والدولية على الحكومة اليمنية والتحالف العربي بوقف أي عمليات عسكرية في مدينة الحديدة معللين ذلك بأن مينائها الاستراتيجي يشكل شريان حياة لملايين السكان.حيث تتدفق من خلاله اغلب المساعدات الانسانية والواردات التجارية الى البلاد. لكن الحكومة والتحالف يتهمان المسلحين الانقلابيين باستخدام الميناء في تهريب الاسلحة والخبراء من ايران اضافة الى التلاعب في الاغاثة واستغلال عائدات الميناء في تمول حروبهم.