في الذكرى الثالثة لرحيله.. مطالبات بالكشف عن قتلة الصحفي محمد عبده العبسي مميز

  • الاشتراكي نت / متابعات

الأربعاء, 25 كانون1/ديسمبر 2019 17:48
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

جدد حقوقيون وصحفيون وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي المطالبة، بالكشف والقبض على مرتكبي جريمة استهداف الصحافي محمد عبده العبسي التي بدت تفاصيلها حتى اللحظة طي الكتمان، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لرحيلة.

وتوفي الصحفي محمد العبسي مسموماً ومختنقاً بغاز أول اكسيد الكربون في 20 ديسمبر 2016م، عقب تناوله وجبة العشاء في أحد مطاعم العاصمة صنعاء حسب ما كشفه تشريح جثة محمد العبسي والتقرير الطبي الذي أعلنه فريق المتابعة الخاصة بقضية وفاة العبسي.

وقال بيان صادر عن فريق المتابعة إن نتيجة الفحص المخبري اشارت إلى وجود مادة (الكاربوكسي هيموغلوبين) في الدم بنسبة تشبع 65 % ، والتي تعتبر قاتلة".

ولا تزال حادثة مقتل العبسي مثار شك لدى أسرته خصوصاً أن الصحفي كان يتلقى تهديدات مستمرة على خلفية نشاطه الصحافي وتحقيقاته الاستقصائية.

وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" قد اعتبرت ما حدث للعبسي أقرب إلى "جريمة قتل شنيعة"، ودعت إلى فتح تحقيق دولي نزيه ومستقل لكشف ملابسات وفاة الصحفي محمد عبده العبسي، وتقديم الجناة إلى العدالة.

وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود حينها، إن المنظمة المعنية بالدفاع عن حرية الإعلام "تأسف بشدة لوفاة الصحفي التي تبدو أقرب إلى جريمة قتل شنيعة"،

 ودعت الخازن الى "فتح تحقيق دولي ونزيه ومستقل، بعيداً عن الضغوط السياسية المحلية، لفهم ملابسات هذه الوفاة وإنصاف عائلته عاجلاً أم آجلاً".

الى ذلك قالت قبول شقيقة الصحافي محمد العبسي في تصريحات لصحيفة "العربي الجديد"، "كان يتعرض لتهديد بعد كل تقرير أو مقال يكتبه واستهدافه كان بسبب تحقيقاته الاستقصائية". وتابعت "أخبرني أكثر من مرة حول خوفه من الاختطاف أو القتل بوضع متفجرات بالسيارة بسبب تحقيق النفط الأخير".

وكان تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن قد كشف في يناير/ كانون الثاني المنصرم، تورط الانقلابيين في اغتيال الصحفي محمد عبده العبسي الذي مات مسموما بسبب كشفه لتورط قيادات حوثية من الصف الأول في قضايا فساد تتم عبر شحنات نفطية، لتمويل حروبها العبثية ضد اليمنيين.

وقال التقرير الموجه إلى رئيس مجلس الأمن الدولي في الـ25 من يناير/ كانون الثاني 2019، ان الصحفي العبسي كان يُعِد تحقيقا حول امتلاك قيادات حوثية لشركات نفطية عملاقة يتم عبرها استيراد النفط وأن هذه الأموال تمثل موردا ضخما لهم ولأشخاص وردت أسمائهم ضمن قائمة العقوبات.

وذكر الفريق أنه ومن خلال التحقيقات التي اجراها، فإن الميلشيا تجني 26 مليون دولار شهرياً فقط من ميناء الحديدة عبر الشحنات النفطية التي يتم دخولها عبر الميناء ويتم فرض رسوم جمركية عليها.

وقال الخبراء، في تقريرهم، إن الفريق استند في تقييماته إلى معلومات اسُتقيت من عقد تم بين شركة كمران للصناعة والاستثمار وشركة إكسترا بتروليوم، وأن هذ العقد تسرب إلى وسائل الإعلام.

وأشارت وثيقة العقد إلى أن الحوثيين كانوا يفرضون مبلغ 48.19 ريـالاً يمنياً عن كل لتر وقود يتم استيراده تحت مسمى المجهود الحربي واستناداً إلى المتوسط الشهري لواردات الوقود، فقد حصّلت الميلشيات على مبلغ 995 10 مليون ريـال يمني (وهو ما يعادل 24.4 مليون دولار) بما في ذلك 140 1 مليون ريـال يمني (وهو ما يعادل 2.5 مليون دولار).

ولفت التقرير الى أن الصحفي العبسي كان قد ذكر أسماء ثلاث شركات نفطية ّ(يمن لايف) (Yemen Life) التي يملكها محمد عبد السلام صلاح "الناطق الإعلامي  لميلشيا الحوثي ورئيس مجلس إدارة شبكة المسيرة التلفزيونية"، وشركة ّ: (ويل برايمر) Oil Primer)) التي يملكها القيادي الحوثي دغسان محمد دغسان؛ وشركة (بلاك جولد) (Black Gold)، التي يملكها القيادي علي قرشا.

وحدد الفريق فيما بعد ثلاث شركات تحمل أسماء مماثلة، وهي اليمن إيلاف (Yemen Elaf)، وأويل بريمر (Oil Premier) ، وبلاك غولد، فضلا عن شركتين إضافيتين، وهما شركة ويلرز (Wheelers) كواجهة لشركة أويل بريميير وشركة بلد الخيرات (Balad al Khairat) التي تعمل بصفتها وكيلة بيع لبلاك غولد.

وقال التقرير أنه ومن من خلال التحقيقات التي اجراها، فقد تم تحديد ثلاث شركات متطابقة لتلك المذكورة في تحقيقات الصحفي العبسي (مع اختلاف طفيف في الترجمة بين اللغتين الإنجليزية والعربية).

وحول ملابسات موت الصحفي العبسي طالب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإجراء تحقيق مستقل وشامل في وفاة الصحفي العبسي في بيان صدر تنفيذاً لقرار اليونسكو 29 (1997)

من جانبها قالت صفاء شقيقة الصحفي محمد العبسي لـ "العربي الجديد"، إن ملف القضية أحيل إلى النيابة لكن لم تتخذ أية إجراءات حتى الآن".

وكشفت صفاء عن تعرض الأسرة لتهديدات. وقال مرصد الحريات الإعلامية (غير حكومية) إن قبر العبسي تعرض للعبث أكثر من مرة من خلال شطب بعض ملامحه وتلطيخه بالطين ومن ثم تدميره.

من جانبهم جدد أصدقاء وزملاء العبسي في الذكرى الثالثة لرحيله المطالبة بالقبض على قتلة العبسي حيث قام  الفنان الشاب ذي يزن العلوي بنشر ملصق للعبسي على جدران عدد من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء.

وكتب إياد أحمد "رحل محمد العبسي. لا قبضة الحياة القاسية التي لا تتوقف عن تهشيم زمن البسطاء وسحق أحلامهم ومصائرهم، ولا وعورة الدروب التي تستقبل بالخناجر والشوك خطى الفقراء والآتين من دوامات النسيان والقهر كانت كافية ليقضي محمد العبسي حياته بلا ظل ولا صوت، لا مرئي كملايين المطحونين برحى نظام القهر السياسي والتفاوت الاجتماعي".

وتابع "كان محمد شابا يحمل عبء كثيرين وكل خير يقع في يديه يزهر في حياة آخرين. وكانت الرحمة والعدل أن يبقى الموت حبيس الغيب حتى يكمل شاب في مقتبل العمر العمر. وحتى تشعل نجمته معناها حتى آخر قطرة زيت وتغدو أشجار بذراته وتسود بكلمات حالمة صفحته البيضاء".

ويعد العبسي من أبرز الصحفيين اليمنيين الذين عملوا في حقل الصحافة الاستقصائية، ونشط خلال السنوات التي سبقت رحيله في نشر التحقيقات الاستقصائية حول صفقات الفساد في القطاعات الحكومية، خلص بعضها إلى تورط قيادات عليا في حكومات سابقة، وكان آخرها حول تورط قادة في ميلشيات الحوثيين ونظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بملفات فساد.

قراءة 1009 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 25 كانون1/ديسمبر 2019 17:52

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة