المناضل الكبير احمد قرحش يكتب عن الشهيد جارالله عمر.. العظماء لا يرحلون مميز

  • الاشتراكي نت/ كتبه احمد قرحش

السبت, 28 كانون1/ديسمبر 2019 23:51
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الايام الليالي الاشهر السنين ترحل بالاسم الى المستقبل تاركةٌ الماضي تاريخاً حاملةٌ له ماضياً والقليل جداً يصح القول: التاريخ يعيد نفسه لا بنفس التاريخ إنما الأيام أو الشهور بتسميتها لا بزمنها الذي فارقها في مراحل يطلق عليها الماضي الذي رحل.

العظماء يرحلون عن الدنيا الفانية لكنهم يظلون بشخوصهم ويوم ميلادهم ويوم رحيلهم.

الزمن يرحل تقادماً ولا يمكن أن يعود الا الاسم منه ومراحل تعاقبه اثبات لنهايته.

في هذه المناسبة المؤلمة سواءً بحالنا فيها أم بذكرى مؤلمة على يمني يؤمن بيمنيته وإخلاصه وتفانيه من أجل إنسانيتها والسعي من أجل كرامتها وبتضحية صحيحة (الجود بالنفس) وهي أقصى غاية الجود.

نحن اليوم ٢٦/١٢/٢٠١٩ وإنما الحديث عن شخصية يمنية وطنية مفكرةٌ عالمٌ بارزٌ في مجتمعه ومحيطه العربي دون استثناء كان نجمً ثاقباً في كل منصات السياسة والثقافة والوطني القح أعتقد أنها أبلغ من مخلص ذلك هو الذي نالته يد الغدر الخائنة الخبيثة القائمة على الإثم والعدوان وضد الإنسانية والعزة والكرامة وضد صدق الكلمة والقول إنه الشهيد جار الله عمر الكهالي.

رحل عنا راضياً عن مسيرة حياته النضالية الشريفة طاهر القلب عفيف اللسان محب للإنسان، كان يعرف نهاية حياته انها ستكون هكذا، ومتأكد لأن الحاكم كان يتصل به عارضاً عليه منحه مرافقين من حراسته، وكان رده الحراسة عند الأجل لا تنفع صغيراً ولا كبيراً لا آمراً ولا مأموراً لا حاكماً ولا محكوماً، ولذا لا داعي لمثل هذه الدوشة.

جار الله عمر سقطت منه حياته لكنه لم يسقط من الحياة المستمرة فقد ظل وسيظل كذلك الأيام تذهب الى التاريخ التالي وتتقدم بها الأزمنة بينما جار الله يظل اسمه وصفته وما قدم ويوم رحيله وطريقة رحيلة وكل عام يحضر جار الله بتاريخه وذكراه.

هكذا العظماء والمفكرون يتنقلون في كل عام مهما رحل عنهم تاريخاً عقوداً أو قروناً فانهم بتاريخهم وحياتهم راحلون معه أي مع المستقبل المجد والخلود لمن يستحقونه لأنهم كتبوا تاريخهم الدائم ولكن بأنصع الصور وبالدعاء والمغفرة لهم (أنت يا جارالله).

وضدهم كذلك لكن بالخزي والعار.

سلامٌ عمر بعد الممات أما ما قبله فقد كانت كما يقال وجهً لوجه.

لقد تركت يا جارالله اليمن ميتاً لكننا تركناها أحياءٌ ميتون وفي وضعٍ لو أطلعت عليه في الممات ربما كنت تطالب بإعادة الحياة للإسهام في انقاذها ولو بإجازة إلاهية وإن كان ذلك من المستحيل ولكن هكذا يقال.

٢٨/١٢/٢٠١٩ الرياض

قراءة 1579 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة