الشباب في الذكرى الثالثة لـ 11 فبراير.. محاولة لاستعادة الحلم..!

الثلاثاء, 11 شباط/فبراير 2014 18:47
قيم الموضوع
(2 أصوات)

الاشتراكي نت /استطلاع خاض -علي صالح الجرادي 

"حيثما تكون إرادة الطلاب تتبعها إرادة الأمة" ففي ذروة الزخم الثوري وضجيجه المتصاعد نحو تغيير الحكومة؛ يحتفل الشباب بالذكرى الثالثة للثورة السلمية التي انطلقت في "11فبراير صيف 2011م".

ووسط ضبابية المشهد السياسي المتأزم وتفشي ظاهرة النهب والفساد المفضوح والانفلات الامني في أروقة الوفاق، يتقافز "11فبراير"إلى ذهنية اليمنيين ليفتح وعيهم على حلم التغيير بحزمة من المطالب..!

ويأتي الاحتفال بالذكرى الثالثة لانطلاقة ثورة "11فبراير"وسط مخاوف من استمرار الانفلات الأمني وتدهور الأوضاع المعيشية إلى الأسوأ في ضل نظام التوافق الجديد الذي لم يفي بحاجة المواطن البسيط الى العيش الكفاف، ناهيك عن تدهور المعيشة أو الشعور بالأمان؛ في حين يرى شباب الثورة  ان السبيل الوحيد للعيش بكرامة هو استعادة ثورتهم المنهوبة والإيفاء لدماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم رخيصة من اجل الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية؛ ومن اجل يمن خال من مسلسلات العنف والتطرف والمناطقية.

محمد العليمي احد الناشطين في الثورة، تحدث عن رمزية هذا الحدث التاريخي الذي اضفى على اليمنيين حياة جديدة وزرع في داخلهم التفاني بالمستقبل ودفعهم الى طي صفحة الماضي بأخطائه التي أثقلت كاهل اليمنيين قائلا:11فبراير هذا اليوم الذي سطر فيه الشباب اليمني  أروع آيات النضال والتفاني في حب الوطن ليعلنوا عن وفاة حقبة سياسية مظلمة امتدت لعقود ثلاثة وهو اليوم الذي ألتحم فيه اليمنيون من جنوبهم وشمالهم  ليرددوا الشعار السحري وهو "إسقاط النظام".

محمد كغيره من الشبان الذين فتحوا أعينهم على رؤية وطن جديد  تسوده المحبة خال من الصراعات وطناً كل شيء فيه مزهراً كالحب وخوفاً من ان يضيع اليمنيون في متاهات نظام سلب الحياة؛ أيقضوا الثورة فكانت هي المنقذ لهم من الضلال والضياع.

كما يضيف الناشط في حركة 15يناير محمد العرامي" أن ذكرى ثورة 11فبراير تعني له محطة معنوية لشوط قادم من الثورة يستكمل فيها الشعب ما تبقى من أهداف الثورة الشبابية قائلاً: إن مطالبنا واضحة على رأسها محاسبة حكومة الوفاق على الفيد الذي عبث بالبلاد خلال العامين الماضيين وشدد على ضرورة نزع سلاح المليشيات ونبذ العنف واستعادة الأموال المنهوبة من قبل مراكز النفوذ وتشكيل حكومة كفاءات لا تقوم على اساس المحاصصة والتقاسم.

أما الشاب هيثم  الحصباني فلم يتوقف عند ذكر العرامي قوله تشكيل حكومة كفاءات بل محاسبة الفاسدين فيها حد قوله "من اجل الشهداء والجرحى الذين تم تهميشهم من قبل هذه الحكومة التي لم تقدم للمواطن مايسد رمقه حتى الآن".

فعامان مضت على الاقل من تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي عجزت أمام حاجة المواطن، ناهيك عن الانفلات الأمني  وتزايد موجة الاغتيالات السياسية واستمرار انقطاع  التيار الكهربائي وانعدام المشتقات النفطية وغلاء المعيشة، كل هذه الامور تهدد حياة المواطن الذي أدمن معيشة التعب والجري خلف لقمة العيش، مما يعزز حالة القلق وعدم الثقة بين المواطنين والحكومة وتفاقم المعيشة اليومية. 

وأنت تفكر في وضع البلاد تجد نفسك مثقلا بأسئلة عدة مثل: أين الحكومة من هذا وضع؟ وهل تحققت أهداف الثورة التي سقط من اجلها الأبرياء؟ وهل لا تزال شرعية الحكومة مستمرة حتى الآن؟ هي أسئلة مهمة في مرحلة يستوجب إثارتها، إذ لا أسوأ من الدور الذي قامت به منذ بدء تشكيلها حيث يقول محمد المقبلي أحد الناشطين  وعضو مكون الشباب في مؤتمر  الحوار الوطني في تعليق له حول الذكرى الثالثة لثورة 11فبراير "أنها  موجة ثورية ثانية  موجة سلام لإيقاف العنف، وموجة تغيير لإيقاف موجة الركود والعجز".

وأضاف "إن مطالبنا واضحة ومتمثلة في تشكيل حكومة كفاءات  لها برنامج أمني  واقتصادي، وإيجاد منظومة سياسية ودستور جديد يكفل القانون فيه إيقاف مسلسل العنف المذهبي والجهوي، والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار".

وكذلك لا يجد الناشط في الثورة محمد الوشلي ما يصف به ثورة فبراير في ذكراها الثالثة سوى قوله "أن تكون ثائراً يعني أن ترفض ان تكون مخدوعا ولكن إرادة الشعب هي قيمة صنعت من الوهم.

محمد يبدي ارتيابه من ثورات الربيع العربي حسب قوله بل من كل ثورة تجرم ظالمها وهي تحمل في داخلها غريزة الظلم، وأضاف بقوله: لا أجد ثورة على الإطلاق غير ظالمة.

فيما يختلف صلاح الأصبحي الناشط الشبابي في الثورة مع وجهة نظر الأول تجاه ثورة 11فبراير وذكراها الثالثة قائلاً: ذكرى ثورة 11فبراير تشعرك بالإنجاز حتى ولو كان هذا الانجاز غير مكتمل، ويحز في نفسك أثراً بالفقد، لكن مع هذا تظل هاماته ماثلة أمام عينيك ومنبسطة في مساحة الخارطة التاريخية السياسية لليمن؛ وأضاف "ما يهمنا ان الذكرى الثالثة لثورة 11فبراير  كانت تعني ومازالت تعني لنا الكثير من الآمال بل ربما تحرك المياه الراكدة التي تم تجميدها من قبل البعض حتى نخلص من هذا الجمود ومن هذا الانهزام.

ويأتي الاحتفال بالذكرى الثالثة ل ثورة 11فبراير وسط زخم ثوري كبير أعادت فيه الذاكرة الجمعية إلى ساحات التغيير والحرية، وأيقض روح الثورة من جديد في أعماق شوارع العاصمة صنعاء التي أتسعت ذات يوم لأحلام اليمنيين.

فهذا همدان الحقب أحد الناشطين في الثورة وعضو مؤتمر الحوار والذي لم يكتفِ بالقول أن الثورة بالنسبة له كالروح بل زاد عن ذلك أنها الكيان الذي ينتمي إليه، مسترسلاً: 11فبراير هي الروح التي من خلاله وضعنا أقدامنا على طريق المجد وانتشلنا يمننا في اللحظة المناسبة من غياهب الاستبداد والظلم. مؤكداً على ان ذكرى فبراير تأتي يوما خالدا في تاريخ اليمن النضالي؛ الذي قدم فيه الشهداء أرواحهم من أجل إرواء شجرة الحرية وتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية واستعادة الحقوق المنهوبة من أيدي النافذين، ومحاسبة الفاسدين في الحكومة وتغييرها. كذلك لا يجد صلاح الأصبحي سوى قوله "رغم الخيبة إلا أن 11فبراير  تتثبت يوما بعد آخر وتزداد توغلا في نفسيات من لا يؤمنون بها وتؤكد إصرارها على التغيير وترسم ملامح تحول حقيقية غير مشبوهة أو معطلة كي تبعث أيقوناتها لدي الشعب الذي عول عليها كثيراً، وقال: "تعني لي هذه الذكرى وأنا كأحد فتيانها الروح المتجددة التي تبعث عندي آلية جديدة لمواصلة السعي واستعادة مضمونية الثورة التي ستظل حية في أوساط الشعب.

 فيما يرى الشاعر والناشط في الثورة محي الدين جرمه " أن ثورة فبراير قد جاءت بأمل التغيير لتؤكد على أن ضرورة أن يطرأ تحولا جذريا في الحياة السياسية والوجودية في حياة اليمنيين وتغيير طريقة التفكير الشمولية والعائلية في الحكم وكان هدفها إعطاء مساحات خضراء للتحليق والطيران, وإطلاق العصافير من زنازين وثقافة وأقفاص المصالح وسجون المنتفعين حيث قال: "إن الثورة فكرة أكبر من الأحزاب والأيدلوجيات, وهي أيدلوجيا بصورة أو بأخرى, لكنها أسمى في مثاليات ومعنى جوهر استراتيجيتها التي تنطوي على فكرة الدولة وبناء الإنسان وإحداث التغيير جذريا في المجتمع.

بينما يقول  الشاب في الثورة محمد نبيل عبد المغني: انه رغم مكانة الثورة كحدث مفصلي وتاريخي  في حياة اليمنيين دفعهم نحو تطلعات المستقبل إلا أن الثورة حسب قوله لم تحقق كامل أهدافها  فهناك أطراف دخلت الثورة وتعاملت معها على أنها ظاهرة تغيير مقيدة بفترة زمنية محدده ولا تريد ترسيخها كثقافة.

وأردف قائلا: إن احتفالنا اليوم بالذكرى وخروجنا إلى الشارع رسالة واضحة مفادها أن الثورة مستمرة وإنها خلقت لتدوم, ومن يحلم بإعادة العجلة إلى الوراء فهو واهم ولا يعي الواقع.

وتأتي الذكرى الثالثة للثورة محملة بحزمة من المطالب ابرزها تغيير الحكومة وتحقيق أهداف الثورة التي تحولت بسبب ثقافة "البسط" والفيد والغنائم إلى "خندق" صراع لتسويغ معادلة سياسية جديدة لمصالح بين أطراف تفقد وهجها بسبب "القابلات" السياسية, اللائي أجدن عملية الإجهاض برسم عوامل حاصرت الثورة من داخلها وهمشت دور بعض الشباب ممن كانوا يحملون رؤية وفكرة "الثورة" كشخصية وعنواناً حضارياً عريضاً لاستحقاق مجتمعي.

كذلك يقول  محي الدين جرمه "إن مواجهة الثورة وإجهاض مشروعها تم باصطفاف مصالح ومراكز القوى والمشيخات وأقطاب الصراع وتحالفاته التاريخية التي بقيت ضد فكرة استقرار الدولة وبناء الإنسان في الشمال والجنوب منذ عقود, فعطلت أحلام ومشاريع حياة، ولا تزال حتى في ظل لحظات ومؤشرات على سقوط بعض تلك القوى والأدوات ومؤجري الولاءات ضد اليمن واليمنيين.

وأضاف أرى في هذه الذكرى محاولة لاستعادة "ثورة 11 فبراير" وذلك نتاج عن عدم ثقة الشعب أو مزاج واسع من الشباب والناشطين بما تم على صعيد التسوية في ملامح كثيرة منها, ولعل من بينها أنه لم يلمس أي تغيير أو تحول إيجابي كما كان متوقعاً أن يحدث في مسار الثلاث سنوات التي مضت.

لا شيء يمكنني التحدث عنه أو تقديمه كحسنة لهذا التوافق (التآمر)عدا أن ثمة شكوكاً تساورني تجاه شرف هذه الحكومة وطهارتها.
نعم أقول هذا بمنطق المحروق إزاء العجز الكبير الذي يغتال أوصال هذه الحكومة، التي يتحدث عنها الشباب وقد انكسرت داخلهم بوصلة الحلم الذي حرضهم ذات يوم للتفاؤل بها وجعلهم يرون في عينيها حدود وطنهم الكبير.
فيؤسفني  أن أتحدث عنها اليوم بمنطق الخاسر العاجز عن تحقيق أدنى متطلبات المعيشة الضرورية أو على الأقل الشعور بشرف الانتماء لمثل هكذا أو تحت رحمة هذه الحكومة الساقطة..!

هكذا إذاً تبدو الصورة أكثر وضوحا لحالة الغليان التي يمر بها الشارع اليمني، إذ يحتفل شباب الثورة بالذكرى الثالثة لثورة "11فبراير" في محاولة منهم لاستعادة الحلم الثوري الذي تم التعامل معه من قبل النافذين في الحكومة والمشايخ وجنرالات الحرب كما لو أنه قطعة ارض، الأمر الذي دفع شباب الثورة لمواجهة هذه القوى من جديد والخروج إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط الحكومة والإفراج عن معتقلي الثورة وإحالة الفاسدين إلى القضاء.

 

 

قراءة 1361 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 12 شباط/فبراير 2014 18:29

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة