تربية اعضاء الحزب حجر الزاوية في نشاطه الكفاحي (3)

  • الاشتراكي نت / كتبه - عثمان الاكحلي

الثلاثاء, 26 كانون1/ديسمبر 2023 17:53
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

من الخطاء العزل بين التربية الحزبية وبين مقوماتها المستمدة من الوضع السائد في البلد.

مثلا في المجتمع شبه الاقطاعي، حيث وسائل الانتاج البسيطة لا تتطلب مستوى ثقافي وفني حيث توجد نسبة الاميين بين الفلاحين مرتفعة تزيد بكثير عن من يقرأ ويكتب، وان مستوى الوعى الاجتماعي متدني، عكس ذلك في المجتمع البرجوازي المدني حيث وسائل الانتاج معقدة ويستخدم العلم فيها، ويتطلب مستوى ثقافي ومهني متطور، يكون مستوى الوعى الاجتماعي والسياسي لدى الاعضاء قدرة على التعبير عن الاستغلال والاضطهاد في شكل وعى سياسي، وبهذه الحالة نستطيع ان نفهم انعكاس التربية الحزبية في البيئة الاجتماعية.

ان الاسئلة التي يطرحها اعضاء الحزب وانصاره وانتقاداتهم للواقع السياسي والاجتماعي المتخلف في البلد ليست ضربا من العبث وهى ميزة وظاهرة تخلق لديهم التفاؤل في التغيير وحركة جدل داخل الحزب، ولابد ان تناقش ادبيات الحزب بدقة حول ما العمل التي يقوم بها الاعضاء ازاء ذلك ويمكن تكرارها.. ومن المهم ان تقف امامها بمسؤولية هيئاته القيادية، وان يستوعبها الاعضاء ويسترشدون بها في ممارساتهم بعمق ليستفيدوا في تحليل الظواهر التي تبرز امامهم ويتعلموا مسائل التنظيم في النضال اليومي والربط بين المسائل النظرية والمسائل العملية.

نتذكر ان الحزب في الماضي البعيد كان باستمرار ينزل تعاميم في حلقات "كيف تكون مناضلا جيدا" "وكيفية ممارسة المقاييس التنظيمية في حياة الحزب الداخلية"، "وكيفية مكافحة نشاط الاستخبارات ضد الحزب".

تتناول تلك الموضوعات مضمون العمل الحزبي والتربية الحزبية الصحيحة، في ادراك اهمية الحفاظ على وقته "فاذا لم نفكر بالوقت فقد اظهرنا بؤسنا وكشفنا عن سطحيتنا وسوف نعيش في تطلع ضعيف وحماس فاتر في حضور الاجتماعات التنظيمية، وخطورة عدم المحافظة على الية عملنا وتنفيذ المهام وان احترام المناضل للمواعيد يدل على شخصيته وهو احد  المقاييس التنظيمية في النظام الداخلي للحزب وان يؤدي المهمات المسندة اليه بصورة ناجحة بهدف صقله وتنمية وعيه حتى يتمكن من امتلاك صفات المناضل الثوري الصلب والمنضبط والملتزم بأهداف الحزب ومبادئه ويتخلص من السلبيات، وفى الحفاظ حضور الاجتماعات والمواعيد ونقد ظاهرة الكسل واللامبالاة وهذا لا يقلل من نضاله والاخرين بين الناس، بل انه يستلزم اتباع نظام صارم في الانضباط واحترام قرارات وتوجيهات منظمته الحزبية، وان يكون نشطا في مناقشاته الموضوعية السياسية والفكرية ونبذ الافكار القديمة من خلال الاطلاع على ادبيات برنامج التثقيف الحزبي واكتساب القدرة على تحليل الظواهر والتنبؤ بالمستقبل فلابد من التخلص من حالة الانطواء ومن الافكار الخاطئة والتغلب على حالة الياس والاحباط.

كما  يمارس عضو الحزب النقد والنقد الذاتي في الاجتماعات الحزبية كون اهمية النقد تغدو هدفا للتصحيح وتصدر بنفس رحبة لتجاوز النقص في الشخصية وعدم المكابرة عندما يخطي احدنا ولا يعترف بخطئه، او لم يفهم المقاييس التنظيمية، فعليه حوار نفسه بموضوعية ليكتشف ما كان يجهله، وهى صفات مكتسبة، يقيم المسؤول الحزبي شخصية عضو الحزب في اخلاصه وتفانيه لقضية الحزب في النضال السياسي لتغيير المجتمع الى الافضل.

كما تتناول تلك الموضوعات كيفية تكوين القادة السياسيين والمنظمين بين الناس والكوادر الحزبية فى مجالات مختلفة من خلال الممارسة باعتبار الحزب مدرسة لتكوين القادة للجماهير، وكانت نظرية الاشتراكية العلمية تمثل دليلا تجعل من التنظيم قوة تتضاعف من خلال التطبيق الصائب للنظرية العلمية، وهى تعاليم حول بناء الحزب وفقا لظروف الواقع المعاش في البلد.

ولذلك كان يعرف أي حزب في الساحة السياسية من خلال التزامه الفكري بتطبيق الشعار المعروف (لا حركة ثورية دون نظرية ثورية) وذلك لا يمكن فهم هذا السلاح الفكري الا اذا عرف وتعلم اعضاء الحزب كيف يتم استخدامه في الواقع!! فلا يمكن فهمه الا اذا تعلم عضو الحزب روح النظام والانضباط الحزبي، فهو يعملنا التفاني في النضال كتعبير صادق عن قناعاتنا السياسية والفكرية.

فالقيادات الحزبية العليا هو تلك المطلعة والممارسة لتذليل الصعوبات لمناضلي الحزب، ويصبح انتقاد اعضاء الحزب في مختلف مستوياته لها واجبا عندما لا تكون ممارسات هذه القيادة  مميزة بالوعى والتقييم لأنهم بذلك لا يستطيعون تعليم الناس القيم والنظام والانضباط الا اذا جسدوا عمليا هذه الروح في سلوكهم.

ومن الخطاء ان نتصور ان التربية الحزبية عملية تلقين يقوم بها الاعضاء القياديين المتقدمين فكريا للأعضاء داخل الحزب، ولكنها عملية خلق وابداع يترتب على اساسها امتلاك تحول فكري وسلوكي داخل الحزب، فيها صراع مع المفاهيم المتخلفة والموروثة من المجتمع الفلاحي وبين مفاهيم وممارسات المجتمع الجديد الذي يناضل الحزب وكل قوى التحديث في سبيل تشييده في اليمن..

.................يتبع

 

قراءة 915 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة