وحدهم المدنيون من يتجرع فاتورة سماسرة القتل وتجار الدماء مميز

  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي:

السبت, 11 تموز/يوليو 2015 22:57
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في صنعاء كما في تعز وعدن وصعدة  وعموم  مدن اليمن, يمشي الناس  بخطىتحفها المخاطر من كل تجاه, إذ بات الموت هو الملمح الأبرز الذي تصطبغحياة اليمنيين  اليومية, بعد ان غيبة مليشيات  الحرب كل أشكال الحياةالطبيعية في اليمن.

فعلاوة على الحصار الخانق في المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء الذي قوضحياة اليمنيين وحولها الى جحيم, ثمة جهْنم أكبر تتناوش حياتهم من كل صوبسوآءً كانت من جانب الضربات الجوية لطائرات  التحالف العربي  الذي تقودهالسعودية  أو سعار الحرب والاقتتال الداخلي  الذي تخوضه مليشيات صالحمنذ مارس الماضي, من جانب آخر.

في ظل هذا السباق المحموم على القتل والترويع والتشريد يتجرع الأبرياء منالمدنيين وحدهم تكلفة  الفاتورة نيابة عن سماسرة الدم وتجار القتل, وكلماطال أمد الأزمة دون التوصل إلى هدنة إنسانية، كلما ازداد الثمن الذييدفعه المدنيون"

وطبقا لما قاله المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك. . الذي أكد أن المدنيين هم الذين يدفعون ثمن أعمال العنفويتحملون وطأة الصراع.

وقال  دوغريك  في تصريحات صحفية نشرت قبل أمس الثلاثاء:  إن  1528 شخصاقتلوا في اليمن، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 3605 أشخاص.

واضاف: "من الواضح أن المدنيين هم الذين ، ونحن مستمرون في دعوتنا بضرورةفرض هدنة إنسانية، وطبقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقدوصل العدد الإجمالي للقتلى من المدنيين إلى 1528 شخصا".لافتا الى أن فريق ميداني من مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدةتمكن خلال الأسابيع القليلة الماضية،  من توثيق انتهاكات وتجاوزات لحقوقالإنسان، وتشمل تلك الانتهاكات الحق في الحياة والاختطاف، وسوء المعاملة،والقيود المفروضة على حرية التعبير، والتجمع السلمي، والهجمات ضدالعاملين في المجال الإنساني والموظفين والمعدات الطبية واختطاف العشراتمن المدنيين واعتقال آخرين تعسفيا في  صنعاء، لكنه رفض الإجابة على أسئلةالصحفيين عن تحديد الجهة التي تقف وراء اختطاف واعتقال المدنيين.

الى ذلك أكد تقرير يمني  أن عدد المدنيين الذين قتلوا  في محافظة  تعزوحدها ارتفع إلى 367، بالإضافة إلى إصابة 4103 منهم، منذ بداية الحربالتي شنتها جماعة الحوثيين وقوات صالح على تعز في  مارس وحتى نهاية شهريونيو الماضيين.

وأوضح  التقرير الذي اصدرته مؤسسة التوعية والإعلام الصحي بالتعاون معشبكة “يمن تريبيون أن من بين القتلى المدنيين 65 طفلا و39 سيدة ، كمااشتمل عدد المصابين على نساء وأطفال في المدينة.

ورصد التقرير  جملة من الانتهاكات  التي مارستها مليشيا صالح والحوثي ضدالمدنيين بلغت 174 ألفا و189 انتهاكا ، توزعت ما بين حرمان أطفال ونساءمن الرعاية الصحية ، ومعظمهم يعانون من أمراض مزمنة ، واختطاف العاملينفي المجال الصحي ومقتل 11 منهم والاعتداء على الأطقم الصحية وقصفالمستشفيات ومنع وصول الأدوية ونهب وسرقة المرافق الصحية.

في عدن, تشير الأدلة التي جمعتها منظمة العفو الدولية إلى أن المسلحينالحوثيين شنوا هجمات عشوائية بقذائف الهاون على مدنيين، كما استهدفوامرارا عاملين طبيين ومرافق صحية في محافظة عدن.

تقول المنظمة في تقرير لها "لقد قتل وجرح عشرات المدنيين في هجوم علىميناء التواهي الواقع غربي مدينة عدن يوم 6 مايو حينما كان حشد من الناسيفوق عدده 400 شخص يستعدون للفرار من المنطقة عبر القارب. وقال شهودلمنظمة العفو الدولية إن قذائف الهاون التي استخدمت في الهجوم انطلقت منمنطقة يسيطر عليها الحوثيون. وقال شهود آخرون إن المسلحين الحوثيين فيالمنطقة أغاروا على عيادات طبية وهاجموا العاملين الطبيين فيها.

وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية،سعيد بومدوحة، إن "الشهادات التي استقتها منظمة العفو الدولية من عدنترسم صورة قاتمة تدين سلوك القوات الحوثية في عدن ونواحيها إذ يبدو أنهمارتكبوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

في صنعاء قالت منظمة العفو الدولية أن عشرات القتلى سقطوا جراء نيرانالمدافع المضادة للطائرات التي أطلقها عناصر ميليشيا صالح  والحوثيالمسلحة وانفجرت عقب سقوطها في المناطق الآهلة بالسكان متسببةً بمقتل بعضالمدنيين وتشويه البعض الآخر منهم.

وتحدث مندوبو المنظمة مع السكان وأفراد الطواقم الطبية العاملة في تسعةٍمن مستشفيات المدينة، والذين أكدوا بدورهم أن المدافع المضادة للطائراتهي السبب الأول لوقوع خسائر في الأرواح داخل صنعاء.  كما أدى القصف الجويلقوات التحالف الذي تقوده السعودية على مخازن الأسلحة إلى التسبب بحدوثانفجارات ثانوية متسببةً بمقتل مدنيين آخرين وإصابتهم.

وقالت كبيرة مستشاري شؤون الأزمات بمنظمة العفو الدولية، لما فقيه: "علقسكان صنعاء وسط تبادل إطلاق النار المميت بين طائرات التحالف الذي تقودهالسعودية ومقذوفات المدافع المضادة للطائرات التي تستخدمها ميليشياالحوثي المسلحة.  ولقد تقاعس الطرفان عن اتخاذ التدابير اللازمة التيتكفل حماية المدنيين فيما يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب، وأقدما على شنهجمات جرّت تبعات مدمرة على السكان المدنيين".

وأضافت : "ليس من المهم للمدنيين معرفة هوية الطرف المسؤول كونهم يدفعونالثمن نفسه في الحالتين".

ويشير العدد الكبير للإصابات الناجمة عن نيران مضادات الطائرات في صنعاءإلى نمط مقلق من الهجمات التي تنطوي على انتهاك مقتضيات القانون الدوليعلى صعيد حماية المدنيين أثناء النزاع ويظهر أن ميليشيا الحوثي المسلحة تستخدم ذخائر مضادة للطيران تنفجر لدىاصطدامها بطائرة أو بالأرض عقب سقوطها كونها من الطراز المزود بصاعقالتفجير الذي ينطلق بمجرد الاصطدام بجسم ما، كما تسيء ميليشيا الحوثياستخدام الذخائر التي تنفجر في الهواء.  ولقد تسبب ذلك بمقتل المدنيينوتشويههم بما يرقى إلى مصاف التقاعس عن اتخاذ التدابير الاحتياطيةالكافية التي تكفل حماية السكان المدنيين فيما يُعد مخالفاً لأحكامالقانون الدولي.

وفي الوقت الذي تناشد فيها منظمة العفو الدولية ميليشيا صالح والحوثيالمسلحة الامتناع عن استخدام ذخائر مضادات الطائرات المزودة بصاعقالتفجير عند الاصطدام واتخاذ تدابير احتياطية لحماية المدنيين , تزداديوما تلو الآخر أعداد الضحايا من المدنيين جراء تواصل غارات طائراتالتحالف سواء على المواقع العسكرية او منازل قادة المليشيا.

وأوقعت ضربات التحالف الجوية وفقا لمنظمة العفو الدولية مئات القتلى بينالمدنيين  منذ بدء عمليات القصف في 25 مارس/ 2015 في صنعاء وصعدة وعمرانوحجة والحديدة وتعز وذمار وغيرها من المحافظات التي تعرضت للقصف .

تقول المستشارة الأممية: "لقد برهن الطرفان حتى الآن على عدم مبالاتهمبالأثر المميت لأفعالهم على المدنيين.  وبوسع جميع أطراف النزاع، بلوينبغي عليها، أن تتخذ جميع الخطوات الممكنة الكفيلة بتقليص حجم المخاطرالتي تهدد المدنيين".

وبالنظر إلى ارتفاع عدد الخسائر في الأرواح بين المدنيين في صنعاء، تناشدالمنظمة جميع الدول التي تورد السلاح والذخائر والتدريب والمساعداتالتكنولوجية العسكرية لدول التحالف توخي أقصى درجات الحذر والتثبت من أنشحنات المسلحة التي تنقلها لن تتسبب بوقوع المزيد من الوفيات والإصاباتبين المدنيين.

قراءة 849 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة