تكتيك التشبث بتكريس الحل العسكري يخذله الواقع على الأرض مميز

  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الأربعاء, 13 كانون2/يناير 2016 20:53
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تدفع التحديات الماثلة أمام المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي،  بالحل السلمي إلى أدنى سلم خيارات الحل في اليمن، في الوقت الذي تصل فيه القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي, الحزام الشرقي للعاصمة صنعاء وصولا إلى مديرية (بني حشيش) إحدى أهم مناطق تمركز ميلشيا صالح والحوثي.

وبالقدر الذي يظل فيه الحل السياسي خيارا احتياطيا بالنسبة لطرفي النزاع (مليشيا صالح والحوثي من جهة والقوات الحكومية من جهة ثانية) يمثل الحل العسكري أولوية حاسمة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن, الذي لا يظهر أي حماس للمشاورات التي كان مقررا عقدها منتصف يناير الجاري وتأجل عقدها لأسبوعين, خصوصا بعد أن أصبح نحو ثلثي البلاد اويزيد, تحت سيطرة السلطة الانتقالية برئاسة هادي, طبقا لتصريحات الناطق الرسمي لقيادة التحالف العميد أحمد عسيري.

مؤكد أن طرفي القتال يظهران قدرا شديدا من التمسك بتكريس الحل العسكري واستمرارية الحرب, مع فارق أن تمسك طرف حلف صالح والحوثي من باب الحرب الإعلامية لا أكثر, فيما يبدو تمسك الطرف الآخر (الجيش الوطني والمقاومة المواليان للشرعية) من واقع القوة والتقدم على الأرض.

قياسا على ذلك, يمكن اعتبار مقابلة صالح الأخيرة وتهديداته من منطلق الضعف لا القوة, في الوقت الذي تمكنت فيه  قوات الجيش والمقاومة من الوصول الى جبل "وترين" بمديرية نهم شرق صنعاء.

وأمس الأربعاء, حسب المعلومات الميدانية, حررت تلك القوات مناطق واسعة في مديرية نهم محرزة تقدما واسعا  في المديرية, وسيطرة على تباب تطل على منطقة بني حشيش ونهم، ومناطق أخرى تعد خطوط تماس للبوابة الشرقية للعاصمة.

كما شن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوما على مواقع مليشيات صالح والحوثي هجوما على موقع "الحجر" المطل على جبل يام بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء أسفرت عن تكبيد المليشيا خسائر فادحة .

في الوقت الذي تواصل المدفعية التابعة للمنطقة العسكرية قصف مواقع وتجمعات ميلشيا صالح والحوثي المتمركزة في جبل هيلان بمديرية خولان الواقع على بعد 30 كيلو مترا عن مدينة مأرب.

بالتزامن مع الغارات الجوية المكثفة التي تشنها مقاتلات التحالف على مواقع وتجمعات المليشيا في صنعاء ومحيطها .

فقد استهدفت المقاتلات فجر أمس الأربعاء, مخازن أسلحة في تبة العصيدة بمديرية بني حشيش، شمال شرق صنعاء. حيث استهدفت جرفا استخدمته المليشيا مخزنا للأسلحة والذخائر التي نقلوها من اللواء 63.

وتقع منطقة العصيدة بالقرب من اللواء 63 حرس جمهوري سابقاً ببيت دهره، لكنها تتبع بني حشيش إدارياً.

وتواصل القصف على مواقع المليشيا في مديرية أرحب، منطقة ذهبان شمال غربي العاصمة وتحصينات لهم في فرضة نهم, وفي نهم أيضا, أفادت معلومات بمقتل المشرف العسكري لجماعة الحوثي  عبدالخالق المداني والعشرات من مسلحيهم بمواجهات عنيفة مع الجيش والمقاومة إثر كمين تكتيكي نفذه الجيش والمقاومة مساء الاثنين لتعزيزات عسكرية ضخمة تابعة للمليشيات.

وفي مؤشر استشعار حلف صالح والحوثي خطر إقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء,

كثف الحلف من تحركاته بين قيادات الوحدات العسكرية شيوخ القبائل، المحيطة بصنعاء، الموالية للحلف لضمان ولائهم ، في حال اقتربت الحرب أكثر وأكثر من صنعاء.

في الوقت الذي التقى فيه رئيس ما تعرف باللجنة الثورية  محمد علي الحوثي، بقيادة قوات الاحتياط، في صنعاء، كما التقى عدد من وجهاء  قبيلة الحيمة الموالين لصالح والحوثي غرب صنعاء.

يأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات تتحدث عن حالة تذمر يبديها  أنصار صالح  ومؤشرات بوادر صراع بينهم والحوثيين إزاء ممارسات ممثلي لجان الحوثيين في المؤسسات والدوائر الحكومية.

وتداولت مواقع إخبارية قبل أمس الثلاثاء, مذكرة  رفعها المجلس المحلي، بمديرية الثورة، بأمانة العاصمة، موجهة  لأمين العاصمة. أعلن فيها محلي الثورة تعليق اجتماعاته وأعماله، رفضا لممارسات مندوب الحوثيين وتدخلاته المستمرة في أعمال وصلاحيات المجلس. واعتبر مراقبون أن بادرة الخلاف تلك في المجال المدني بين انصار صالح والحوثي ربما تكون الشرارة لصراع اكبر قد ينشب في الوحدات العسكرية والأمنية التي ما تزال موالية لصالح ونجلة.

الجوف:

في الأثناء كثفت القوات الحكومية المسنودة بالمقاومة الشعبية من هجماتها العسكرية وقصفها المدفعي على مواقع مليشيا صالح والحوثي في جبهات متفرقة من محافظة الجوف.

ففي جبهة جبال العقبة، بمديرية خب الشعف, أكدت المصادر, إنسحاب مليشيا صالح والحوثي من مواقع تمركزها اسفل العقبة، باتجاه جبال العقبة العليا، مخلفة للجيش والمقاومة عدد من الاليات العسكرية وقذائف المدفعية والار بي جي وصواريخ الكاتيوشا. فيما لقي العشرات منهم مصرعهم ووقع العديد منهم أسرى بيد الجيش والمقاومة.

وفي مديرية المتون، غرب الجوف، شهدت جبهة شدبا، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش مسنودة بالمقاومة وبين المليشيات، استخدمت فيها كافة الاسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وبالتزامن مع المعارك في الجبهات، شنت مقاتلات التحالف غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع تمركز مليشيات صالح والحوثي في جبال العقبة، بخب والشعف، ومنطقة شدبا، بمديرية المتون.

على صعيد متصل, عقدت اللجنة الأمنية بمحافظة الجوف, قبل أمس الثلاثاء, اول اجتماع لها منذ تحرير مدينة الحزم عاصمة الجوف ديسمبر الفائت, في ديوان عام المحافظة برئاسة المحافظ اللواء حسين العجي العواضي. واتخذت اللجنة الأمنية عدداً ن القرارات والتدابير في إطار عملية تامين عاصمة المحافظة وتحرير ما تبقى من مديرياتها من قبضة المليشيا. مؤكدة بأن اجراءات حازمة سيتم اتخاذها بحق من يمس الامن في المحافظة ويحاول العبث بأمن المواطنين.

وأكدت امنية الجوف في بيان لها أن الدولة لن تسمح بتحويل ما يحدث في محافظة الجوف من قتال بين الشرعية والمليشيات الانقلابية، الى ثارات قبلية وستقف بحزم ضد من يسعى لذلك وستتخذ ضده الاجراءات اللازمة.

ودعت اللجنة ابناء المحافظة الوقوف صفاً واحداً والتسامح والتآخي وعودة من هم في صف القوى الانقلابية الى الطريق الصواب، والتخلي عن اتباع المليشيا ومشروعها التدميري، والعودة الى صفوف الشعب والشرعية.

واعتبرت اللجنة أن " الذين استشهدوا في صفوف الجيش الوطني والمقاومة من أبناء المحافظة وخارجها شهداء الوطن والشرعية، وفي مقدمتهم الشهيد محمد مصلح نسم، قائد معسكر لواء 101، وان معالجة الجرحى الابطال حق واجب على الشرعية وحلفائها".

حجة:

في محافظة, حجة, المحادة  للملكة السعودية,  يبدو أن كذبة انتصارات المليشيا في الحدود لم تعد تنطلي على أحد. فقد صدّت قوات الجيش والمقاومة تعزيزات ضخمة للمليشيا أرسلت الى مدينة ميدي، في محاولة لاستعادة مينائها المطل على البحر الأحمر. وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

في الوقت الذي تواصل المقاتلات الجوية وطائرات الأباتشي تمشيط المواقع الأمامية أمام تقدم الجيش والمقاومة في منطقة "الدغاسة" بحرض، واستهداف التحصينات العسكرية للمليشيا.

وتشهد مدينة ميدي التي لا تزال بعض أجزاءها تحت سيطرة المليشا بعد أن حرر الجيش والمقاومة ميناء ميدي والكورنيش والقلعة وأجزاء واسعة- اشتباكات متقطعة في محاولة للجيش الوطني استكمال تطهيرها من جيوب المليشيا.

على صعيد آخر, افادت المعلومات قبل أمس الثلاثاء, بسقوط طائرة استطلاع تابعة للجيش السعودي في كشر بحجة, دون تفاصيل عن سبب سقوط الطائرة.

للاشتراك في قناة الاشتراكي نت على التليجرام اضغط على الرابط التالي

https://telegram.me/aleshterakiNet

 
قراءة 2680 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة