تتلاشى القاعدة من المكلا ومفاوضات الكويت تراوح مكانها مميز

  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الإثنين, 25 نيسان/أبريل 2016 20:12
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تتواصل في العاصمة الكويتية لليوم الخامس على التوالي, جلسات مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين طرفي الصراع الدائر في اليمن دون التوصل الى إي اتفاق حتى اللحظة, بالتزامن مع الحملة العسكرية التي تشنها قوات التحالف العربي على تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت شرقي اليمن.

وأفاد التحالف الذي تقوده السعودية في بيان أصدره اليوم الاثنين  بمقتل نحو 800 من مسلحي القاعدة في هجوم على الجماعة في جنوب اليمن. بيد أن تقارير من داخل اليمن لم تشر إلى وجود مثل هذا العدد الكبير من القتلى في القتال الدائر هناك. ونقلت عن مصادر محلية قولها إن المسلحين قد انسحبوا ببساطة من مدينة المكلا، التي دخلتها القوات بعد قتال بسيط.

وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية" إن القوات الحكومية اليمنية مدعومة بقوات خاصة سعودية وإماراتية حققت تقدما كبيرا ضد مسلحي القاعدة في عدد من المدن في جنوب اليمن, فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين يمنيين محليين قولهم الأحد إن نحو 2000 من القوات اليمنية والإمارتية سيطرت على ميناء المكلا ومطارها ونشرت حواجز تفتيش حول المدينة.

ونقلت رويترز عن مسؤولين عسكريين  قولهم إن القوات سيطرت على مساحات على الساحل المطل على بحر العرب، وبضمنها مدينة الشحر وميناء الضبة فضلا عن مطار الريان في المكلا.

وأغلق ميناء الشحر، الذي كان نحو 80 في المئة من انتاج النفط اليمني المتواضع يصدر منه، منذ بدء القتال في اليمن وسيطرة مسلحي القاعدة عليه.

واكد التحالف في بيانه "إن العملية أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن (800) من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم و فرار البقية منهم", وسط معلومات تتحدث ببساطة عن إنتقال مسلحي القاعدة من حضرموت الى محافظة شبوة المجاورة.

فبعد ساعات على هجوم واسع شنه الجيش اليمني والتحالف، اختفت عناصر "القاعدة" من مدينة المكلا عاصمة حضرموت، بعد عام على سيطرتها على المدينة.

في سيناريو مشابه لما حدث في أماكن أخرى، تمكنت عناصر "القاعدة" من الاحتفاظ بقوتها وغادرت مدينة المكلا، واتجهت نحو محافظة شبوة، ودخلت قوات الجيش اليمني، المدعومة بالمسلحين القبليين وقوات التحالف المدينة خلال ساعات قليلة، لتنهي بذلك عاما كاملا من سيطرة "القاعدة" عليها. لكن ذلك أثار الكثير من الأسئلة حول مستقبل التنظيم، الذي بات أكبر قوة إرهابية في المنطقة.

وعلى عكس المخاوف التي انتابت كثيرين من المعركة مع عناصر "القاعدة"، الذين حصلوا على كميات كبيرة من الأسلحة عندما انسحبت قوات الجيش الموالية للرئيس اليمني السابق من معسكراتها، أتت المعركة خاطفة وسريعة، ولم يسقط خلالها إلا عدد قليل من القتلى لا يتجاوز عشرين، خلافا لما صدر عن التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تحدث عن ثماني مئة قتيل في صفوف "القاعدة".

ومع حلول مساء الأحد (24-4-2016) وصلت طلائع الجيش اليمني وقوات التحالف إلى منطقة خلف والريان شرق المكلا، كانت عشرات السيارات تحمل مقاتلي "القاعدة" باتجاه منطقة بروم الساحلية المؤدية إلى محافظة شبوة التي تأسس التنظيم فيها في نهاية التسعينيات. واستيقظ سكان المكلا على انتشار مدرعات التحالف وقوات الجيش في شوارع مدينتهم، وخاصة أن هذا الدخول السهل جاء بعد أيام من الغارات العنيفة، التي شنتها مقاتلات التحالف على المواقع الرئيسية لعناصر التنظيم في المدينة.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن نشطاء في المكلا قولهم إن وساطة ناجحة قادها وجهاء محليون وعلماء دين بين قوات الجيش والتحالف من جهة، وعناصر "القاعدة" من جهة أخرى، قد أفضت إلى إيجاد ممر آمن لهذه العناصر كي تغادر وتتجنب المدينة القتال؛ وهي الطريقة نفسها التي استُخدمت عند بداية دخول هذه العناصر المدينة في أبريل/نيسان من العام الماضي بعد أسابيع على بداية العمليات العسكرية لقوات التحالف.

وأورد هؤلاء قائمة بأسماء الشخصيات التي تولت دور الوساطة، وبرروا ذلك بتجنيب السكان مآسي القتال والمدينة مالات الخراب؛ وهي التبريرات التي سيقت عند انسحاب قوات الجيش من المدينة وتسليم "القاعدة" المعسكرات. حيث رعى هؤلاء اتفاقا للتعايش تم بموجبه تغيير مسمى جماعة "القاعدة" من "أنصار الشريعة" إلى أبناء حضرموت. وأعقب ذلك تشكيل إدارة مشتركة للمدينة احتفظت بموجبها عناصر "القاعدة" بالسيطرة الأمنية والمالية، وتُرك للوجهاء إدارة جانب الخدمات.

وخلال هذه الإدارة، حصل التنظيم طوال فترة حكمه على أموال كثيرة جراء سيطرته على ميناء المدينة وحركة التجارة واستيلائه على خزائن البنوك المحلية وتجارة المشتقات النفطية وتهريبها. ولهذا، فإن مغادرته المكلا لا تعني هزيمته النهائي، بل انتقاله إلى مواقع أخرى. وهو مزوّد بكميات كبيرة من الأسلحة وحصيلة ضخمة من الأموال لتغطية نفقات العمليات الإرهابية لأتباعه .

 الأمر نفسه يبدو أنه يُتبع في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين شرق عدن. إذ ما إن وصلت قوات الجيش إلى منطقة الكود وخاضت مواجهات عنيفة مع عناصر "القاعدة" فيما كانت مقاتلات التحالف تشن غارات مكثفة على مواقع التنظيم والمنشئات الحكومية التي يتمركز فيها، حتى تحركت عجلة الوساطة وتوقفت العمليات العسكرية. وهو سيناريو تكرر في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، ومن شأنه ترحيل المواجهات مع "القاعدة" وليس إنهاؤها.

وما يمكن ملاحظته هو أنه، وطوال المواجهات التي خاضتها السلطات اليمنية مع عناصر "القاعدة" في البلاد، لم تمض المعركة إلى نهايتها بانتصار طرف على آخر، بل كانت تتوقف فجأة بعد أيام على بدايتها، ثم يتبين بعد ذلك أن الوساطة القبلية كانت الفاعل الرئيس في هذه المواجهات؛ وهو أمر سيتحكم بطبيعة المواجهة في المستقبل رغم دخول التحالف الذي تقوده السعودية طرفا في المعركة الأخيرة.

وكان تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب حاول تصدير نحو مليوني برميل من النفط الخام المخزون هناك بعد الحصول على موافقة الحكومة اليمنية، التي رفضت ذلك.

وتقول تقارير إن تنظيم القاعدة كان يحصل نحو مليوني دولار يوميا من جباية الضرائب التي يفرضها على السلع في الميناء.

وتهدف حملة التحالف العسكرية الأخيرة إلى طرد مسلحي تنظيم القاعدة من عموم منطقة الساحل التي تمتد على مساحة 600 كيلومتر بين المكلا ومدينة عدن.

في الأثناء, تتواصل إخفاقات المفاوضات الدائرة في الكويت بين ممثلي الحكومة الشرعية المدعومة من المجتمع الدولي من جهة وممثلي مليشيا صاح والحوثي من جهة أخرى. ذلك ان الأطراف المشاركة لم تنجح في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار "بسبب إصرار وفد الحكومة اليمنية على استمرار قصف الطيران وتحليقه", وهو الأمر الذي ترفضه مليشيا صالح والحوثي.

إذ رفضوا امس الأحد التشاور أو بحث اي نقاط في جدول الاعمال المعد من قبل المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلاّ بعد وقف الغارات الجوية لقوات التحالف وتثبيت الوقف الشامل لإطلاق النار. في الوقت الذي يواصل فيه  المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد , مساعيه للتوفيق بين الأطراف كافة.

وكان  ولد الشيخ, قال قبل امس السبت , إن طرفي النزاع اتفقا على توجيه مفوضين اثنين إلى اليمن لمتابعة تنفيذ الهدنة.

واكد الشيخ في بيان اصدره ان الأطراف اتفقت على إرسال اثنين من أعضاء الوفد التفاوضي إلى اليمن لمتابعة عمل لجنة التنسيق والتهدئة، من أجل ضمان تنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية.

قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 1915 مرات آخر تعديل على الإثنين, 25 نيسان/أبريل 2016 20:15

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة