الإرهاب في اليمن بوصفه جزء من السياسة القذرة لسلطة الاستبداد والجريمة مميز

  • الاشتراكي نت/ وسام محمد

الأربعاء, 27 نيسان/أبريل 2016 11:47
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بدأت الجرائم النوعية في عدن، مع مقتل الفنان عوض أحمد، قبل نحو أربعة أشهر. بعدها بحوالي شهرين، ستحدث تلك الجريمة البشعة في دار المسنين.

لا أستبعد أن يكون مقتل الشاب باطويل، يأتي في هذا السياق.

الجرائم النوعية تأتي في أوقات الركود أو عندما يكون الرأي العام الداخلي والخارجي موجه صوب قضية أكبر، ويكون من الصعب استقطابه إلا بهذا النوع من الجرائم.

لن أقول بأن احتمالية أن يكون الإرهاب الحقيقي هو من يقف خلف العملية لابد أن تظل قائمة. الإرهاب في اليمن كان ولا يزال تحركه الدوافع السياسية.

واليكم تاريخه:

ـ نهاية عقد الثمانينات جند على صالح المئات ليقاتلوا في أفغانستان.

ـ خلال ما قبل حرب 94م كان قد عاد الكثير من أولئك الذين كان يطلق عليهم مجاهدون وجرى استقطابهم وتنظيمهم ضمن الأجهزة الأمنية. بعدها شاركوا على نحو فاعل في تلك الحرب إلى جانب قوات الجيش والمليشيات.

ـ دخل الإرهاب معترك من يريد لفت الانتباه خلال السنوات اللاحقة (وهي سنوات بائسة وكسولة) وكان يحدث ان يختطف سياح، والأمر لم يخلو من استثمار سياسي.

ـ ومع نهاية عقد الستينات وبداية الألفية سيدخل الإرهاب مرحلة إثبات الذات. حينها استهدفت المدمرة كول، وعلى أثر ذلك حصل صالح على اموال كثيرة تحت بند محاربة الإرهاب وأيضا تشكيل جهاز الأمن القومي، وقوات خاصة بمكافحة الإرهاب، كان هذا بدعم أمريكي مباشر. وتواتر عن صالح وهو يعلق على قدرته في تحويل ما حدث للمدمرة كول من كونها خسارة لتصبح مكسبا قوله الشهير: لا يوجد من هم أغبى من الأمريكان.

ـ أواخر العام 2002، قتل الأمين المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، جار الله عمر، برصاص متطرف أخرج من السجن لهذا الغرض، اثناء مشاركته كضيف في مؤتمر عام لحزب الاصلاح، بالتزامن مع بزوغ اللقاء المشترك، وهو التحالف السياسي الذي سيسهم بشكل كبير في الإطاحة بسلطة صالح. الأمر الذي خشي منه مبكرا.

ـ في العام 2006، ظهر رجل خلف مرشح المعارضة فيصل بن شملان قبل أيام من الانتخابات، وكان ذلك الرجل إرهابيا تم دسه بذكاء ضمن الحراسة الخاصة لبن شملان.

ـ حدثت تفجيرات خلال الأعوام اللاحقة، كان الهدف منها ملاحقة موضة الإرهاب واستثماره، خصوصا بعد أن أصبح الملف الدولي رقم واحد على خلفية أحداث 11 سبتمبر.

ـ في العام 2011 سلمت أجزاء واسعة من محافظة أبين لمتطرفين. قال تقرير لجنة الخبراء الدولية، أن قادة عسكريين هم من سهلوا للمتطرفين تلك السيطرة، بينهم مهدي مقولة ويحيى صالح. أحد حوارات هادي الأخيرة تكشف كيف تم هذا الأمر.

ـ ظهر صالح قبل أشهر متباكيا على الجيش الوطني الذي قال أن السعودية دمرت مقدراته. قال بأنه يتكون من 400 ألف جندي وضابط، مسلحين بأحدث الأسلحة وأشرف على تدريبهم الأمريكان وبريطانية والأردن والعراق وخبراء من دول كثيرة. هذا الجيش لم يقم بعملية واحدة ضد الإرهاب.

ـ خلال العام 2012، وبعد مرور شهرين على تسلم هادي للسلطة حدثت مجزرة السبعين، الذي اصبح يحيى صالح وعبدالملك الطيب متهمين رئيسيين فيها، حيث استدعتهما المحكمة ورفضا الحضور فأصدرت بحق يحيى صالح مرسوم يمنعه من السفر ويحجز أمواله.

ـ بعدها بدأ الاستهداف المنظم للجيش وقوات الأمن. وعن هذه النقطة قال تقرير لجنة الخبراء، أن تلك الأعمال الإرهابية حدثت لأن صالح رغب في زعزعوا سلطة الرئيس هادي وإفشال حكومة التوافق الوطني وهو ما تحقق بالفعل.

ـ منذ بداية المرحلة الانتقالية، قتل مئات الضباط في جهاز الأمن السياسي،(خلال العام 2012 قتل 60 ضابطا في الأمن السياسي. ويكيبيديا) وكانت القاعدة هي المتهم الوحيد بينما الهدف ظل غامضا. مع العلم أنه لا يوجد ضابط واحد في الأمن القومي قتل رغم أن هذا الجهاز على اتصال مباشر بالامريكان، العدو المفترض للقاعدة.

ـ كان العام 2013 أخف من سابقيه من حيث عدد العمليات، لكن اغتيال الضباط والعمليات الإرهابية لم تتوقف.

ـ في بداية حرب الحوثيين بدماج صعدة، رفعوا شعار محاربة التكفريين، كاستلهام متأخر لسياسة بشار الأسد التي انتهجها وبفضلها ظل ممسكا بالسلطة. وفعلا نجح هذا الشعار في استقطاب تواطؤ واسع من قبل السلطة والمجتمع في الداخل والخارج. أنتقل الحوثي الى عمران وهناك رفع شعار ينسجم مع المرحلة: محاربة القوى القبلية ومراكز النفوذ. ولاقى نفس التواطؤ تقريبا. أقترب إلى مشارف أسوار اللواء 301 وهناك كان الشعار: القشيبي متمرد على الدولة. بينما القوات العسكرية التي كانت خلفه كانت قد اصبحت موالية له بالكامل. هذه العناوين الفرعية هي من قبيل التكتيك الذي لا يلغي العنوان الاستراتيجي: محاربة الإرهاب والدواعش.

ـ منصف العام 2014، كان الجيش اليمني يقود معاركه ضد الارهابيين وعلى وشك أن يطهر آخر الجيوب في محافظة شبوة. وصفت هذه الحرب بأنها الحرب الوطنية الوحيدة التي يخوضها الجيش اليمني منذ تأسيسه، وقبل النصر النهائي، أشعل الحوثيين حربهم ضد لواء القشيبي لتتوقف الحرب ضد القاعدة. وهذا لأجل الحفاظ على العنوان الاستراتيجي الذي سيوفر فرصة ثمينة للاستيلاء على السلطة. يعرف الحوثي وصالح سلفا أن الشرعية الحقيقية بنظر الغرب، هي تلك المتصلة بمحاربة الارهاب.

ـ خلال العام 2014، ازدادت فعلا وتيرة العمليات الإرهابية وتوزعت في عدة فئات:

الأولى: استمرار الاغتيالات بحق ضباط الأمن السياسي.

الثانية: استهداف ممنهج لقوات الجيش والأمن.

الثالثة: بدء الاغتيالات السياسية (جدبان تقريبا كان قد اغتيل في العام السابق)

الرابعة: استهداف مدرسة طالبات في رداع.

الخامسة: استهداف احتفالات وتجمعات للحوثيين.

إليكم لماذا مثل هذا الأمر قد يحدث:

ـ ضباط الأمن السياسي، لأن هذا الجهاز كان في معظمه لم يعد يدين بالولاء لصالح، بل لخصومه الجدد (الاصلاح، محسن، بيت الأحمر).

ـ استهداف قوات الجيش والأمن، هو ايضا يأتي ضمن خطة زعزعة سلطة هادي، لكن بالمقابل تمهيدا لإنشاء هيئة الانقلاب العلياء. هذه الهيئة تشكلت فعلا من خلال مؤتمر عقده ضباط يوالون لصالح تحت شعار هيئة الدفاع والأمن، كاستعداد للانقلاب على هادي وتنصيب أحمد علي. نبه الحزب الاشتراكي لهذا الامر منذ وقت مبكر، ويبدو أنه تعارض مع أجندة الحلفاء الحوثيين. كان المخطط حينها: لنا السياسة ولكم الدين. لكن الحوثيين اصروا على ان يكونوا شركاء في السياسة التي تعني هنا السلطة واحتكار الدين واظهروا رغبة نحو مزيد من القتال.

ـ قبل الدخول الى صنعاء، لم تذكر جماعة الحوثي الإرهاب، بل رفعت شعار: اسقاط الجرعة، تنفيذ مخرجات الحوار، إسقاط حكومة الوفاق. عناوين تكتيكية.

ـ مع مطلع العام 2015 كان الهدف قد أصبح واضحا بالنسبة لتحالف الثورة المضادة وما ينقصهم هو مزيد من العمليات التي ستستهدف رموز في جماعة الحوثي وجوامع غالبا ما يرتادها محسوبون على المذهب الزيدي.

ـ كان صالح يخشى مأرب ولا يزال يخشاها، وحينها دفع الحوثيين الى التوجه نحو مأرب وكان هذا هدف استراتيجي بالنسبة له ولم يتوقف اعلامه عن القول أن مأرب هي الإرهاب والارهاب هو مأرب.

ـ ذهب الحوثيون في اتجاه إشعال المعارك ضد الدواعش في البيضاء وإب. اب سقطت في غضون أيام من خلال مسرحيات كان من بطولة صالح وأجهزته. كان إرهابيون مفترضون يدخلون منطقة، يسيطرون على المجمع الحكومي، ينهبون، وكان ذلك مقدمة ليدخل الحوثي ويفرض سيطرته. في البيضاء لدى المتطرفين بعض الجيوب وقاوموا هناك رغم مساندة الطيران الأمريكي للحوثي والجيش الذي أصبح تحت إمرتهم.

ـ بعد تحرير عدن في يوليو من العام الماضي، انتعشت الجماعات الارهابية وشرعت تنفذ بعض الأعمال. أحد تلك الأعمال التي أعلنت هذه الجماعات مسئوليتها عنها، قالت جماعة الحوثي انها من قام بها، وكان قد اصبح واضحا أنه سيان بين الارهابيين وقوات الحوثي وصالح لطالما الهدف هو الحكومة وزعزعة أي سلطة قد تفرض نفسها.

حكاية الناشطين والمحايدين وذلك الصخب حول الإرهاب وعدن، كل هذا يكمل حكاية الإرهاب في اليمن بوصفه جزء من السياسة القذرة لسلطة الاستبداد والجريمة.

ولا أنسى أن أشير إلى أن الإرهاب كان أداة بيد تحالفات السلطة، وان اختلفت طرق استثماره ورعايته من قبل هذا الطرف أو ذاك، خلال هذه المرحلة أو تلك، لطالما كان الهدف منه هو شراكة هذا التحالف في السلطة والثروة على حساب فقر وجوع وخوف الغالبية الأعظم من اليمنيين.

قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 3205 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة