القباطي: عدم نقل السلطة والحل الغير عادل للقضية الجنوبية اجهض العملية السياسية في اليمن مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

الخميس, 19 أيار 2016 20:30
قيم الموضوع
(0 أصوات)

اكد  الدكتور محمد صالح القباطي رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني ان هناك ثلاثة عوامل رئيسة، هي التي انتجت الوضع الراهن للمشهد السياسي،  مبيناً ان الحزب الاشتراكي اليمني، قد وقف على هذه العوامل في وثائقه المعلنة، كالبيان الختامي للكونفرنس الحزبي، وحذر من تداعياتها باعتبارها ستمثل حالة ارتدادية لمسار عملية التغيير التي بدئها الشباب منذ 2007م في الحراك السلمي الجنوبي، ومن ثم في فبراير 2011م في الثورة الشبابية الشعبية السلمية، التي اعادت صياغة النظام السياسي وجوهره الاجتماعي والسياسي.

وقال في محاضرة القاها صباح اليوم بمقر الحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء، تحت عنوان "قراءة في المشهد السياسي ودور الحزب فيها" ان اول هذه العوامل هو تعثر عملية نقل السلطة والتي قامت عليها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، ثم مخرجات الحوار الوطني وقرارات المجتمع الدولي والتي اكدت جميعها على عملية التغيير ونقل السلطة.

واضاف القباطي انه تم تعطيل عملية انتقال السلطة منذ بدايتها وبذلك فقدت العملية السياسية اهم شروط نجاحها، فبدون نقل السلطة تكون عملية التغيير قد فشلت ولذلك استمر النظام السابق قائم، والتغيير لم يمس سوى نسبة محدودة في البنية   الفوقية للسلطة الذي هو نصف الحكومة مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لذلك لم يحصل اي تغيير خارج اطار هذه المتغيرات، وظلت اجهزة الدولة، والسلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية، والسلك الدبلوماسي في السفارات المختلفة دون ان يمس بأي تغيير.

واوضح انه عملياً ظلت القوة بيد النظام السابق، ولم يجري سوى تغيير الرئيس وانتقاله من موقع الى اخر، ورفض ترك السلطة على اعتبار ان المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ايضاً لم تنص صراحة على خروج علي عبدالله صالح من المشهد السياسي، وظل يدير العملية السياسية من خارج كرسي الرئاسة ، ولذلك تم تعطيل عمل السلطة التوافقية وافشال الية عملها واعاقة تنفيذ معظم مهام الفترة الانتقالية، بما في ذلك اعادة هيكلة الجيش والامن، التي كانت من اهم العمليات التي يراهن عليها لحماية عملية التغيير، واستمرت الاختلالات العسكرية والامنية مترافقة مع مهادنة الاطراف النافذة في السلطة مع منظومة الفساد التي كانت قائمة.

وحسب القباطي فالعامل الثاني هو المنظومة السياسية التي كان مناط بها صياغة العقد الاجتماعي الجديد، الصياغة السياسية والقانونية التوافقية لمشروع الدولة وللمشروع الوطني الديمقراطي الذي كان مهمة من مهام مؤتمر الحوار الوطني، فهذه القوى السياسية جاءت في معظمها مشدودة الى الماضي، محملة بأثقال الماضي الثأرية والانتقامية، وكانت ابضاً خاضعة لتأثير وضغوط القوى المتطرفة داخل هذه القوى، فظلت القوى المتطرفة داخل اطراف العملية السياسية المنضوية في اطار مؤتمر الحوار الوطني مشدودة تحت هذه الضغوط. فالأطراف المشاركة في الحوار كانت تخضع لابتزاز وضغوط القوى المتطرفة في داخلها وخارجها ايضاً، والتي كانت ايضاً ترفض منذ البداية عملية الحوار، وتعمل منذ البداية لإعاقة عملية الحوار وافشاله، وجاءت الى مؤتمر الحوار الوطني لتنفيذ مهمة اساسية وهي  تعطيل الحوار وافشاله.

واوضح القباطي ان العامل الثالث كان هو الموقف من القضية الجنوبية الغير مكتمل، والحل الغير عادل الذي خرج فيه مؤتمر الحوار الوطني للقضية الجنوبية. والتي كانت قضية محورية في مؤتمر الحوار الوطني، وقدّم فيها الحزب الاشتراكي اليمني تصورات مكتوبة ومسببه، لاسباب الخيارات التي طرحها الحزب لمعالجة هذه المشكلة، لانه كان يدرك ان اطراف العملية السياسية كانت تتعامل مع هذه القضية على قدر كبير من المساومات ولا توجد جديه لديها لمعالجة هذه القضية معالجة عادلة.

واضاف: وكانوا يقولون نظرياً انهم يريدون حل عادل للقضية الجنوبية ولكن عندما نأتي الى حلول عملية كان يتم المساومة فيها والمراوغة وبالتالي كانت نتيجة لهذه العملية انه تم اقتراح تقسيم الجنوب الى قسمين، شرقي وغربي، وهذا المقترح بحد ذاته هو مقترح غير واقعي لا يلامس خيارات الشعب في الجنوب، ومقترح المراد منه هو تعطيل المقترح المطروح على مؤتمر الحوار الوطني الذي قدمه الحزب الاشتراكي اليمني كحل للقضية الجنوبية، المتمثل بدوله فيدرالية من اقليمين.

وقال القباطي ان الحزب الاشتراكي اليمني عندما رفض عملية تقسيم الجنوب الى اقليمين، قدّم الاسباب والمبررات السياسية والتاريخية لهذا الرفض، لكن لم يقدم الطرف الآخر أي حجج لمعالجة هذا الامر ولتبرير هذا الخيار، ولاحظتم ان هذه القضية كانت قضية مركزية في الحوار، ولكنها القضية الوحيدة التي لم تحل اثناء الحوار وتم تجييرها او احالتها الى اللجنة التي تم تشكيلها، والتي تم سلقها بالطريقة التي شاهدتموها في عدة ايام لا تتجاوز السبعة ايام كحل جاهز سلفاً في اطار الاقاليم الستة ، وهو الخيار الذي رفضه الحزب الاشتراكي، وسجل اعتراضه لهذا الخيار التعسفي الذي يتناقض مع ارادة الناس، ولم يراع خيارات الناس سواء في الشمال او في الجنوب، ولم يقدم اي مبررات سياسية او تاريخية او اجتماعية وانما تم فرضه بشكل تعسفي على طاوله الحوار.

ونوه القباطي الى ان هذا الحل الغير مكتمل والغير عادل للقضية الجنوبية هو الذي دفع البعض في الحراك السلمي الجنوبي الى البحث عن خيارات اخرى خارج اطار المعادلة الوطنية فظهرت قضية الهويات، وظهرت الهويات القديمة مثل مفهوم - الجنوب العربي، ونحن لسنا جزء من اليمن - وبدئوا يبحثون عن خيارات اخرى نكاية لهذا المشروع الذي جاء من النخب السياسية الممثلة في مؤتمر الحوار الوطني، وفقدوا الثقة بهذه الاطراف السياسية في انتاج حل عادل في اطار المعادلة الوطنية، مؤكداً ان رفض الحل الذي قدمه الحزب الاشتراكي للقضية الجنوبية، والذي كان يلتمس هموم وتطلعات الناس في الجنوب زاد من حالة اليأس والاحباط لدى القوى الممثلة للشعب في الجنوب وبدئت تبحث عن حلول اخرى خارج اطار المعادلة الوطنية.

واوضح ان القضية الرئيسية لرفض هذا الخيار هي المصالح اللا مشروعة لمراكز النفوذ في طرفي المعادلة السياسية، طرف الشرعية والطرف الاخر الذي يمثل الان تحالف الحرب والانقلاب وبالتالي الطرفين متفقين في الموقف لحماية مصالحهم اللامشروعة .

وقال عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ان المشهد السياسي الراهن يمثل حالة من اللاحسم والمراوحة في ذات المكان وحتى الحرب على مدار عام لم تحقق نتائج ملموسة، موضحاً ان وجهة نظر الحزب الاشتراكي اليمني هي انه حتى لو انتصر احج الاطراف في هذه الحرب فلن يكون هو الحل للمشكلة.

وتطرق القباطي الى المشاورات الحالية في دولة الكويت والتي لا تزال الى الان لم تتقدم خطوه واحده، وما يزال كل طرف يتمسك بموقفه، ومحاولات المبعوث الدولي والدول الـ 18 وامير الكويت بإحداث اختراق في كلا الموقفين، وممارسات ضغوطات عل كلا الطرفين والتي كان اخرها بعد لقاء امير الكويت يوم امس بالاطراف المختلفه، وكان هناك تهديد واضح انه اذا لم تذهبوا الى حل سلمي سيترككم المجتمع الدولي تتقاتلون كما تريدون وسيذهب لدعم مصير الجنوب.

وقال القباطي يبدو ان هناك ترتيبات قد تم انجازها فيما يتعلق بالقضية الجنوبية موضحا ان اشارات امير الكويت وفقا لتسريب احد اعضاء الوفد الذي قابل امير الكويت والذي قال لهم اذا لم تذهبوا لتسوية تحسم عملية الحرب وتعيد عملية السلام لليمن سيترككم المجتمع الدولي تتقاتلوا فيما بينكم وسيذهبوا  لتبني حل عادل للقضية الجنوبية خارج اطار المعادلة الوطنية التي لا زالت تحضى بقدر من التأييد من كل القوى التي تمثل الجنوب. مؤكداً ان هذا التهديد فيه خطورة كبيرة جداً في هذا الواقع لا سيما وضع المتحاربين الان.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet  

 

قراءة 2007 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة