هدنة هشة لحرب يُقامر فيها بأرواح اليمنيين ومعيشتهم مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص ـ عارف الواقدي

الجمعة, 21 تشرين1/أكتوير 2016 19:31
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تكاد تكون الهدنة المعلن عنها ليل الاربعاء الماضي اقرب للهشاشة ومعرضة للانهيار كسابقاتها، مالم تكن افاق وبوادر الحل السياسي ماثلة امام الاطراف اليمنية.

 

لم يمر على إعلان بدء سريان الهدنة سوى بضع دقائق، الا وسجلت عشرات الخروقات قامت بها مليشيات صالح والحوثي في الضالع وتعز وحجة ومأرب وصعدة والبيضاء ولحج.

ففي تعز وحدها سجل أكثر من36خرقاً، قامت به المليشيات، غير إن مدينة مأرب، استقبلت أيضاً عدداً من الصواريخ الباليستية، تمكنت خلالها "الباترويت" منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي من اعتراضها في الجو.

بدلاً من سيادة الهدوء، في الجبهات، انفجر العنف في شكل أوسع، ويثير تساؤلات عدة أقلها، لماذا مليشيات تحالف الانقلاب دائماً ما تكون السابقة الى خرق اي هدنة؟؟ ومن خلال المعطيات الميدانية تكمن الاجابة وهي ان هذه المليشيات لا تريد اي حلاً سياسياً في اليمن.

حتى الان سجلت المليشيات الانقلابية اكثر من100خرقاً ميدانياً للهدنة، في مختلف الجبهات تمثلت بالقصف العشوائي بالمدفعية والكاتيوشا والدبابات والمضادات على قرى واحياء أهله بالسكان في عدد من المحافظات، في حين شنت قصفاً مماثلاً على مواقع قوات الجيش الوطني وما تسانده من مقاومة شعبية في عديد من الجبهات.

الملفت للنظر، ان اعلام مليشيات الانقلاب يلقي باللوم وتهم اختراق الهدنة على قوات الجيش والمقاومة، رغم ان اللجان المكلفة بالمراقبة سجلت أولى الاختراقات من جانب المليشيات.

الحدث الآخر المهم، هو التقدم الميداني الذي حققته قوات الجيش الوطني وما تساندها من مقاومة وقوات التحالف العربي في اهم معاقل المليشيات بمديرية كتاف، شمال شرق صعدة.

واندلعت معارك هي الاعنف بين الجانبين بمديرية كتاف، خلال ساعات الفجر الاولى من اليوم الجمعة، ثاني ايام الهدنة، في ردٍ قاسٍ لقوات الجيش على المليشيات جراء عدم التزام الأخير بالهدنة وتكرار خرقها.

وبهذا الرد، تمكنت قوات الجيش الوطني وما تساندها من مقاومة شعبية من تحرير المواقع والمباني المطلة على الجمارك بالبقع، فيما تكبدت المليشيات خلال المعارك عشرات القتلى والجرحى، وسط انهيارات متسارعة في صفوفها وفرار جماعي لمسلحيها.

بالمقابل، مازالت المليشيات تواصل قصف عدد من القرى والمدن السكنية في اليمن، بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وصواريخ الكاتيوشا ومضادات الطيران والصواريخ الباليستية.

الاختراقات المتوالية والمتكررة جملة ملاحظات وأسئلة تفرض نفسها، أهمها تدحض ان قرارات وقف إطلاق النار ليست مسائل تقنية، يتم تناولها عبر مواقع الاعلام، فيما لا إثبات لوجودها ميدانياً، بل ان فرضها يحتاج قرارات سياسية أولاً وبدرجة أساسية.

يعكس استمرار خرق الهدن المعلنة واستمرار الاعمال القتالية حجم صعوبة التوصل لاتفاق سياسي كان من المفترض ان تمهد له التزام الاطراف بوقف الاعمال القتالية والعسكرية، بدلا من الذهاب الى تبادل الاتهامات بالخرق للهدنة.

خلاصة ما يمكن قوله، هو إن مجريات اقل من48ساعة من إعلان وقف اطلاق النار، وبدء سريان هدنة جديدة، جاءت تثبت استحالة اي تسوية سياسية تفضي الى إحلال السلام بين اليمنيين على طاولة مفاوضات ترعاها الامم المتحدة.

ما حدث خلال يومين فقط منذ بدء اعلان الهدنة، يوحي بانعدام الثقة، وعمق الهوة بين الاطراف اليمنية‘ وقبول الطرفين بالهدنة ليس الا لأخذ قسط من الراحة وإعادة التجهيز والاستعداد عسكرياً.

يعني هذا ان الحرب واتون الصراع ستستمر رحاها وتدور اكثر من ماهو متوقع في ظل عدم مبالاة بما الت اليه الاوضاع الانسانية في البلاد والتي تكاد تقترب من مجاعة تجتاح البلاد بشكل كامل..

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 4491 مرات آخر تعديل على السبت, 29 تشرين1/أكتوير 2016 21:14

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة