القتال من أجل الالتحاق بالقتال في تعز "تقرير"

  • الاشتراكي نت/ خاص/ تقرير: وسام محمد

الإثنين, 05 كانون1/ديسمبر 2016 17:23
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الصورة من مدينة تعز الصورة من مدينة تعز

للمرة العاشرة تقريبا، يعود عبدالله (24 عاما) إلى مدينة تعز المحاصرة، جنوب غرب اليمن، سالكا طرق ملتوية وبعيدة. فقد مضى عام كامل، منذ أن بدأ هذا الشاب في السعي إلى الانضمام إلى صفوف احد الألوية العسكرية التي تخوض المعارك إلى جانب المقاومة الشعبية في مواجهة قوات ومليشيات تحالف الثورة المضادة.

قبل نحو شهر، حصل عبدالله بعد جهد مضني على رقم عسكري، ومنتصف الأسبوع الماضي تم استدعائه مع المجندين الجدد لمزيد من التدقيق: "هناك لجنة سوف تتأكد لأخر مرة من وثائقنا وحقيقة كوننا أشخاص موجودين ونرغب في القتال، ليتم إدراجنا ضمن قوة اللواء 22 ميكا، وتوزيعنا على الوحدات القتالية".

لقد أراد عبدالله كغيره من شباب محافظة تعز، الالتحاق بالقتال، ورغم محاولاته المتكررة، فهو حتى الآن لم ينجح ولم يفقد الأمل.

 وعندما بدأت الحرب، شرع في محاولات متكررة من أجل الالتحاق بجبهات القتال، لكنه لم ينجح حتى الآن، ورغم ذلك لم يفقد الأمل.

الآليات الخاطئة وتركة ثقيلة من البيروقراطية، بحسب ما يصر كثير من الخبراء العسكريين، هي من تمنع كثير من الشباب من الالتحاق بالقتال والدفاع عن مدينتهم.

 ويؤكد هؤلاء الخبراء، أن الآليات المعتمدة لا تتناسب مع الوضع الحالي الذي تشهده تعز، كما لا يتناسب مع طبيعة معركة مفتوحة تحتاج لتوظيف كل الإمكانيات المتاحة.

وبينما يأمل سكان مدينة تعز أن تحسم المعركة في القريب العاجل، لتنتهي معاناتهم الطويلة مع الحصار والقصف، يقول عبدالله:"في البداية طلبوا منا لكي نلتحق بالقتال أن نأتي مع سلاحنا الكلاشينكوف وهم سيتكفلون بتوفير الذخيرة والمصاريف اليومية، لكني لم أمتلك سلاحا، وبعد أشهر قيل أنه تم فتح باب التجنيد، فقررت الالتحاق بالجيش".

قبل أكثر من عام، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا قضى بدمج أفراد المقاومة الشعبية في الجيش. وضم 15 ألف مجند جديد، ما دفع بكثير من شباب محافظة تعز إلى الالتحاق بالجيش وتقديم ملفاتهم.

يروي عبدالله، في حديثه لـ"الاشتراكي نت" تفاصيل رحلة شاقة امتدت لعام كامل، كلفته الكثير من الوقت والمال والتعب، لكنها لم تنل من عزيمته ورغبته في الالتحاق بالجيش، والقتال في مواجهة المليشيات التي أرادت استباحة مدينة تعز أواخر مارس من العام الماضي، بعد أن كانت قد شارفت على إكمال ترتيب انقلابها على السلطة الشرعية.

"سأواصل القتال حتى أتمكن من الالتحاق بالقتال والمساهمة في هزيمة من أرادوا الاستخفاف بثورتنا السلمية".

رحلة شاقة لكنها متواصلة

تقدم الشاب الأسمر متوسط الطول، بملفه إلى لجنة معنية باستقبال المجندين الجدد والتدقيق في وثائقهم، ثم مر وقت طويل. لم يكن عبدالله يعرف أن الالتحاق في الجيش في ظروف الحرب محاط بكل هذه التعقيدات، وأن ذلك سيضطره إلى الذهاب والعودة لمرات كثيرة.

"هذه هي المرة العاشرة التي أتي فيها إلى تعز، من أجل استكمال إجراءات التحاقي بالجيش. لو كنت أعرف، فإن المبالغ المالية التي صرفتها حتى الآن، كان من الممكن أن أشتري بها كلاشينكوف، لكي ألتحق بالجبهة من وقت مبكر".

ويتابع، "باعت أمي عدد من مواشيها لكي تعطيني مصاريف من أجل متابعة التجنيد. هذا المبلغ أصبح كبير جدا".

يأتي عبدالله ومعه ثلاثة شبان آخرين، من منطقة بعيدة تقع تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، وفي كل مرة يسلكون طريقا جديدا لكي يصلون إلى داخل المدينة حيث توجد لجنة تابعة للواء 22، سوف تدقق ـ كما يقولون ـ لآخر مرة في بياناتهم وحقيقة أنهم أشخاص فعليين ويرغبون في القتال، بعد أن كانوا قد خضعوا للفحوصات الطبية واختبارات اللياقة البدنية.

تشير المعلومات، إلى أن هذه اللجنة توقفت عن عملها نهاية الأسبوع الماضي، بسبب مشاكل مفتعلة، ليعود الشباب مرة أخرى أدراجهم، قبل مقابلتها، يجرون أذيال مزيد من الخيبة والمرارات.

مساء الجمعة الماضية، أخبرني عبدالله في اتصال هاتفي أنه لم ينجح هذه المرة أيضا، ورغم الشعور بخيبة الأمل، إلا أن هذا بحسب وصفه لا يمكن القول أنه هزيمة. "يريدون تطفشينا وصرفنا عن الأمر، لكنهم لن ينجحوا. سنعود إلى تعز مجددا وسوف نلتقي".

هكذا يبدو الحال في تعز، حتى الذهاب إلى القتال وربما الموت، لن يكون بالسهولة التي قد يتصورها المرء. فهناك روتين معقد يقف عائقا أمام الراغبين في الالتحاق بالمعركة. ومعظم هؤلاء هم من فئة الشباب الذين عايشوا أحداث ثورة فبراير، وتفتح وعيهم السياسي لأول مرة على تفاصيلها.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 4987 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 07 كانون1/ديسمبر 2016 21:19

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة