تعز: الشقب.. جبهة حرب منسية "تقرير" مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص/ تقرير: وسام محمد

الأربعاء, 07 كانون1/ديسمبر 2016 21:01
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حتى وقت قريب، كان ينظر لعملية دمج المقاومة الشعبية بالجيش، في محافظة تعز، بأنها العملية التي ستخفف من أعباء بعض الجبهات، حيث الثقل كله ملقى على كاهل الأهالي وحدهم، كما هو الحال في جبهة الشقب، الواقعة في منتصف منحدر جبل صبر من الجهة الشرقية.

قبل أيام كتب الموفق بن علي، (الأسبوع الماضي) على صفحته في "فيس بوك" "تأكد بأن مقدار اهتمام القيادة بك في "المتراس" هو نفسه مقدار الاهتمام الذي قد تحصل عليه إذا ما أصبحت جريحا في الفراش"

وأختتم الموفق منشوره بوسم #وجع كتعبير عن خذلان القيادة العسكرية لهم في جبهة الشقب، وعدم ضم أفراد المقاومة هناك إلى الجيش أسوة بباقي الجبهات.

عندما لم يعثروا على أسمائهم في كشوفات الدمج، فإن بعض أفراد جبهة الشقب، وجدوا أنفسهم صباح الأربعاء الماضي، مضطرين إلى ترك مواقعهم والهبوط نحو مدينة تعز، حيث قاموا بقطع شارع جمال ومنع مرور المركبات احتجاجا على عدم دمجهم في الجيش.

استمر قطع الشارع الرئيسي وسط مدينة تعز لساعة كاملة، وأعيد فتحه بعد وصول قيادات عسكرية كبيرة إلى المكان، قدمت وعودا بحسم موضوع ضم أفراد جبهة الشقب إلى الجيش خلال أسبوع.

وعلق محمد مهيوب، على هذا الاحتجاج، في منشور على صفحته في "فيس بوك" بالقول: "جبهة الشقب هي الجبهة المنسية فعلا، وتعاني الكثير منذ بداية الحرب، قلة الدعم بجميع أنواعه، سلاح غذاء دواء وغيره".

وأضاف مهيوب، وهو من أبرز الناشطين الداعمين للمقاومة في تعز "من حق أبناء الشقب أن يطالبوا ويصعدوا وعلى الجميع الوقوف معهم". متسائلا عن موقف قيادة محور تعز من هذا الوضع.

وأختتم منشوره "بداية المعركة، كان بعض القادة يشحتوا رصاص شحت، عشان يوصلوها للشقب، وأول معدل وصل الجبهة تم شراءه من تبرعات، وأنا شاهد على ذلك".

وكانت الحرب قد اندلعت في هذه الجبهة قبل نحو عام، بعد أن تمكنت المقاومة الشعبية من طرد المليشيات من آخر مواقعها الحيوية في جبل صبر، والمتمثل بموقع العروس الاستراتيجي المطل على مدينة تعز ومناطق أخرى واسعة. حاولت مليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح العودة إلى الموقع الأهم عبر منطقة الشقب، إلا أن أهالي المنطقة تصدوا للعائدين ببسالة وبإمكانيات ذاتية وشحيحة.

 تجاهل القطاع السادس

مؤخرا تم حساب أفراد المقاومة في هذه الجبهة، على قوة اللواء 22 ميكا، كقطاع سادس، بعد أن جرى تقسيم المناطق القتالية في تعز وتوزيعها على الألوية العسكرية وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، القاضية بضم ودمج أفراد المقاومة الشعبية في الجيش الوطني.

يقول الموفق بن علي، وهو أحد المقاتلين في جبهة الشقب، في حديثه لـ"الاشتراكي نت" إلى أن إجراءات ترقيم المقاتلين في الجبهات، تمهيدا لضمهم إلى الجيش بدأت قبل أسابيع، وعندما حان دور ترقيم أفراد جبهة الشقب، توقفت اللجنة عن العمل، وسمعنا أن هناك توجيهات عليا أمرت اللجنة بالتوقف عن العمل. غير أن هذه التوجيهات في حال كانت صحيحة، فهي غير مفهومة ثم أنها اقتصرت فقط على القطاع السادس (جبهتنا) بينما لا تزال تواصل عملها في قطاعات أخرى تابعة لنفس اللواء 22.

وقد ظل أفراد المقاومة الشعبية في جبهة الشقب في صبر، يأملون أن تساهم عملية دمجهم في الجيش بالتخفيف من معاناتهم، وذلك بحصولهم على رواتب وأيضا الدعم العسكري الكافي أسوة ببقية الجبهات. فالشقب ظلت طوال عام كامل من الحرب بمثابة جبهة منسية رغم أنها حارسة لموقع العروس الاستراتيجي من الجهة الشرقية، وهو الموقع الذي يمثل عودة المليشيات إليه، خسارة فادحة لكونه يطل على المدينة ومناطق أخرى واسعة يمكن قصفها من هناك.

وحتى الآن بحسب ما تؤكد مصادر متعددة في جبهة الشقب، لم يتم ضم أي فرد إلى الجيش، ولا يوجد بينهم من يحصل على أي مستحقات.

بينما أكدت مصادر أخرى أن هذا الوضع ينسحب أيضا على موقع العروس الاستراتيجي، فالمقاتلون المرابطون في أهم موقع عسكري، يشتكون أيضا من عدم إدراج أسمائهم في كشوفات التجنيد.

لا جديد سوى الحرب

أثناء إعداد هذا التقرير، تواصل "الاشتراكي نت" هاتفيا، مع مصادره في الشقب، مستفسرا عن نتيجة الوعود التي قدمها قادة عسكريون للمحتجين صباح الأربعاء الماضي، بحل مشاكلهم وسرعة دمجهم في الجيش، فأكدت هذه المصادر أن الوعود لم تنفذ حتى الآن.

وبحسب المصادر، فإن لجنة برئاسة شخص يدعى أحمد السفياني واشراف عبده قاسم البحيري وصلت يوم السبت الماضي إلى الشقب لكن "الفرحة لم تدم".

وقالت: "غادرت اللجنة بعد وقت قصير من وصولها، دون إبداء أي سبب، رغم قدوم عدد كبير من أفراد الجبهة المطالبين بالترقيم إلى المكان الذي وصلت إليه اللجنة".

وعن الوضع هناك، أوضحت المصادر أن الجبهة تشهد اشتباكات متقطعة، وأن المليشيات تواصل قصفها للقرى ومساكن المواطنين. حيث أصيبت يوم الأحد الماضي، الطفلة ولاية عبدالله يوسف بطلقة نارية في رجلها اليمنى، جرى استهداف أحد القرى من قبل قناص يتبع المليشيات ويتمركز في تبة الصالحين.

ورغم أن مليشيات الحوثي وصالح، لا تزال تحلم منذ عام كامل بأنها ستعود مرة أخرى إلى موقع العروس الاستراتيجي الكائن أعلى جبل صبر، وهو الموقع الذي طردت منه وأصبح تحت سيطرة المقاومة، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل مرات عدة.

وعن تأثير التعقيدات الأخيرة وبطء إجراءات ضم أفراد المقاومة إلى الجيش في جبهة الشقب، بالنسبة لعملية سير المعارك هناك، يعود الموفق بن علي، ويضيف أن معاناة هذه الجبهة ليست جديدة، "نحن نعاني من شحة الإمكانيات منذ اللحظات الأولى لانطلاق شرارة المقاومة، لكن المعاناة مؤخرا استفحلت، مع ذلك فإن أفراد المقاومة مرابطين وأصابعهم على الزناد طوال الوقت ولن نسمح بتقدم العدو ولو بمقدار شبر واحد".

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 5835 مرات آخر تعديل على الأحد, 11 كانون1/ديسمبر 2016 18:40

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة