رمضان.. واليمن في غرفة الإنعاش

  • الاشتراكي نت/ خاص - فؤاد الربادي

الأحد, 05 حزيران/يونيو 2016 20:06
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يضع اليمنيون أيديهم على قلوبهم وهم يشاهدون وقوف اول أيام شهر رمضان لهذا العام على ابوابهم الموصدة منذ أزيد من عام بفعل الحرب والأزمة الخانقة التي طالت كل مناحي الحياة في اليمن.

ففي مثل هذا التوقيت من كل عام, وتحديدا نهاية وبداية شهري شعبان ورمضان, اعتادت أسواق المواد الغذائية أن تكتظ بطوابير البشر لشراء حاجيات الموائد الرمضانية التي غالبا ما كانت عامرة قبيل اجتياح حلف صالح والحوثي لصنعاء في سبتمبر 2014 وما تلا ذلك من حرب عبثية إجترحها حلف الحرب هذا في عموم اليمن والتي لم يتوقف دمارها حتى اللحظة.

لقد كان اليمنيون مثل عموم المسلمين ينتظرون حلول شهر رمضان بفارغ الصبر قبل حلوله، لما تثمله أيامه ولياليه من أجواء روحانية من جهة, والإفراط في استهلاك وتنويع الأطعمة من اخرى, إذ الإنفاق في هذا الشهر يوازي تقريبا ما تنفقه الأسرة الواحدة خلال نصف عام.

لكن موائد رمضان هذا العام كما يبدو ظاهرا للعيان من خلال حركة الناس في الأسواق, ستفتقر الى معظم  الأساسيات الغذائية الرمضانية ناهيك عن الكماليات, ليس بسبب ندرتها في الأسوق وانما جراء القوة الشرائية للناس التي تراجعت الى أدنى حدودها الدنيا أولا, وثانيا ارتفاع اسعار معظم المواد الغذائية . اما ثالثا ورابعا, ...الخ, فهي ويلات الحرب بكل مآسيها ونتائجها الكارثية على مختلف المستويات بدءا من انعدام معظم الخدمات العامة الرئيسة وعلى رأسها الكهرباء مرورا بارتفاع اسعار الغاز المنزلي, وليس انتهاء بحالتي الياس والإحباط اللتان تجثمان على صدور اليمنيين اثر المراوغات (المشاورات) التي تجري حاليا في الكويت.

 لا غرابة إذا, ان  يبدو السائد في رمضان هذا العام مجاعة في أغلب مدن ومناطق اليمن، فيما تتضاعف المأساة أكثر في المدن التي تشهد موجات القيض الشديد كالحديدة وعدن على سبيل المثال لا الحصر.

ربما تعد هذه هي الصورة التقريبية للوضع الراهن في اليمن خاصة عموما وفي رمضان خصوصا. لكن الحقيقة الأقرب كثيرا للواق هي التي ذكرها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ في احاطته التي قدمها الى مجلس الأمن الأسبوع الفائت "اليمن حالياً في غرفة الإنعاش، فالاقتصاد يتراجع والبنية التحتية تنهار والنسيج الاجتماعي يتفكك.. الصورة في البلاد قاتمة والكل ينتظر بصيص نور من الكويت، وحده الحل السياسي سيعيد للمشهد اليمني نور التفاؤل ووحدهم المشاركون في المشاورات قادرون على تغيير المعادلة».

غير ان المشاركين في مشاورات الكويت على الأرجح, لا يكترثون لهذا الوضع الكارثي الذي وصلته البلاد.

فقد دخلت محادثاتهم (الميتة) أسبوعها التاسع  دون التوصل إلى اتفاق على إيقاف الحرب, عدى رسائل التطمين  بوعود دولية بأن يحل السلام مع حلول شهر رمضان المبارك.

إذ أعلن وزير الخارجية رئيس فريق الحكومة المفاوض عبد الملك المخلافي, عن  تلقي فريقه وعدا دوليا بوقف الحرب على جميع الجبهات، وإطلاق سراح المعتقلين خلال الأيام المقبلة٬ وتحديدا قبل دخول شهر رمضان. وقال إن هذا الوعد هدفه تطمين الحكومة اليمنية، وتأكيد جدية المساعي الدولية لإحلال السلام ووقف الحرب .

فهل سيتمكن رمضان اخراج اليمن من غرفة الإنعاش؟

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 6729 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 حزيران/يونيو 2016 00:56

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة