طباعة

الحزب و حيثيات الوضع الراهن

الأربعاء, 09 تموز/يوليو 2014 01:00
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

استبعاد خيار الانتصار للتغيير وبناء الدولة من قبل بعض الاطراف.. وتمييعه في سياق خياراتها وتحول اولوياتها بعد التسوية مباشرة.. وخاصة تلك الاطراف الاكثر جاهزية وتأثيرا في العملية السياسية.. اوصلنا الى هذا الوضع كأمر طبيعي فتغييب الدولة يكون لصالح خيارات اللادولة.

ربما الحزب الاشتراكي كان الطرف الاكثر وضوح في مواقفه طوال المرحلة الماضية وصولا الى اليوم بشأن انتصاره لخيار التغيير وأولوية بناء الدولة وبرغم انه الطرف الاكثر جراحا الا انه ترك جراحه جانبا ولم يستحضرها، وهي عادلة بضرورة التاريخ واللحظة ولم يضعها في اولوياته.. خلافا للأخرين الذين اتجهوا لابتزاز مسار التغيير ليس كإستحقاقات عدالة، بل كغنيمة.. وهو دون شك على حساب عملية التغيير وبناء الدولة.

كان الحزب منذ البداية يؤكد على كل الاطراف اهمية الالتزام في هذه المرحلة على المبادئ والاسس الضامنة مخاطبا الشركاء قبل غيرهم... ويتذكر الجميع مواقف الحزب ومبادراته.. نتذكر في بداية العملية الانتقالية كتابة تاريخية للدكتور ياسين سعيد نعمان الامين العام.. حدد فيها مهام واولويات القوى السياسية المنتمية للتغيير بدرجة اساسية عن مسئوليتها في انتاج معادلة سياسية متوازنة.. وكذلك ما تضمنته رؤية الحزب حولة النقاط العشرين.. ورؤيته بشأن الفترة التأسيسية الضامنة.. جميعها تم القفز عليها.. بشكل متعال وغير مسؤول.. ينم عن غياب للرؤية وتحول في الاولويات لطبيعة الخيارات.. وهذا النزيف الحاصل لمحصلة الدولة ومآل اليه الوضع تتحمل مسئوليته بدرجة اساسية تلك الاطراف التي تنصلت عن مهامها ودورها الذي كان يجب.. اما الحزب فكان الاكثر مسؤولية وثبات ووضوح في مواقفه.. والاكثر قسوة على ذاته وجراحه.. الى جانب الجهود المكرسة لحصاره واقصائه واستمرار حالة الحظر عليه

قراءة 1853 مرات

من أحدث