نقد الذات

الإثنين, 09 حزيران/يونيو 2014 20:18
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

إننا كجيل حينما تولينا على عواتقنا مهمة صناعة التغيير أو هكذا كنا نحلم ونأمل حينما قررنا الخروج كشباب مضطلعين بمهمتنا التاريخية وفقاً لتلك القناعات التي حسمت معها كل الخيارات وتدافعت جموع الشعب بمختلف فئاته وشرائحه، في تلك اللحظات على طول المسار الذي لم ينتهي بعد وإن بدت تعريجاته في الانحاء مغمورة بالبؤس والتوحش لكنه فعلياً على الاقل لم تتحدد نهاياته ولم يسكن نبضه ولم يقبل الموت حتى هذه اللحظة فلازالت عوامل الحياة لديه متعددة ومواطن التولد فيه قائمة.

منذ تلك البدايات وصولاً الى اليوم وماهو تالياَ لم يكن هذا الجيل ولم يكن شباب التغيير ولا حتى غيرهم من الشباب وباقي الشعب مطالبين بالتوزع خلف النخب والجهويات الماضوية سياسية واجتماعية أياً كانت (القائمة قبل المطالبة بالتغيير ) ولم يكن عليهم وهم ينشدون التغيير أن يقبلوا الفرز على تلك الخارطة القاسية المنخورة والمعطوبة وطرفياتها الرثة، ربما كان عليهم أن يأتوا بترسيم حديث ينسجم فعلاً وبصدق مع شعار (التغيير) كمبدأ جمعي.

فقد كان الآحرى بهذا الجيل المتطلع للتغيير أن يتحلى بالشجاعة الكافية كجيل ليمضي نحو كسر تلك القواعد الناظمة لذلك الماضي الغشوم (أطره ، مصالحه، وعلاقاته) ويعلن الفكاك عنه كلياً كي تتعبد الطريق وتستوي أرضية البناء لصناعة تغيير حقيقي

ونستطيع أن نقول بأنه كان هناك قدراً من الارادة والصدق ومثله من السذاجة والحماقات و قصر النظر وبالمقابل كانت هناك أقدار من الكذب والتزييف والخديعة والاحتيال والانتهاز، وفي الوقت الذي لاتزال تلك المهام التاريخية المعنونة بالانتصار للتغيير حلماً ومهمة منظورة فلايزال التواقون من ابناء هذا الجيل معنيون بالمبادرة والاصرار يسبقهم الى ذلك قراءة التجربة ونقد الذات

قراءة 1972 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة