طباعة

تحية للجنوب

الأربعاء, 14 كانون2/يناير 2015 21:32
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تحية يستحقها الجنوب بأبنائه وفئاته كافة، ممتداً في إرثه التاريخي الانساني متجذراً في تجاربه الحضارية والسياسية المنتصرة للقيم والانسان وهو في محطته الخالدة... ذكرى (التسامح والتصالح) بعد ان جعل من جراحه ومآسيه خطوة توقف ومراجعة ليجعل منها العلاج كأرقى سلوك انساني نبيل.

مجتمع كهذا يستحق الاحترام لأنه كبح في ذاته نزوات التعالي عن الواقع وعن آثام التجارب، وهو حري ان يكون ولاداً بالحياة مؤهلاً للبناء والاعمار، وهو بذلك السلوك يكون قد تحلل من جرم الخطايا امام ذاته وغسل وخز الحادثات كأروع صورة للسلوك الانساني الذي عادة ما يغتمر بوهم الغلبة والخداع ليعبر محملاً بأوزار الرزايا ولعنات الدهور... ليصل منتهاه واقفاً امام منصات وموازين العدالة التي لا تغفل ولا تترك فيحيق المكر السيء بأهله.. بعد ان تغطرس وأمعن في تعاليه.

ان هذه التجربة لزاماً ان تؤخذ بعين الاعتبار من قبل ابناء الشعب اليمني عموماً وشعوب المنطقة والعالم.

فكم جراحات في الجسد اليمني المثخن بالتصدعات والخدوش تستوجب الترميم لنجعل من كل ذكرى وذكرى محطات تحول واعتذار.

كان ذلك وعلى الاقل واجباً منذ انطلاق مسيرة التغيير الشعبية السلمية مطلع العام 2011 إلا ان مخزوناً من المكابرة والعنت ما زال يقف حائلاً دون ذلك وإلا كنا قد قطعنا اشواطاً بنائية الى اليوم.

لا أكثر إيلاماً ووجعاً من تلك المكابرة التي تترك في وعي الجراح نزيفاً اضافياً وغبناً يتراكم بتقادم الزمن. ان جراحنا الوطنية النازفة كانت وما تزال بحاجة الى معالجات كهذه التي يجترحها نبلاء القوم منا وهم يمضون في ترسيخها لتأخذ مداها الى ابعد حضور، في حين ما يزال شذوذ البشر وسياط الجرم.. تشدهم أنفة زائفة ملعونة... لعنة تطارد كل وجود واعٍ فيهم فعساهم ان يستوعبوا قبل عقاب الايام.

قراءة 1826 مرات

من أحدث