طباعة

دمت القديمة.. حكاية جديدة بلغة الصحيفي

الأحد, 15 تشرين2/نوفمبر 2015 20:53 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

   ما إن لمحت رسالة مقتضبة للرفيق ابو ملهم  الصيادي عن استهداف الصحيفي والدكيني من شباب دمت على أيدي الحوافيش حتى ارتسمت أمامي صورة الشاب أحمد الصحيفي و كيف كان يرد علي ( ولا تقلق قدنا متعود ) حينما كنت احاول أثنائه عما كنت ارى فيه مغامرة  السفر ليلا خاصة في ظل ما تشهده البلد من انفلات أمني اثناء ثورة الشباب الشعبية السلمية ٢٠١١ وما تلاها وما هي إلا لحظات حتى استبان لي خبر ما تعرض له الرفاق باستشهاد أحمد الصحيفي وجرح حسين مثنى  الدكيني ليفتح استهدافهما وما تلاه أيضا من قصف عشوائي على أبناء دمت القديمة جراح غائرة لم ولن تندمل وعادت ذكريات آلام لم تطمرها السنيين لنفس اسرة ال الصحيفي ( والمنطقة دمت القديمة ).

عرفت الشهيد احمد محسن الصحيفي شابا مفعم بالحيوية والنشاط وممتلئ بأمل الشباب في مثل هذا العمر وشجاعتهم  ومغامراتهم صفات كانت مثار اعجابي رغم قلت الايام التي جمعتنا حيث كنّا نلتقي فيها بمناسبات قليلة كانت تجعلني أراه امامي في كل رحلة الى مطار صنعاء لاستقبال أو وداع لأخيه الأكبر منصر، ينتمي هذا الشاب الشهيد لأسرة عركتها الحياة  النضالية وصاحبة تضحيات وعطاء سخي في سبيل القضية الوطنية فقبل الشهيد احمد كانت هذه الاسرة المناضلة في أحداث المناطق الوسطى في سبعينات وثمانينات القرن الماضي قد قدمت  ( شهيد وشهيدة ) أشقاء للشهيد أحمد كما تعرضت أمه حينها  لإصابات بالغة جراء قصف همجي استهدف دمت القديمة آنذاك، كانت تضحيات تلك المدينة والاسرة وغيرها من الأسر القاطنة لهذه المدينة محل تقدير واحترام من مختلف قيادات العمل الوطني وقتها وما تزال ذاكرة هذه الاسرة المناضلة تختزل ذكريات جميلة عن نبل هامات كبيرة وتقديرها لتضحياتهم خلال استضافة جرحاهم للعلاج في عدن ومواقف لهامات كبيرة منهم الشهيد علي عنتر والشهيد صالح مصلح والشهيد جار الله عّمر وآخرين.

مثله مثل غيره من أبطال دمت استشرف الشهيد أحمد محسن الصحيفي ككل الشباب من أبطال دمت واجبهم في الدفاع عن الشرف والكرامة انطلاقا من  اهمية منطقتهم ورمزيتها الوطنية مستلهمين  ذلك من تاريخ نضالي كبير من خلال استذكار يومي لمسيرة شرف كانت تروى  بكل مشاعر  الاعتزاز والفخر  على مسامعهم  ممن سبقوهم  من آبائهم ومناضلي قراهم  ومناطقهم  تاريخ من المقاومة والبطولة والصمود والمجابهة الذي خاضته منطقتهم والدور الريادي لهذه البقعة  وابنائها في ذلك كمنطلق هام للكثير من الاعمال النضالية ومرتكزا اهم لادارتها واحتضان قادتها ورجالاتها من مختلف اليمن وما أكثرهم.

 كان هذا الرصيد كافيا وما يزال لشحذ همم الشباب من أنصار الحرية والتغيير الرافضين للتخلف القادم من جديد وكما ادرك والده وأقرانه من قبل واجبهم الوطني في سبيل المشروع الوطني والذود عنه ادرك احمد ومعه رفاقه نفس الواجب وظل ذلك هما وهدفا حتى بعد انهيار جبهة المقاومة بمديرية دمت  وهو الامر الذي لم تتقبله مليشيات الانقلاب ولن تغفره لهذه المنطقة وابنائها اذ سرعان ما اتجهت لتوجيه حملات عسكرية باتجاه مناطق هامة في دمت من ذات الرصيد النضالي الذي لا ينضب ومنها دمت القديمة والحقب وبيت اليزيدي وخاب وغيرها وباشرت في شنت حملات ملاحقة لعدد من أبطال المقاومة ورموزها كان ما تعرض له  الشهيد أحمد  ورفيقه حسين أحدى مترتبات ذلك المسلك الهمجي والمتجدد برغبة من الانتقام والنيل من المناوئين للانقلاب والمدافعين عن ارضهم وعرضهم  الامر الذي ينذر بتفجر الوضع من جديد، وعلى الرغم من الصدمة الكبيرة التي سببتها طريقة سقوط دمت للمقاومة وانصارها  ومن ورائهم الشرعية إلا أن صدمة الانقلابيين كانت وستبقى أكبر وهي تدرك أن لدمت قدرة المقاومة بالسلم كما هي بالحرب وأن أبنائها سيبقون على قيمهم ومبادئهم حاملين لمشاعل النضال بمشاعر الحرية والكرامة والرفض لكل مظاهر الاستبداد والتسلط والبطش مهما كانت ممارسات مليشيات الانقلاب والإمامة الغوغائية والتي يقع على السلطة الشرعية لازماً التحرك حيالها وبمصداقية وجد وبكل الوسائل المتاحة لدعم أبناء هذه المدينة وحمايتها وتجنيب أبنائها خطر الإحداثيات الخاطئة وعشوائية الحرب وجعل عملية اخراج المليشيات من دمت في سلم أولويات الحكومة للتحرير بأدوات الدولة الرسمية ولعل في ذلك مناسبة لها للاعتذار من هذه المنطقة جراء حالة الخذلان التي منيت بها من قبل.

الرحمة على شهداء دمت الميامين احمد الصحيفي وقايد محمد الحجاجي وغيرهم  من  الشهداء وخالص العزاء لذويهم والشفاء لكل الجرحى وتحيات الشرف والبطولة لكل أبناء هذه المنطقة وكل رجالات المقاومة الوطنية المدافعة عن قيم الدولة المدنية وسيادة القانون.

قراءة 3749 مرات

من أحدث اسعد عمر