الصراري: لن تنجح الحرب في انتاج معطيات تستدعي اجراء تعديلات في مخرجات الحوار الوطني مميز

  • الاشتراكي نت / خاص

الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2015 02:23
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

اكد الاستاذ علي الصراري عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ان السبب الحقيقي الذي يقف وراء قيام الحرب هو محاولة منع تحويل مخرجات الحوار الى واقع عملي.

واوضح في حوار اجراه معه شباب وشابات الحزب الاشتراكي اليمني عبر مجموعة في "الواتس اب" ان الحرب لن تنجح في انتاج معطيات جديدة تستدعي اجراء تعديلات جوهرية في مضامين مخرجات الحوار الوطني ، بل العكس هو الصحيح اذ ان الحرب اظهرت بصورة واضحة ان الحل امام اليمن لكي يخرج من دوامة الحروب وعدم الاستقرار ولكي يبني دولة قوية وتنمية مستدامة لا يمكن ان يتم الا من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

واجاب الناطق الرسمي للحزب الاشتراكي اليمني على اسئلة واستفسارات الشباب والتي طرحتها عليه الرفيقة عائشة متطرقا الى رؤية الحزب الاشتراكي اليمني لحل الأزمة وتفاعل الاطراف اليمنية والدولية، والمداخل والحلول لمعالجة الازمة وموقف القوى الدولية لإعادة اليمن الى طريق التطور السلمي، ونظرة الاشتراكي حول مستقبل اليمن والعديد من الموضوعات

نص الحوار

* ما هو تقييمكم للأحداث الجارية في اليمن؟

• للاسف الشديد انزلقت اليمن الى حرب داخلية شرسة ما تنفك ان تتحول اذا ما طال امدها الى حرب شاملة تتداخل فيها الدوافع الطائفية والجهوية والقبلية والشخصية الثأرية والانتقامية بالإضافة الى الطموحات المغامرة لدى المسكونيين بهوس الحكم والاستيلاء على السلطة كما ان استمرارها سيفضي الى تحول اليمن الى ساحة للصراع الاقليمي تتحكم بها التوجهات السعودية من جهة، والتوجهات الايرانية من جهة اخرى، وسيظل الباب مفتوحا لانخراط قوى اقليمية ودولية اخرى في الصراع مدفوعة برغبات واهواء ومصالح شتى.. على ان الصراع المسلح حتى هذه اللحظة لايزال يدور حول اهداف سياسية بين سلطة شرعية تصطف معها قوى داخلية وخارجية وقوى انقلابية تشكلت من تحالف الحوثيين وصالح وهي قوى تحمل ملامح واضحة ككتلة طائفية جغرافية تسعى الى احتكار السلطة والثروة لاستمرار السياق التاريخي للسيطرة على اليمن بعيدا عن اية تصورات عن سيادة نظام سياسي وطني ودولة وطنية حديثة يسودها القانون.. ومما يزيد الامر تعقيدا ان المشتبكين في الاعمال القتالية ينضوون تحت تشكيلات ميليشاوية مع فارق ان قوى المقاومة تخوض حربا دفاعية وهي في غالبها تعطي ولاءها للسلطة الشرعية التي يقف على رأسها الرئيس عبدربه منصور هادي والطرف الثاني يتكون من مليشيا الحوثيين وقوات للحرس الجمهوري والامن المركزي الموالية لعلي عبدالله صالح وبهذه الصفة غدت قوة ميليشاويه غير موالية للدولة، ولا تعمل تحت قيادة وزارة الدفاع الشرعية وخطورة هذا الطابع للقوى المتقاتلة انه يبقي الباب مفتوحا للتجييش الجهوي والقبلي وتسويغ الدوافع الطائفية للالتحاق بساحة الحرب الامر الذي سيذهب بالطابع السياسي للصراع ويحل الطابع الطائفي محله وشيئا فشيئا ستتسع الحرب الى كل مكان لتغدو شاملة واكثر توحشا.. في هذه المرحلة من الصراع نرى اهمية الوقوف الى جانب الشرعية بغض النظر عن الملاحظات على مكوناتها ورموزها الا انها هي المدخل لبقاء الدولة وادارة شؤون الناس ومصالحهم في اطارها، اما الطرف الاخر فانه لن ينجح في استعادة الدولة حتى بمفهومها التقليدي السابق وانما سيقود البلد الى الفوضى العارمة وفرض السيطرة بادوات متخلفة كالهيمنة الجهوية والسلالية والطائفية علاوة على انها ستضع اليمن في مجرى الصراع الاقليمي كساحة لحروب تجري بالوكالة..

* كيف تفاعلت الاطراف اليمنية والدولية مع رؤية الحزب لحل الازمة؟ وهل تم الترويج لها بشكل كاف على المستوى المحلي والخارجي؟

• على المستوى الداخلي التقت قيادة الحزب مع قيادات عدد من الاحزاب وقيادات عدد من منظمات المجتمع المدني وشرحت المبادرة وبينت اهدافها وكان التجاوب جيدا وقد توصلنا الى تكوين كتلة حزبية تعمل وفقا لمضمون المبادرة وتسعى لأنشاء كتلة سياسية اجتماعية اوسع تكافح من اجل ايقاف الحرب وتحقيق الاستقرار واستعادة العملية السياسية واستئناف تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والاستفتاء على مشروع الدستور وتهيئة شروط اقامة انتخابات عامة في اطار التوجه لإقامة الدولة الاتحادية الديمقراطية اما على المستوى الخارجي فقد جرى توزيع المبادرة على نطاق واسع اقليميا وعربيا ودوليا للدول والاحزاب والمنظمات بما فيها منظمة الامم المتحدة وكانت الردود ايجابية تشير الى واقعية المبادرة والى توافقها مع قرارات الشرعية الدولية واستلهام المصالح الحقيقية للشعب اليمني الى جانب اتسامها بالتوازن ومراعاة مطالب الاطراف المختلفة او ما هو شرعي منها ، وفي تقديرنا ان اي حل سياسي يمكن التوصل اليه لا يمكن ان يبتعد عن مضامين مبادرتنا.. لقد نشط كثير من قيادة الحزب ومن كوادره في توصيل المبادرة الى جميع المعنيين داخل البلد وخارجه وكذا شرحها والاستماع الى الملاحظات عليها..

* ماهي مسؤولية الحزب في المساهمة في حل الازمة، ومواجهة الاوضاع الانسانية المتردية وخاصة في عدن وتعز والضالع؟

• قام الحزب بدور سياسي كبير خلال الفترة الماضية وخاصة اثناء الحوارات السياسية التي سبقت انفجار المواجهات المسلحة بعد انقلاب 21 سبتمبر وفي حوارات الموفنبيك كان الحزب هو الطرف الوحيد الذي تقدم برؤى مكتوبة تمحورت حولها المناقشات وكان الاداء المتوازن والمرن الذي اتبعه ممثلو الحزب في الحوار مؤثرا الى درجة كبيرة واثناء ذلك ثبتنا اقرار الجميع بالمرجعيات الوطنية المتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وقرارات مجلس الامن ذات الصلة كما انتزعنا اقرارا بان الحل السياسي يجب ان يقوم على استعادة العملية السياسية والعودة لتنفيذ مهام المرحلة الانتقالية ومخرجات الحوار الوطني وتأكيد حق الشراكة الوطنية في القرار السياسي اثناء المرحلة الانتقالية وكان اداء الحزب محل تقدير المبعوث الاممي جمال بن عمر.. وكان تقديم الحزب لمبادرته السياسية بشأن ايقاف الحرب واستعادة العملية السياسية محل تقدير كبير لدى الاوساط السياسية داخل البلد وخارجها.. لا نزال حتى هذه اللحظة نمتلك القدرة على الاحتفاظ بتوازن ومرونة مواقفنا والتعامل مع موضوعات الازمة بموضوعية وواقعية وحسن تقدير لمصالح البلد وهذا الامر يجعل صوتنا مسموعا من قبل الجميع.. وبدون شك سنواصل هذا الدور في الفترة القادمة ما ان يوافق الجميع على العودة الى طاولة الحوار.. ولا يعني ما سبق ان مواقفنا محايدة بين اطراف الصراع فنحن نؤكد على ضرورة احتام الشرعية ولكن في الوقت نفسه نؤكد على اهمية معالجة سلبيات الفترة السابقة المتمثلة في ضعف مركز القرار السياسي الوطني والتخلي عن اسلوب اللعب على تناقضات مراكز القوى وهو الاسلوب الذي كرس استمرار نفوذها على حساب عملية التغيير وعلى حساب مصالح الشعب وفي جميع الاحوال لم تغب عن رؤانا اهمية توسيع دور القوى الجديدة الحاملة لمشروع التغيير وتقوية وجودها وتأثيرها وفي اخر لقاء جمعنا مع الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ طالبناه بان تعمل المنظمة الدولية من اجل تعزيز المركز السياسي لقوى التغيير ممثلة بالأحزاب الحديثة ومكونات المرأة والشباب والحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني في الحوار بين القوى السياسية بما يؤدي الى اخراج اليمن من هيمنة القوى التقليدية التي اوصلت البلد الى المأزق الذي وصلت اليه ولكن من دون استبعاد اي طرف او السماح بهيمنة طرف او تحالف لأطراف معينة.

اما بالنسبة للأوضاع الانسانية فأننا نركز عليها في اتصالاتنا بالأمم المتحدة وبالدول والمنظمات الاقليمية والدولية.. وكما تعلمون بان امكانياتنا شحيحة بحيث لا نستطيع تقديم مساعدات انسانية معتبرة ومع ذلك استطعنا جمع ادوية ومواد غذائية وارسلناها لرفاقنا في الضالع واذا توفرت لدينا اية امكانيات لن نتوانى عن تقديمها لمن يحتاجها ، كما اننا نهيب برفاقنا الناشطين في المنظمات الانسانية ذات الصلة بأعمال الاغاثة ان يضاعفوا جهودهم في متابعة وتقديم مواد الاغاثة لمستحقيها في كافة المدن والمناطق التي تعاني جراء المواجهات المسلحة.

* ماهي برأيكم متطلبات وعوامل انجاح حوار يخرج اليمن من هذه الازمة؟

• نعتقد بدون مواربة ان المدخل لمعالجة الازمة يبدأ من تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216 وهذا يستدعي الوقف الفوري للحرب الداخلية والخارجية والبدئ بانسحاب الجماعات المسلحة من المدن والمناطق التي دخلتها بالقوة واعادة اسلحة الدولة المستولى عليها من المليشيات والبدئ فورا باعادة تشكيل القوات المسلحة والامن على اسس وطنية وايكال مهمة حفظ الامن لها ومن ثم العودة الى طاولة الحوار بمشاركة كافة الاطراف والاتفاق على صيغة وطنية لمحاربة الارهاب تحت راية الدولة وبقيادتها ووضع حد لتدخل الرئيس السابق في ادارة القوات المسلحة والامن وتحريرهما من النفوذ العائلي ..ومن اجل ذلك فان الامم المتحدة مطالبة بدور اكبر واكثر حزما في متابعة تنفيذ القرار 2216 ووضع اليات لانسحاب الجماعات المسلحة وتنفيذ الاجراءات الامنية المطلوبة لانهاء حالة الحرب ومن ثم اتخاذ الترتيبات للعودة للحوار السياسي ونفس هذا الدور مطلوب ايضا من الدول والمنظمات الاقليمية والعربية ..

* هل يمكن لحزبنا ان يلعب دور وسيط لتقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف كونه يحظى باحترام من العديد منهم؟

• دور الوسيط هو دور الامم المتحدة وممثل امينها العام في اليمن اما الحزب الاشتراكي فانه طرف سياسي وطني لديه رؤيته وموقفه وبهذا لا يستطيع ان يلعب دور الوسيط لكنه برؤاه المتوازنة ومواقفه المرنة يلعب دورا مهما في تقديم المعالجات الموضوعية وايجاد القواسم المشتركة التي تشكل قاعدة الاتفاق والتوافق وفي تقديري ان حزبنا لعب هذا الدور بنجاح في السابق وعليه ان يستمر على ذات النهج في الفترة القادمة

* ماهو حجم التواصل بين قيادة الحزب واطرها الادنى وقواعدها لبحث الاحداث في اليمن وتكوين رؤية موحدة وفاعلة في رسم المستقبل؟

• هناك تواصل لا شك ولكن ليس بالمستوى الذي نتمناه خاصة في ظل الاوضاع القائمة في البلاد وكذا الاوضاع الخاصة بالحزب.. من الصعب عقد دورة اللجنة المركزية في هذه الظروف من اجل تشكيل الامانة العامة وفقا لقرارات المجلس الحزبي، على اننا في زمن ثورة الاتصالات وكل شيء يدور في الاوساط الحزبية يصل الى قيادة الحزب حتى هذه المجموعات عبر الواتس اب هي شكل من اشكال التواصل، معنى هذا انه لا توجد عزلة داخلية ومختلف الآراء تصل بصورة او اخرى ويجري استلهامها عند تحديد المواقف والرؤى.. ومع ذلك اشعر ان اجابتي ناقصة واحتاج ان اعود الى بقية الاخوة لمعرفة تفاصيل هذه الاتصالات التي يدخل ضمنها مراسلات وتقارير .

* ماهي نظرتكم الى مستقبل اليمن؟ والى اين تتجه الاوضاع الى الانفراج ام الى التأزم ومزيد من الاحتراب؟

• في تقديري ان مستقبل اليمن قد رسم بصورة واضحة في مخرجات الحوار الوطني وهنا لابد من التأكيد على حقيقتين الاولى: ان اليمن غدا من المستحيل ان يدار بوسائل الماضي وطرقه وفي ظل نفس النظام وهيمنة نفس القوى، لم يعد بإمكان اليمن ان يستمر كدولة باستمرار هيمنت نفس القوى ولهذا فان التغيير صار خيارا حتميا يستوعب تحويل الدولة اليمنية الى دولة شراكة وطنية تقوم على اسس اتحادية وتدار بوسائل ديمقراطية. والثانية: ان الاهتمام الدولي بأوضاع اليمن تعزز بصورة كبيرة ولا تستطيع المصالح الدولية ومقتضيات السلم الدولي والاقليمي تقبل بسقوط اليمن في اتون الفوضى اضف الى هذا ان حاجة الشعب اليمني الى الاستقرار والنمو لتدبير معيشة 25 مليون انسان تتطابق مع المعطيات الدولية والاقليمية في الحفاظ على كيان الدولة اليمنية ولكن على اسس جديدة، على ان الحرب التي نشهدها في الوقت الراهن جاءت كمحاولة من بعض القوى التقليدية لمنع هذا التغيير وللاستئثار بالحاضر كما استأثرت بالماضي لكن هذا لم يعد ممكنا ويتضح الان ان القوى الدولية والاقليمية يمكن ان تتدخل بوسائل سياسية وغير سياسية لإعادة اليمن الى طريق التطور السلمي وطبعا هذا ليس حبا باليمنيين ولكن لأنه يتوافق مع مصالحها في تأمين طريق الملاحة الدولية المحاذي لليمن والذي تمر منه نسبة 30 % من التجارة الدولية بالإضافة الى قرب اليمن من منطقة المصالح النفطية الكبرى بما يفرضه ذلك من الحاجة الى استقرارها ووجود دولة مسؤولة تسيطر عليها، ومن حسن حظ الشعب اليمني ان المجتمع الدولي موحد حول قضايا اليمن عكس الحال القائم في مناطق اخرى من العالم وهذه الحقائق تقوي الثقة بمستقبل امن ومستقر للبلد، اما الاحتراب القائم فهو رهن بكسر شوكة القوى المغامرة ووقف اندفاعها نحو استخدام السلاح كوسيلة لتحقيق اهدافها السياسية واجبارها على القبول بالحلول السياسية السلمية كسبيل وحيد للاستقرار والتعايش، غير ان هذا يتطلب عدم السماح بإطالة امد الحرب كي لا ينفلت زمام الامور وتغدو الحلول السلمية بعيدة المنال .

* هل لاتزال مخرجات الحوار الوطني قابلة للتنفيذ؟ وماهي الجوانب التي بحاجة الى التعديل او التصحيح وفقا لمعطيات الراهن؟

• السبب الحقيقي الذي يقف وراء قيام هذه الحرب هو محاولة منع تحويل مخرجات الحوار الى واقع عملي، وعلى الرغم من ذلك لم تنجح الحرب في انتاج معطيات جديدة تستدعي اجراء تعديلات جوهرية في مضامين مخرجات الحوار الوطني ، بل العكس هو الصحيح اذ ان الحرب اظهرت بصورة واضحة ان الحل امام اليمن لكي يخرج من دوامة الحروب وعدم الاستقرار ولكي يبني دولة قوية وتنمية مستدامة لايمكن ان يتم الا من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وعلى وجه الخصوص بناء الدولة الاتحادية وتطبيق قانون حقيقي للعدالة الاننقالية وكذا تطبيق الحل العادل للقضية الجنوبية كما تظمنتها جميعا وثيقة الحوار الوطني .

* الا ترون اننا بحاجة لمزيد من الفعل الايجابي على المستويين المحلي والدولي لتفعيل دور الحزب في رسم مستقبل اليمن وتوسيع دائرة المتعاطين مع مواقفه البناءة تجاه يمن ديمقراطي امن ومستقر؟

• بدون شك نحتاج لذلك وعلى جميع قيادات واعضاء الحزب ان لا يتوانوا في بذل جهود مثابرة على هذا الصعيد بالرغم من ان الحرب دفعت العمل السياسي الى المرتبة الثانية ووجهت الانشغال العام داخليا وخارجيا نحو الحرب وما تفرزه من معطيات مأساوية على الارض تطرح معالجاتها كأولوية تتقدم على ما عداها .

* هل ترون ان الاحداث الراهنة ستعيد تشكيل الخارطة السياسية ؟ وماهي استعدادات الحزب للتعامل مع هكذا تحدي؟

• من غير المتوقع ان تحدث تغييرات جوهرية على خارطة القوى السياسية فجميع القوى تقريبا ستحتفظ بوجودها على ارضية العمل السياسي مع احتمال حدوث تعديلات في ادوارها واحجامها وتغيير في بعض رموزها ويعد المؤتمر الشعبي الاكثر ترشيحا لهذا النوع من التغييرات لأنه هو الاكثر تشظيا في الوضع القائم كما ان حجم انصار الله سيعود الى حدوده الطبيعية بديلا لطموحهم في الاستئثار بالسلطة وتصدر قيادة البلد، وتحمل المؤشرات تنامي حظ الحراك الجنوبي في تبوء موقع متقدم في العملية السياسية، كما ان الحرب افرزت قوة جديدة الى الساحة ممثلة بقوى المقاومة الشعبية التي ينبغي ان تتحول الى قوة سياسية تعمل بوسائل سياسية بدلا عن السلاح. اما بالنسبة لكيفية استعداد الحزب لمواجهة هذه التحديات ففي تقديري ان الرؤى المتوازنة والمواقف المرنة التي طالما انتهجها هي استعداد مبكر للقيام بأدواره القادمة ففي جميع الاحوال سيظل الحزب الاشتراكي الاكثر قدرة على ابتداع الحلول الواقعية والاكثر قدرة على الجمع بين اقتراح المعالجات لمشكلات البلد وطرح الرؤى والتوجهات المفضية الى التغيير .

في الاخير احب ان اشير الى التصريح الصادر عن رياض ياسين الذي وصف فيه الامين العام للحزب بعضو وفد الحوثيين في مشاورات جنيف، واقول هنا ان رياض ياسين غير امين وعدائي لان الامين العام ذهب بدعوة رسمية من الامين العام للأمم المتحدة باعتباره ممثلا لمكون سياسي رئيسي مستقل وحمل معه رؤية الحزب ومقترحاته لمعالجة نتائج الحرب والازمة لكن رياض ياسين يتجاهل هذا عمدا بسابق اصرار على التشهير بالحزب لدوافع شخصية غير شريفة وليست المرة الاولى التي تصدر عنه مثل هذه التصريحات السيئة والغبية ومن المؤسف ان بعض الرفاق تعامل مع كلام رياض ياسين ببراءة دونما انتباه لسوء نواياه كواحد من اولئك الذين يعتقدون ان حصولهم على دور سياسي لا يتحقق الا بإزاحة الحزب الاشتراكي والحلول محله لكن هنالك من هو اشطر من هذا الغبي فشل في الغاء وجود الحزب او مصادرة دوره.

اتمنى لكم التوفيق ايها الرفاق وسنمضي معا على درب الكفاح لإنجاز المشروع السياسي الوطني غير ابهين بالنكرات الطارئين على مسرح التاريخ السياسي الوطني.. وشكرا لكم

قراءة 11076 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة