الاشتراكي في مرمى قوى الثورة المضادة مميز

السبت, 02 تموز/يوليو 2016 22:04 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إذا أردنا أن نتحدث عن الحزب الاشتراكي، وما يتعرض له من محاولات شق وتفريخ، فعلينا أن نعرف عن ماذا نتحدث؟

لكن قبل ذلك، طالما والحديث يجب أن يمتد ليشمل المخلوع صالح، فعلينا أن نعرف لماذا نتحدث؟

بالنسبة لصالح فالحزب الاشتراكي ليس مجرد حزب يقف على الضد من انقلاب هندسه الرجل برغبة من يريد الانتقام من شعب كامل. وبالطبع الحديث عن الرغبة في الانتقام هنا ليس حديثا في علم النفس كما قد يُفهم، بل حديثا في قلب السياسة والصراع الدائر، طالما والحديث عن سلطة شبه مسلوبة بفعل ثورة فبراير الشعبية وأيضا مصالح أصبحت مهددة وقد تنهار في أي لحظة كنتيجة لنفس السبب. هكذا أصبح الانتقام حربا شنها صالح بمعية الحوثي لإعطاء اليمنيين درسا في معنى عواقب الخروج في ثورة. الدرس بالضرورة يشمل تحويل المجتمع إلى مليشيات تتقاتل بدون هدف، لتصبح الفوضى سيدة الموقف.

من البداية جاهد صالح على تصوير المعركة وكأنها مع حزب الإصلاح وحده (الإخوان المسلمين في اليمن). هو بهذا أصبح مستفيدا من تراجع المد الثوري الذي بدأ في مصر وتونس وفشل الثورة في سوريا وتحولها إلى حرب في ليبيا. لا يمكننا فهم الأمر خارج هذا الترابط المعقد.

وكتطبيق عملي لهذه السياسية، ظهر صالح وكأنه في موقع من هادن قطاعات شعبية واسعة نجح قليلا أو كثيرا في تحييدها، وكان يراهن أيضا أنه قد هادن الاشتراكي مع الحرص على أن تكون أصوات أولئك الذين زرعتهم أجهزته الأمنية داخل بنية الحزب قديما وحديثا عالية وطاغية في مواجهة الأصوات الأخرى.

 استدعى صالح جماعة الحوثي إلى مسرح الأحداث ليقود ثورته المضادة، وليضمن شيء آخر: الاحتراب على أساس طائفي من أجل فتح المجال على أوسع أبوابه للفوضى، وأيضا لإظهار نفسه في موقع الوحيد القادر على محاربة الإرهاب. دائما ما اعتاد صياغة سياسته الداخلية بما يتواءم مع أجندة الغرب. فهو عند وصوله إلى السلطة تحالف مع الإسلاميين لمحاربة الشيوعية وكسب المعركة، وعندما توجب عليه مغادرة السلطة، تحالف مع الزيدية السياسية لمحاربة الدواعش ويعتقد أن سوف يكسب المعركة وإذا خسر فلصالح الفوضى التي ستجعل الجميع خاسرا وفي المقدمة الشعب الذي أنتفض وثار ضد سلطته. هذا مختصر الحديث عن صالح.

أما الحديث عن الاشتراكي فيأخذ مستويات عدة، أبرزها أن الاشتراكي وان كان لا يزال يعول على الحل السياسي فهو بالمقابل قد حسم خياره في دعم الشرعية الدستورية ورمى بثقله السياسي والوطني خلف شرعية هادي. وهو الخيار الذي يفرض على الاشتراكي التفاعل مع كل المسارات التي من شأنها أن تنهي الانقلاب وتعيد الدولة المخطوفة.

هنا تبدو فرص الثورة المضادة تتضاءل، كما هو شأن فرص الفوضى التي حضرت كبديل. فالاشتراكي كان ولا يزال حاملا للمشروع الوطني، ورغم كل الظروف التي عاشتها وأثرت على نشاطه وتماسكه التنظيمي، إلا أنه ظل حارسا أمينا لتضحيات عزيزة بذلت في سبيل ان يكون لليمنيين دولة العدالة والمواطنة المتساوية.

 أراد صالح أن يصنع خصوم على شاكلته، وربما أردأ حتى يضع الشعب وسط خيارات كلها سيئة. والآن يبدو رهانه هذا قد سقط أو في طريقه للتلاشي.

علينا أن نفهم، أن أية مساحة ارتباك داخل الحزب الاشتراكي بالضرورة سوف تصب في خدمة صالح وثورته المضادة، وأي وضوح ـ بالمقابل ـ حول المسار الذي يجب أن يتخذه الحزب واقتران ذلك بخطوات عملية، فهذا ما يجب أن يجن جنون الرجل لأجله. وبسبب ذلك ها هو يطلق العنان لمخبريه ليعبثوا ما يحلوا لهم في محاولة لتصدير الثورة المضادة إلى داخل الحزب.

في ظل التعقيدات القائمة، يبدو أن الاشتراكي هو الحزب الوحيد تقريبا على الساحة الوطنية من يمتلك مفاتيح تغيير اللعبة. وهذي هي التفصيلة الأهم. أي نزع الصيغ المستعارة والفاعلة بعض الشيء في الصراع القائم، وإحلال صيغة الصراع الحقيقي بما هو صراع اقتصادي اجتماعي يأتي امتداد لما بدأته ثورة فبراير. وعلى الحزب ألا يكتفي باتخاذ المواقف الصحيحة بل أن يشرع فورا بخطوات عملية نحو تنظيم قوى الثورة والمقاومة وتوجيهها نحو الهدف مباشرة. بهذا سوف يستلهم الاشتراكي تاريخه النضالي والوطني ولن يخيب ظن من ترعبهم وضوح الرؤية لديه.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 2650 مرات آخر تعديل على الأحد, 10 تموز/يوليو 2016 21:08

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة