إنه صراع إجتماعي وليس اصطراع بنى فوقية

الثلاثاء, 18 تشرين1/أكتوير 2016 20:49 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تذهب بعض الكتابات إلى النظر إلى الصراع الراهن نظرة فوقية ومن منظور مثالي ولأن الرؤية المثالية كما يقول رائي اليمن الكبير عبد الله البردوني "تشاهد الواقع من نقطة عالية فتشمل كل اغواره و أبعاده بمثالية النظرة" فهي تراه "اصطراع بنى فوقية" لا صراعا اجتماعيا بين ظالمين و مظلومين بين أقلية حاكمة مستبِدة وبين غالبية شعبية مستبَدة ولذلك تحاول تنميط وتسطيح الصراع الجاري واختزاله إلى مجرد " إنقلاب " و اصطراع بنى فوقية في رؤية جزئية للواقع بحيث لا ترى من المشهد العام إلا  "شرعية و إنقلاب" ولأنها كذلك فهي تجنح إلى الاعتقاد بأن حل الأزمة الناجع يكمن في اتفاق تلك الأطراف "الشرعية و الانقلاب" سواء فوق الطاولة أو تحتها وبمباركة إقليمية ودولية يفضي إلى إعادة اقتسام السلطة وفق ميزان القوة الجديدة. وبهذا الصدد يقول الصحفي المتميز خالد عبد الهادي: " اختزال القضية اليمنية إلى "شرعية وانقلاب" ينزع عنها جوهرها ويحتويها بالتنميط الجاهز ويحجب مضامينها الأصيلة لمصلحة أحد أوجهها, فهو يستبدل واجهة القضية بخلفيتها؛ بدفعه لجزئية الانقلاب السياسي إلى الواجهة وإعادة القضايا التي كللها الانقلاب إلى الخلف فيترتب عن ذلك إغفال سياسات التهجير ومصادرة الملكية الخاصة والقتل الجماعي وتدمير العلاقات الأهلية وقواعد السلم الاجتماعي وتجريد أضخم اعتداء على الشعب بغية إجباره على التسليم بحق قتلته في التسلط والهيمنة.

لذا لن يكون مفاجئاً أن الحلول المطروحة لمعالجة الانقلاب بما فيها الواردة في قرارات مجلس الأمن قد تنهي مظاهره الرئيسة وتضمن أمن الجوار وتعيد تقسيم السلطة بأحجام جديدة في حال تنفيذها كلية, لكنها لن تعالج جذور المعضلة ولن تزيح أعداء الشعب من طريق مستقبله.

ومجدداً, يبرهن استخلاص مثل هذا على أن الحل الحقيقي معقود بسواعد اليمنيين."

 في تقديري ان تلك الكتابات تفتقر إلى الموضوعية وإلى البعد الشمولي في رؤية الواقع لأنها لا ترى أن هناك شعب هو الطرف الأول والأخير في هذا الصراع وهو الحاضر الأبرز على الأرض وهناك قضية وطنية يمنية هي أم القضايا التي خرج لأجلها الشعب في ثورة شعبية عارمة العام 2011، وقدم خلالها التضحيات الجسام ، ولازال حتى اليوم يروي مجراها التاريخي بالدماء ويطبعه بطابع نضاله وتضحياته ومطالبه في الحرية واستكمال مهام ثورته في حل تلك القضية الوطنية التي تقف على رأسها قضية بناء الدولة الجديدة بشكلها الاتحادي الذي بات شرطا موضوعيا حتميا لا ذاتيا فرضته وقائع الحرب الراهنة.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 1242 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة