الضالع نموذج مشرق.. وخذلان رسمي مستمر

الأربعاء, 26 تموز/يوليو 2017 23:23 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حين اجتاحت مليشيات صالح والحوثي المحافظات اليمنية، المحافظة تلو الأخرى وصولاً إلى عدن العاصمة المؤقتة ،ومغادرة الرئيس الشرعي للبلاد، هنالك زُلزل اليمنيون زلزالاً شديداً، وبلغت قلوبهم الحناجر وخيم الإحباط واليأس على الجميع، وساد الإعتقاد بأن أمر البلد برمته سيؤول حتماً إلى يد الحركة الحوثية المليشياوية واجهة الثورة المضادة، والقوة التي لا تقهر( على حد زعم الدعاية الانقلابية حينها )، وحتى بعد مرور شهرين على التدخل العربي العسكري الجوي ظل ذلك الاعتقاد سائدا لعدم بروز أية مؤشرات في مجرى الأحداث الواقعي توحي بإمكانية حدوث تغير في ميزان القوة على الأرض والذي كان مختلاً، ويميل بدرجة كبيرة لصالح مليشيات صالح والحوثي. وسط ذلك المناخ من اليأس والإحباط العام كان للضالع كلمة أخرى، فما أن هَلّ شهر أيار /مايو 2015م حتى هَلّت معه أولى الإنتصارات الشعبية، حيث تتمكن مقاومة الضالع الشعبية الباسلة وبوقت قياسي من توجيه أولى الضربات الموجعة إلى جسد المليشيات الانقلابية ملحقة بها أول هزيمة عسكرية ونفسية، وتسقط معها خرافة القوة التي لا تقهر، وكان لتلك الهزيمة  الأثر الحاسم في توالي الهزائم والانكسارات المتلاحقة في صفوف المليشيات الانقلابية في بقية المحافظات الجنوبية الأخرى، وفي جانب آخر رفعت الضالع بذلك الإنتصار المذهل معنويات اليمنيين مجدداً بعد أن كانت قد وصلت إلى الحضيض. وأعادت لهم الاعتبار وللسلطة الشرعية ( كأول محافظة تعود إلى حضن الشرعية بحسب ذلك التصريح الشهير لمحافظ الضالع في حينه )، بل وحفظت للتحالف العربي ماء وجه أمام العالم، حيث مهدت له الطريق لإنزال قواته على أرض الجنوب والتمكن لاحقاً من المساهمة في تحرير عدن وبقية المحافظات الجنوبية من قبضة مليشيات صالح والحوثي.

وبعد أن انتزعت الضالع لنفسها وعن جدارة واستحقاق لقب النموذج أو "الامثولة"( بحسب وصف الدكتور معن دماج ) شرعت في خوض معركة أخرى هي معركة استعادة الدولة متطلعة إلى أن تصبح نموذجاً أيضا في هذا الميدان ، كما كانت نموذجاً في المقاومة الشعبية والانتصار، ويبدو أن الأمل كان يحذو قيادة محافظة الضالع بأن السلطة الشرعية وانطلاقاً من مسئوليتها التاريخية واتساقا مع خطاباتها حول ضرورة استعادة الدولة سوف تولي هذه المحافظة النموذجية في مقاومة الإنقلاب الاهتمام، الرعاية،  والدعم من أجل الانتصار في تلكم المعركة الكبرى ولكن بدلاً من ذلك كان ولايزال الخذلان المستمر والتجاهل الغير مبرر، بل والمعتمد هو العنوان الأبرز في تعامل السلطة الشرعية مع متطلبات إعادة بناء الدولة في محافظة الضالع.

هذا الموقف الرسمي الذي لا يجد المتابع له تفسيرا إلا بأن هناك توجه رغبوي داخل السلطة الشرعية يسعى إلى وئد هذا النموذج المشرق عوضاً عن الاعتناء به وتطويره.

قراءة 4369 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة