أخـــر الأخبــــار

 

هل خطاب الرئيس خطوة لاسترداد اليمن؟!

الإثنين, 05 أيار 2014 20:54
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

كان الطابع العام لخطاب الأخ / عبد ربه منصور هادي  رئيس الجمهورية أمام قادة الشرطة يوم الثلاثاء 29/4/2014 متسم بالشكوىالموزعة على أكثر من اتجاه وأبرز مافيها قوله أن 70% من عناصرالقاعدة في اليمن هم من غير اليمنيين تماما مثل كون  القاعدة والجماعات التكفيرية والمسلحة في سوريا من غير السوريين وهذان المثالان دليل من أدلة  امتداد المشروع الإمبريالي الصهيوني الذي اختطف الدين من خلال اختطاف عقول المحسوبين عليه  وتجنيدهم لخدمة مشاريعه التي يعتبر استثمار الحروب والعنف بكل صوره أحد أساليبها  في المنطقة  والغريب ان هذه الجماعات تُستخدم ثم تُستخدم انظمة استبدادية للقضاء عليها تحت مسمى الحرب على الإرهاب ومع ذلك نراها ماضية  في هذه الدائرة بوعي منها أو بدون وعي ونشاهد عباقرة السلطة والمعارضة في غير مابلد تتسابق للتباهي بكونها شريك أمريكا في الحرب على الإرهاب  أي أنها شريك صانع الإرهاب في محاربته وربما في صناعته !،

وعودة إلى خطاب الرئيس هادي نقول برغم تحفظات الناس العديدة في اليمن على بعض مضامينه  من مثل قولهم انه يعكس استمرار التظليل السياسي والإعلامي لتغطية عجز السلطة والحكومة عن إدارة البلاد وإخراجها مما تعانيه من أزمات بسبب حجم الفساد وسوء الإدارة وانعدام الرغبة في التغيير ومن يذهب إلى القول بأن مهمة السلطة القائمة  تتجه بوضوح لإعادة إنتاج النظام الفاسد الذي مازال ممسكا بمفاصل السلطة ،

برغم كل التحفظات على الخطاب فإني مع من يرى  أنه قد احتوى على  نبرة فيها بعض صدق في الإحساس بخطورة الأوضاع الأمنية  في اليمن ونحن معه في نبرة الصدق هذه  ولكننا نرى أن الخطاب لا يكفي بل لابد أن يكون بداية خطوات عملية تعبر عن مصداقية الإحساس بالمسؤولية تجاه هذه الأوضاع  قبل أن تتفجر بصورة يصعب التحكم في مآلاتها مع يقيننا من أن مجموعة كبيرة من المجتمع الدولي  تبدو حريصة كل الحرص على أمن اليمن واستقراره ووحدته أو على الأقل هذا هو الطابع العام  لكثير من تصريحاتهاوهو بالتأكيد حرص على مصالح تلك الدول  التي  لاشك تتضرر من  تفجر الأوضاع في اليمن ، ما يعني أن هناك فرصة تاريخية  أمام اليمنيين  ليكونوا أصحاب قرار في  وطنهم أو على الأقل شركاء فعليين في صنع القرار وليسوا مجرد وكلاء لتنفيذ مشاريع  في الغالب لا يدركون أبعادها وأحيانا وكلاء من الدرجة الثالثة  كل من يمد لليمن يد الصداقة أو يدعي أنه من أصدقاء اليمن  يجب أن نتعامل معه بصدق ويجب أن يكون هناك اصطفاف وطني حول مشروع وطني واضح لإرادة اليمنيين دور واضح في صنعه !،

 الرئيس هادي لاشك في وضع صعب لكنه بحاجة لمن  يهدي إليه عيوبه لا من ينافقه فيورطه كما تورط من قبله لعدة عوامل أهمها الغرور وعدم الإحساس بحجم المسؤولية التي تقع عليه  الرئيس هادي بحاجة لمن يذكره بأنه بشر يخطئ ويصيب ويبين له إذا أخطأ أين الخطأ وإن أصاب أين أصاب وأن المسؤولية التي يتحملها بحكم الظرف التاريخي تلقي عليه أعباء كبيرة لا يخففه عنه سوى الإدراك أن اليمن هي ملك كل اليمنيين وأن عليه أن يفسح المجال للجميع في صنع مستقبلهم وأن لا يستجيب للعصابات المشاركة في الحكم لأنها مسؤولة عن الأوضاع المتردية التي  أوصلت اليمن إلى ما وصلت إليه !،

 كل شاغل سلطة عامة في هذا البلد بالذات يستحق التعاطف معه ومساندته ومؤازرته بشرط واحد هو أن يكون أي شاغل هذه الوظيفة قائم بواجباته على الوجه المطلوب منه قانوناً وقادر على تحديد الدور الذي يطلب من المجتمع مساندته فيه مع تحديد الخطوات التي قام بها بدقة ومسؤولية فحجم مسؤولية من هو في السلطة وبخاصة في الموقع الأول  وبصورة أكثر خصوصية  إن كان  يفهم كل شيىء كما قال الرئيس لا يمكن مساواتها مع حجم مسؤولية من هوخارج السلطة وليس في موقع إصدار القرار مع أن جوهر الديمقراطية الحقيقية يفترض أن تؤدي  إلى هدفين رئيسيين التداول السلمي للسلطة والمشاركة في صنع القرار   لذلك رأينا كيف أن من لديهم إحساس  بالمسؤولية في دول العالم لايترددوا إطلاقا عن تقديم استقالاتهم مع الاعتذارللمجتمع وأحيانا يقدموا للمحاكمة عند ثبوت ارتكابهم لما يمس مسؤوليتهم التقصيرية أو العقدية أولاي سبب من الأسباب ، هذا في الدول التي تحترم فيها الحقوق وتصان الوظيفة العامة والمال العام  ولدى  الشخصيات التي تحترم نفسها وتقدر تبعات مسؤولية الوظيفة العامة القانونية والأخلاقية،

وهنا أحب أن الفت عناية الأخ الرئيس أن جزئية بسيطة مما تضمنه خطاب الشكوى  الهام يوم 29/ 4/ 2014وهي تصريحه بحجم الأجانب في القاعدة باليمن هذه الجزئية  كانت ولاتزال تتوجب على المسؤولين في اليمن بدأً بالأخ الرئيس وكل من يتولى مسؤولية أمنية أودفاعية سرعة اتخاذ الإجراءاتلتشخيص المشكلة بدقة وبحث أسبابها وظروفها والداعمين لها من عناصرالإرهاب والتخريب داخل اليمن وخارجه كما يتطلبعلى وجه الدقة سرعة التحقيق عن بدايات هذه القضية ومن فتح المجال لدخول عناصر القاعدة إلى اليمن ومن يمولهم بالمال والسلاح سواء من عناصر النظام في اليمن أو الدول والجهات الأجنبية  وهل توقف تدفق هذه العناصرأم لا المسألة لا تنتهي عند مجرد خطاب يتضمن إشارات ديبلوماسية ،

اليمنيون لم يعودوا بحاجة إلى إشارات نحو الدول أوالعنا صر الداعمة للإرهاب  في اليمن وفي أكثر من مكان في العالم ، الحاجة صارت ملحة لقرارات ومواقف جادة بالفعل بعد التحقيق بشأن كافة ملابسات هذه القضية كيف بدأت ومن حول اليمن الى مكب نفايات لبعض  المواد السامة  والعناصر الإرهابية المصدرة  من بعض دول الجوار وفي المقدمة السعودية  وغير الجوار ومتى بدأت مسيرة تحويل اليمن إلى مركز لما يسمى القاعدة في جزيرة العرب و مركز من أخطر مراكز الإرهاب في المنطقة وماهي متطلبات الحرب الجادة على الارهاب أن كان هناك فعلاً حرب جادة وما مدى صحة استخدام هذا الملف كوسيلة للابتزاز السياسي من قبل بعض القوى داخل السلطة ومدى امكانية اليمنيين في امتلاك ولو جزء من قرارهم السياسي وعدم قبول الابتزاز من الأطراف الاقليمية والدولية الذي وصل إلى حد الارتهان الكلي للخارج وجعل اليمن في مهب تجاذبات المحاور التافهة !،

ليس من  مصلحة اليمن أن تستجيب لأي طرف اقليمي أو دولي للانجرار وراء سياسات المحاور ولعبة الشحن  الطائفي ؛

فالأمن والعدل والاقتصاد وكل ما يرتبطبها من أهم عناصر ومفردات الأمن القومي اليمني ولذلك لا ينبغي أن تخضع للارتهان والمساومةأو المحاصصة الحزبية ومن قبل أحزاب هي أقرب للعصابات منها إلى الأحزاب !،

لأن مشروعيتها إنما تستمدها من بعض السفارات وتراهن على الخارج وليس على الشعب ولأنها ببساطة تتحدث عن الديمقراطية والوطنية ولاتمارسها داخل أحزابها !،

لقد بلغت الجرأة بأحد الدبلوماسيين أن يطلب من رئيس الجمهورية رسمياً أن يستمر في جعل اليمن  مكب لسموم عصابات الإرهاب حين طلب من الرئيس عودة (250) من مقاتلي بلاده  في سوريا  إلى اليمن   وقال الرئيس لعنة الله على من يرضى بهذا وبهذا القسم النبيل أثبت لي شخصياً على الأقل  أنه عبد ربه منصور هادي وليس عبد ربه صالح هادي كما كنت وصفته في مقال عنوانه عبد ربه صالح هادي الذي نشر في صحيفة الشارع ،وقد تناقلت بعض المصادر وأكد جانب واسع من الرأي العام اليمني أن هذا الطلب جاء من السعودية !،

نعم قسم نبيل إذا تبعته أفعال تدل على مصداقية من أطلقه  وحينها يستحق التحية والشكر ولو أنه لا شكر على فعل الواجب وخطاب الرئيس  من أقل واجبات من يتحمل المسؤولية !،

إنني كنت ولازلت أعتقد أن لدى اليمن فرصة تاريخية مهمة لتكون دولة مستقلة توازن بين المصلحة الوطنية والمصالح الاقليمية والدولية إذا ما أتقنت لعبة حفظ التوازن التي تتناسب مع موقع اليمن الجيوسياسي وأهم أدوات إتقان هذه اللعبة  هو الصدق في التعامل وليس اللعب على حبل الكذب الذي ليس من الدين ولا من السياسة الشريفة  في شيء لأن مقولة أن السياسة كلها نجاسة وكذب وخداع  ليست سوى مفهوم خاطئ للمقولة المنسوبة لميكا فيلي الغاية تبرر الوسيلة فهي مقولة بترت من سياقها الفكري والفلسفي  لتصبح مقولة تروج لدعم نهج الإفساد المنظف وتفسح المجال ليكون من يمارس السياسة هم أرذل الناس !!! . 

نقلا عن صحيفة "التجمع"

قراءة 1358 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة