بدأ المزاد العلني الذي لم يعد يجد الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية واتحاد نقابات العاصمة صنعاء حرجاً فيه بعد خذلانه وصمته المخزي والمعيب منذ شهر سبتمبر الماضي، وانقطاع رواتب موظفي الدولة؛ وقبلها بشهور إيقاف جميع الصرفيات والنفقات ماعدا الرواتب؛ وكل هذا وذاك واتحاد نقابات عمال الجمهورية يغط في سباته المشهود له به ..!! ويسجل بصمته الخزي والعار الذي سيظل يلاحقه.
المثير في الموضوع صدور عدة بيانات من الاتحاد تلتها عدة وقفات احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة؛ والشيء المضحك أن كل البيانات التي صدرت كانت مزمنة وتضمنت مدة لا تتحاوز الأسبوعين في أغلبها في حال لم تنفذ المطالب بصرف رواتب موظفي الدولة، وضمان استمرارها وبشكل منتظم، وبأنه سيتم التصعيد واتخاذ الخطوات التصعيدية اللازمة في حال لم يتم التعاطي بجدية مع حقوق موظفي الدولة..!!
وفي الوقت الذي ظل الاتحاد يكمم أفواه النقابيين الأحرار، ويقيد أيديهم عن المطالبة بحقوق الموظفين والعاملين؛ كان موقفه لا يفرق أبداً عن موقف من اقتادوا النقابيين والموظفين واعتقلوهم، وفضوا الاعتصامات وأرهبوا الموظفين وبذلوا قصارى جهدهم لمحاربة العمل النقابي خلال الأشهر الماضية، وفي الوقت الذي وجدنا الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن يجسد الخذلان للقيادات النقابية ولموظفي الدولة .. لم نجد أي موقف مشرف منه تجاه ما تعرض له ولازال بعض القيادات النقابية؛ نجده يتجنب إصدار بيانات تضامن وتأييد؛ وكان يجد من وجهة نظره بأن كل ما يقوم به هو حفاظاً على العاصمة اليمنية صنعاء.
لم نجد الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية واتحاد العاصمة صنعاء سوى بظهورهم في شاشات التلفاز؛ وأخبار لقاءاتهم مع ممثلي حكومات الجمهورية اليمنية ولقاءاتهم مع ممثلي الأمم المتحدة.. وفي كل مرة نجد منهم بيانات ومطالبات بوقفات وأثناء الوقفات الاحتجاجية يتسابقون كعادتهم للظهور الإعلامي والمقابلات التلفزيونية؛ وتجد المتحدثين البارعين منهم يتهمون ويخونون القيادات النقابية التي لا تشارك بوقفة يجدونها من وجهة نظرهم انتصاراً للعمل النقابي دون سواها ؛ والشيء المثير للاشمئزاز أن اتهامات تطال القيادات النقابية الذين تخاذل الاتحاد معهم ولم تجد منهم حتى بيان هزيل يزيد من عزيمتهم ويجده البعض من النقابيين خير معين في ظل ما يعانونه من تعسفات واضطهاد.
أني هنا بصفتي رئيس نقابة موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ أحمل الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية المسئولية الكاملة عن الحال الذي وصلنا له وعن معاناتنا طيلة الشهور الستة هذه ونحن نصارع الموت جوعاً..!! .. ونصارع اتهاماتهم ومكايليهم التي لا تنضب والتي وجهت لنا اتهامات لم نكن يوماً نتوقعها من قادة العمل النقابي؛ أنا واحدة من العشرات الذين يناضلون ويتحدون أي ظرف طارئ يتعرضون له في حياتهم وتعذر امتلاكهم لتكلفة المواصلات التي تمكنهم من حضور الاجتماعات التي يدعو لها الاتحاد والوقفات التي تتبعها بشكل دوري..!! كي لا يتم اتهامنا بالخيانة لعملنا النقابي وتخاذلنا ويتم ضمنا لقائمة سوداء يشرف عليها مسئولي اتحاد العاصمة.
نفذت عدة نقابات بشكل فردي وفي بداية الأزمة المالية التي يعانيها يمننا الحبيب اعتصامات استنفذت فيها كافة الإجراءات اللازمة التي مكنتهم من الوصول لحق الاضراب داخل مؤسساتهم؛ ووصل الحال لحد الاعتقالات للنقابيين والموظفين من داخل مؤسساتهم الحكومية؛ تم تلفيق عدد من التهم لبعض النقابيين وتم ممارسة التهديد والتعسفات بحقهم.. والاتحاد العام للنقابات واتحاد نقابات العاصمة صنعاء لم يحرك ساكناً وخذل الحركة النقابية التي دائماً ما يتغنى ويردد بأنها حرة ومستقلة وستظل..!! ولم نجد منهم بيانات ولا تنديد في عدة وزارات ومنشآت ومؤسسات حكومية .. مع العلم بوجود أشخاص في الاتحاد يحاولون جهدهم النهوض بالحركة النقابية وعلو شأنها.
امس الخميس الموافق (٢ مارس ٢٠١٧م) وفي مجموعة واتس تضم القيادات النقابية تحمل اسما يخلو من محتواه " معاً من أجل الحقوق والحريات" ويديرها مسئولي اتحاد العاصمة صنعاء ويشرف عليها الاتحاد العام للنقابات، خرج العمل النقابي وبشكل واضح عن أطره المهنية؛ حيث بدأت حملة المزايدات بشكل كبير وواضح من قبل بعض مسئولي المجموعة تجاه من لم يتفاعل مع الدعوة التي قررها الاتحاد لوحده؛ بأن تكون هناك وقفة احتجاجية يوم الأحد القادم الموافق (٥ مارس) حيث تم إزالة عدد من النقابيين؛ أنا واحدة من ضمنهم من المجموعة بحجة عدم تفاعلنا مع منشور الوقفة؛ وظهور من يطالب بضمنا لقائمة سوداء.
أعزائي لم أعد أجد مانعاً من سرد تفاصيل معاناتي التي يعرفها الكثير منكم والتعسفات والاتهامات وحملات التحريض والتشهير والتهم التي وجهت ضدي؛ وتم رفعها بشكل رسمي بقضايا تمس آمن الدولة؛ وآخرها ما قام به أعضاءالهيئة الإدارية في نقابة النعليم العالي والبحث العلمي في الواقعة الجنائية وقيامهم بتغيير ختم النقابة وتعيين بديلاً عني لرئاسة النقابة؛ وعن الدور الذي قام به الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية اليمنية واتحاد نقابات العاصمة صنعاء؛ حيث كان من المفترض مثول أعضاء الهيئة الإدارية للتحقيق معهم في الواقعة الجنائية التي قاموا بإرتكابها بحسب مخاطبة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل للنيابة العامة للتحقيق مع أعضاءالنقابة حول ما قاموا به.. لأفاجأ بتحركات وسعي حثيث من قبل كلاً من الاتحاد العام للنقابات، واتحاد نقابات العاصمة صنعاء بإحتواء الموقف.
وبالفعل اجتمعنا في مقر اتحاد العاصمة صنعاء وبوجود قيادة الاتحاد العام للنقابات؛ بداية أسعدني جمعهم هذا وتفاءلت الخير الكثير وحين بدأت طرح معاناتي وما تعرضت له من تعسفات وخذلان من قبل الاتحاد وانتهيت بالواقعة الجنائية التي ارتكبها زملائي وضرورة أن يتم محاسبتهم لتلاعبهم بالعمل النقابي وبالقوانين واللوائح المنظمة للعمل النقابي؛ حينها تفاجأت بردة فعل قوية من ممثلي الاتحادين ضدي ووقوفهم إلى جانب من خذولا العمل النقابي وصرحوا بكل علانية بأنهم هم من وجهوا أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن يغيروا الختم الرسمي للنقابة ويستبدلوا غيري رئيساً..
حينها لم أجد من طريق أمامي سوى الحفاظ على نقابة موظفي وزارة التعليم العالي، ووفاءللثقة التي منحني إياها موظفي الوزارة وخوفاً من ضياع حقوق موظفي الوزارة بيد من تلاعبوا بالعمل النقابي وبثقة زملائهم؛ والتزمت بمحضر تم توقيعه في الاتحاد بعودة الأمور لنصابها وعودة الأعضاء لممارسة مهامهم النقابية.
أما فيما يخص بقية الانتهاكات والتعسفات وحملات التحريض والتشهير والتهديدات التي تعرضت لها من قبل قيادة وزارة التعليم العالي المعينة من قبل اللجان الثورية؛ فلم يتحرك الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية ويتفاعل معها حتى ببيان وببضع كلمات تؤخذ من بين السطور؛ بل على العكس تماماً كان موقفه سلبي تجاه بعض القيادات النقابية التي أصدرت بيانات تأييد ومناصرة فردية.
قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية
للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة