كلُّ عامٍ والفاسدون بخير

الأربعاء, 29 نيسان/أبريل 2020 23:49 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عيد عمال عالمي في وقت يلتقط فيه العالم أنفاسه بسبب فيروس كورونا، للبعض ستكون إجازة مدفوعة الأجر والبعض الآخر معاناة واضطرار للاختيار بين المرض أو الجوع.

سيقلُّ صوت المطالبة بالحقوق والتذكير بمظلومية من يعمل ساعات طوال ولا يجد غير الفتات، وستتوقف مؤتمرات إراحة الضمير السنوية التي تتخلص من عبء مسؤوليتها عبر كلمات التضامن التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

رغم توقف دخان المصانع لازالت الرؤية ضبابية، كبار يخشون الإفلاس وصغار يخشون الجوع، وفيروس متربص للجميع، والكل مترقبٌ لنورٍ في آخر النفق، إلا عندنا وصلنا لآخر النفق وانصدمنا بحائط مسدود.

في بلد أنهكته الحروب، ودُمر اقتصادها، سيكون البديل عن الإنتاج وفتح أبواب أعمال جديدة هو فتح أبواب الفساد بكل أنواعه، سيصبح كل شيءٍ فيه متاح للبيع والشراء، وطنٌ يُباع لمن يدفع أكثر، وتجار حرب يحصون كل ليلةٍ كم زادت أرباحهم، ومنظماتٌ تقتات من عناء المغلوبين على أمرهم، وشعبٌ مستسلمٌ لكل شيء، لا أعلم أن كان هذا الاستسلام؛ تبلداً أم لأنه لم يصل لمرحلة الجوع فعلاً!

في الأخير لن يتبادل التهاني بعيد العمال في اليمن إلا من لا يعمل ومع ذلك يجني أرباحاً خيالية، فقط؛ لأنه مسؤولٌ أو مشرف ومن دار في فلكهما، سيعملون كالمعتاد على زيادة أرصدتهم وسنكتفي نحن بالكتابة ولعنهم فقط.

وكل عامٍ وفاسدو البلاد في ارتقاء والعمال في قاع الهاوية، حقيقةٌ مؤلمة وربما نستحقها، إلى أن نستشعر بأن لنا حقوقاً ولسنا مجرد حطب لحروبهم نحترق من أجل هوامير لا تشبع ولا تحمل بُعداً إنساني أو أخلاقي.

قراءة 2572 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة