الفقيد احمد علي السلامي قائدا وطنيا قويا وشجاع

السبت, 20 حزيران/يونيو 2020 23:24 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

احمد علي السلامي إسما تردد على مسامعنا منذ بداية السبعينيات كمناضل وشخصية وقائد بارز في صفوف الحركة الوطنية حين تأسست منظمة المقاومين الثوريين كأحد أبرز المؤسسين لها إن لم يكن المؤسس الاول. التقيته لأول مرة بعد الوحدة اليمنية بداية عام1991م في القاهرة في فندق سفير كان حينها مع جماعة من عدة احزاب سياسية لحضور مؤتمر هناك وكان سفير بلادنا في القاهرة الاستاذ عبد الجليل غيلان رعاه الله.

اتصل بي وقال أن الاستاذ احمد علي السلامي يريد مقابلتك وسيتصل بك وكنت حينها اشغل سكرتير اول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني وكنا قد خرجنا حينها من طور العمل السري الى النشاط العلني مع مراعاة لظروف البلد الذي نعيش فيه طبعا أي عدم التدخل في الشئون المصرية. بالإضافة الى أننا كنا نمارس نشاطنا معتمدين على رعاية السفير لنا.

اتصل بي مساء احد الليالي التي كان متواجدا فيها بالقاهرة الاستاذ احمد علي السلامي وطلب مني مقابلته بفندق سفير بالدقي وحدد لي الموعد واعطاني رقم الغرفة. استقبلني بحفاوة وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد رجل بالفعل تنطبق عليه صفات القائد الجماهيري الذي يجذبك من اول مقابلة له بالابتسامة  والبشاشة وحسن اختيار عبارات الترحيب والدفئ وكرم الضيافة وفتح معي موضوعات متعددة عن الوحدة اليمنية ومسارها وتعاطي الحزب معها وعن الديمقراطية والتعددية السياسية والصعوبات التي تقف في طريقها وكيفية مواجهتها والقوى التي تحاول عرقلة بناء الدولة المدنية الديمقراطية لكن كل حديثه كان متفائلا حتى شعرت من خلال حديثه أن قيادة حزبنا بالشراكة مع المؤتمر الشعبي العام صارت متفقة تماما على انجاز استحقاق وطني طالما انتظره اليمنيين عقود من الزمن وتمنيت فعلا لو أن الوحدة اليمنية قد انجزت قبل عقدين من هذا التاريخ وما كنت أدري أن هذا القائد الفذ ورفاقه الديمقراطيين الأحرار في المكتب السياسي كانوا فقط يتطلعون وكلهم أمل لبناء يمن دمقراطي موحد دون أن يعملوا في حسابهم شيئا للمكر والخديعة. وخرجت مودعا لقائدي وانا ازهو بان اليمن الجديد يمن الوحدة سيلحق بمصر ويتفوق على دول الخليج.

بقي لماذا استدعاني؟ 

كان الرجل قائدا حركيا ونشطا ومتفاعلا واستغل وجوده ليتعرف على منظمة الحزب في جمهورية مصر العربية وطلب مني كشفا بعدد واسماء الاعضاء هذا جانب وان كان من اختصاص الدائرة التنظيمية في الامانة العامة للحزب الا انه اراد ان يسجل موقف ادبيا لتعريفي بما يجري بالداخل الوطني ومعرفة ما لدينا وربما لغرض لا اعرفه. وجانب اخر كان لديه احد الاعضاء يدرس في الاسكندرية سألني عنه وما اذا كان منظم إلينا واجبته بالإيجاب وكان مهتم به بشكل خاص وهذا دليل على أن القائد يتابع اعضائه اينما كانوا ويهتم بهم واحمد علي السلامي من بين القادة الذين تحسب لهم هذه الميزة حيث كان يتابع ابناء الفقراء والفلاحين ويدخلهم المدارس حين كان في عدن قبل الوحدة ويهتم بمنحهم الدراسية وبوظائفهم كما سمعت.

 والتقيته للمرة الثانية في مبنى اللجنة المركزية بعد 4 اشهر من نفس العام 1991 وهو بنفس الحيوية والشموخ والتفاؤل ولم تبارحه الابتسامة رحمة الله تغشاه.

وشاءت الاقدار في المرة الثالثة أن نلتقي في مقيل بكريتر بمنزل الاستاذ القدير محمد سعيد عبدالله (محسن) حفظه الله بعد ان غادرت قيادة الحزب الاشتراكي صنعاء الى عدن كنت مع الاستاذ يحي منصور ابو اصبع سكرتير اول المنظمة (رعاه الله) وباقي سكرتارية منظمة الحزب في إب قبل حرب 1994م وكان الهدف حينها مقابلة علي سالم البيض الا اننا عدنا مساء نفس اليوم.

وفيما بعد التقينا في اجتماعات اللجنة المركزية، والحمد لله اننا سجلنا له زيارة انا وبعض اعضاء سكرتارية إب الغربية ولبعض قيادات حزبنا المتواجدين في صنعاء وان كانت على عجل.

لقد فقدنا برحيله بل فقد الوطن كله رجل قوي ومناضل صلب وقائد وطني شجاع أفنى حياته باختصار من اجل تحقيق حلم عظيم مع كافة رفاقه وهو الوصول الى بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تعثرت الخطى وعلينا مواصلة الطريق حتى يتحقق الحلم.

 له الرحمة والمغفرة، ولنا ولأسرته الصبر والسلوان وانا لله وان اليه راجعون.

11 يونيو 2020م

قراءة 3478 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة