مآلات المعركة في مأرب

الأربعاء, 14 نيسان/أبريل 2021 01:57 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الأخبار المتناقلة في أكثر من وسيلة إعلام، تتحدث عن معارك ضارية حول مدينة مأرب، ما يعني أننا أمام الفصل الأخير من معركة مفصلية، تجب ما قبلها من حروب ومواجهات، تضع نقطة في سجل الحرب.

أما حرب جديدةمتمددة جنوباً، واما الانفتاح على مسار السلام ، وفي الحالتين، فأن كل المعادلات على الأرض تتكسر، ويعاد تركيب الأجسام السياسية، والأحجام في ضوء ما تطرحه معركة مأرب من  تمخضات ونتائج.

نعم حرب مأرب ليست  كسابقاتها، بل هي الذروة التي بعدها تنكشف الساحة على خيارات ورؤى بديلة، خيار هزيمة طرف وإن لم يرفع الراية البيضاء، وانتصار آخر في الميدان الحربي والسياسة، ومن خلفهما القوى الإقليمية المتصادمة على ارض اليمن.

حرب مأرب لها ما بعدها، في مساحة هي أكبر من رقعة الصراع تمتد مفاعيلها إلى الإقليم واللاعبين الدوليين، وتشابكات الملفات وتداخل المصالح.

في المشهد اليمني يمكن استحضار الصورة الليبية، ليس بكل تفاصيلها ولكن في إطارها العام وإلى حد ما من تطابق المآلات، حيث تراجع وانكسار مد حفتر بعد أن كان يحاصر العاصمة، وتقارب القوى الإقليمية المحتربة على الأرض الليبية، وتحديداً التركي المصري، وحضور روسيا وفرنسا وأوروبا في قلب الصراع، بوجود أمريكي فاعل ومقرر، أدى بالنتيجة إلى تخطي الاستعصاءات، والبدء بلعبة بيع وشراء ومقايضات في الملفات، اهمها موضوعة الغاز وترسيم حدود الثروات في المتوسط، والتضحية بورقة الإخوان لصالح مصر، مقابل تطبيع العلاقات مع انقرة، والمواجهات التركية القبرصية اليونانية، والدور التركي في العراق وسوريا.

هذه الصورة، ربما يعاد إنتاجها في الملف اليمني، وإن بتفاصيل مختلفة وخارج التطابق الكلي مع الحل في ليبيا، حيث تقارب القوتين الإقليميتين، الرياض وطهران، وتطبيع العلاقات الأمريكية الإيرانية، وطي الملف النووي، وطرح تصوراتهم حول صون مصالحهم في اليمن، ومصالح القوى الدولية، ودخول روسيا ومعها الصين على خط الأزمة، يمكن أن يفتح شقاً في الأفق المسدود، ويوقف حرب الوكالة طارحاً الحل البديل:

تسوية بحضور منضبط وأقل للإخوان في توزيع الحصص، شرعية مطاح بها كقوة موازية للحوثي، وإدماجها في تشكيلة حكم بتمثيل أقل، طارق ضمن ترويكة الشرعية،  والانتقالي إما داخل هذا التصور بكيان أقل من دولة وأكبر قليلاً من اقليم، أو وضعه على جدول التصفية.

مأرب الذي تدور رحى الفصل الأخير من حرب حول تخوم مدينتها، هي بوابة حل وحرب في آن معاً.ويبقى القرار في بلد بلا سيادة وبلا معادل وطني داخلي وازن،  رهن بما سيرشح من توافقات خارج اليمن.

من صفحة الكاتب في "فيسبوك"

قراءة 1949 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 14 نيسان/أبريل 2021 02:07

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة