"جار الله " المستمر في توليد الحلم

الجمعة, 26 كانون1/ديسمبر 2014 21:04
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

سنظل  دوما نزهو برموز حزبنا العظيم بأولئك الندرة الذين رسموا بكفاحهم وجوعهم ودمائهم خارطة العبور الى الوطن الذي حملوه وشما في قلوبهم حتى في منافيهم ولأجله وهبوا اغلى ما يملكون ،، سنضل كاشتراكيين مدينين لهم بامتنان لا متناهي حفاظهم على حزبنا في أقسى المراحل وأحلك الظروف وكانوا طليعة النضال من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان .

الشهيد الخالد ( جار الله عمر ) واحد من تلك المشاعل البهية التي طالتها رصاصات التخلف والأجرام بهدف اغتيال ( الفكرة ) غير ان السنوات التي أعقبت تلك الجريمة البشعة أثبتت ذهاب القتلة وبقاء ( الفكرة ) ، واستمر ( جار الله ) حيا لم يمت .

لم يكن هذا البسيط الذي اهتزت الأقاصي لحادثة اغتياله ذو نفوذ او صاحب ثراء او ينتمي لقبيلة ، كان البسطاء الذين أحبهم وأحبوه هم قبيلته الوحيدة ، الحزب الذي نذر له جل سنوات عمره والوطن الذي كان اغلى ثروة لديه وبذلك استمر نبضا في كل قلب شريف ونبراسا ما زال بهاء إشعاعه ينير نهج السير لمعانقة الفجر الذي ظل دوما يتصدر أحلامه السامية ولذلك خرج وطن بكاملة لموارة جثمانه في مسامات التربة التي عشقها باقتدار .

( جار الله ) الذي شكل ظاهرة استثنائية كان احد اهم الركائز الرئيسية في تفكيك مشكلات الحزب وأزمات البلد وخلق معارضة قوية بهندسة اللقاء  المشترك وبتلك الكارزما التي امتلكها دون سواه والتي مكنته من ان يكون صاحب المبادأة والمبادرة  حين طرح فكرة التعدد السياسي واشترط الديمقراطية رديفا للوحدة المغدورة التي قتلت بنفس الأدوات التي اغتالت جسده  وحين دعت الحاجة بعد حرب ٩٤ الظالمة عاد من منفاه ليكن  ( ثاني اثنين ) الى جانب المناضل ( مقبل ) لإنقاذ حزبنا العظيم ولملمة شتاته ومداواة جراحه وكانا عناوين تلك المرحلة الحرجة التي عاشها حزبنا والتي تمحورت في ان يكون او لا يكون .

( جار الله ) قاتلوك ومن جلس معهم على طاولة الموت ، المتآمرون والمخططون ذهبوا الى مزبلة التاريخ وبقيت انت مشعا فريدا ،، غادروا مصحوبين باللعنات واستمر ( جار الله ) حالة استثنائية تطرز ﺍﻻﻣﻞ وتولد الحلم ، رحلوا تطاردهم مساوئهم ولطخة العار السوداء وبقيت انت منارة هدي وملهم نضال وأيقونة سلام ومجد ،، ماتوا مائة مرة خوفا وهلعا وعشت انت  وستعيش مكللا بغار الخلود مئات من السنوات الضوئية ،، ظنوا انهم باغتيالك حققوا الانتصار لكنهم بعد حين اكتشفوا انك انت من انتصر ، ضحكوا لكنك انت من ضحك أخيرا .

( جار الله ) لم يذهب بعيدا ، انه فكرة نبيلة والأفكار لا تفنى ولا تموت وسيعيش زمنا طويلا ملهما لنضالات أجيال عديدة ستأتي ،، سيعيش  اكثر من قاتليه الذين لن يتذكرهم احد مطمورين في غبار النسيان أشبه بقطعة صدئة في باحة خرده .

مجدا لروحك الزاهرة ، لقامتك السامقة التي اكتنزت كبرياء شعب واعتزاز وطن

ومجدا لحزبك العظيم .

قراءة 1904 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة