12 عاما على اغتيال مشروع سياسي "جار الله عمر"

الثلاثاء, 30 كانون1/ديسمبر 2014 19:33
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

ارتبطت جريمة اغتيال القامة الوطنية الشهيد جار الله عمر شهيد المبادئ الوطنية والتسامح السياسي بمتغيرات سياسية وتحولات ديمقراطية على مستوى الساحة اليمنية ،والتي كان أبرزها  دوره المحوري في هندسة تجربة التحالف  تحالف السياسي  الفريد في المنطقة الاقليمية العربية (تكتل احزاب اللقاء المشترك) من خلال أجراء حوارات مع مختلف أنواع القوى السياسية بمختلف تياراتها الفكرية (المجلس الأعلى لأحزاب المعارضه ) وانضمام اليها التجمع اليمني للاصلاح ليخرج إلى النور رافعة سياسية  بمغادرة ايدولوجياتها للتوافق على هدف مشترك للتحالف في اطار قيادة واحدة (المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك) تلك التجربة النوعية محليا وإقليميا دفع الرفيق جار الله عمر حياته ثمنا يوم 28 ديسمبر 2002م في فعالية مؤتمر التجمع اليمني للاصلاح وسط العاصمة صنعاء

حيث كان أكثر وفاءً وحرصاً على تمتين قيم المدنية والعدالة الأجتماعية والتغيير السلمي منذ وقتا مبكرا ضمن مشروع العملية الديمقراطية التي أرتبطت بمشروع دولة الوحدة منذ إعلانها ، ولعل المشروع السياسي الذي تبناه الشهيد ينطلق من توجهات وطنية في بناء وتجذير  معارضة وطنية قوية  لمواجهة تحديات وموروث اجتماعي معقد لمحاولة اخراج اليمن من شبح الحروب والصراعات التي  تحدث خارج العملية السياسية

مما جعله يحقق حضورا سياسيا  عن طريق تحسين لغة الحوار والتفاهمات داخل كيان المعارضة السياسية اليمنية وبشكل حضاري  ومدني رغم اختلاف توجهاتها إلأ انه أستطاع ان يرسم خطوط عريضة لأستراتيجية وحدة الهدف المتمثلة في اسقاط نظام (صالح) ومشروع التوريث ، وقد تمثلت ديناميكيته السياسية تحولا هاما في مسار تطور مشروع المعارضة الوطنية في ظل  ظروف جديدة غاية في التناقضات منذ منشاها الفكري.

فكان هدف مخططي اغتياله محاولة لواد التجربة السياسية التي وضع لبناتها ابا قيس _ رحمة الله عليه _  سرعانا ماتحولت الى التفاف جبهوي سياسي عريض لتعميق جذورها بعيدا عن انحيازات الذات التي  تضخمت لاحقا لتشويه هذه التجربة الوطنية الفريدة

ومن هذا المنطلق ادرك الخصوم التقليديون حجم خطورة تحركات الشهيد (جارالله) الأمين العام المساعد للحزب الإشتراكي اليمني  خوفا على مستقبلهم  السياسي المرتبط بمصالحهم ونفوذهم ، وكانت تبعات جريمة الاغتيال مؤلمة ليس على صعيد الإشتراكي وقوى أحزاب المشترك فحسب بل على الوطن اليمني بشكل عاما

وإن مرورا 12 عاما على أغتياله لم يضع اليمن وقواها السياسية على قطيعة للأغتيالات السياسية بل مازال مسلسل  أستهداف العقول السياسية  والرموز الوطنية  مفتوحا على مصراعيه ،ولعل آخرها اغتيال السياسي البارز الشهيد محمد عبدالملك المتوكل الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية وقبله الشخصية الوطنية والبرلماني  الشهيد عبدالكريم جدبان ، لتمتد جنوبا بإغتيال الدكتور الشهيد زين محسن اليزيدي عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي أحدى أبرز نشطاء الحراك السلمي الجنوبي.

 

قراءة 1860 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 30 كانون1/ديسمبر 2014 22:05

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة