أكذوبة سقوط الضالع!*

الخميس, 26 آذار/مارس 2015 18:47 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تهللت الكثير من الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية المقربة من الرئيس السابق الحالم بالعودة إلى سدة الحكم، وحلفائه المؤقتين الحوثيين بما اسموه ب"سقوط محافظة الضالع" دونما مقاومة، فهل سقطت الضالع فعلاً ؟

الضالع واقعة تحت الاحتلال الدموي منذ ١٩٩٤م وقد ازدادت الدموية بعد وصول المجرم المدعو ضبعان الذي ارتكب منذ وصوله الضالع عشرات المجازر ضد المدنيين العزل من السلاح كان من بين ضحاياها أطفال ونساء وعجزة، وليست مجزرة مخيم العزاء المشهورة في سناح سوى نموذج من مجازر ضبعان في الضالع. 

إذن ما جرى في الضالع ليس سقوطا وليس استسلاما بل مجرد استلام وتسليم بين ضبعان والحوثيين وبالأحرى استبدال الراية الرسمية الحكومية بشعار الصرخة الأخرق.

الضالع لم تسقط بل نهضت من كبوتها لتستعيد التاريخ الناصع لمحمد عواس وعلي عنتر وصالح مصلح وقائد مثيني وقائد صالح وعلي شائع وسيف الضالعي وأحمد الشاعر وغيرهم ممن صنعوا التاريخ الناصع في الجنوب وفي كل اليمن.

إنه لمن المؤلم أن يكون عدد القتلى هو ما يتباهى به المتقاتلون، لكن المحرقة التي أرسل علي صالح وعبد الملك الحوثي أنصارهم إليها تقول أن المئات الذين سقطوا اليوم (م24/3/2015) من القتلى والجرحى من جماعة الحوثي وصالح في مواجهة مع مواطنين لا يملكون إلا سلاحهم الشخصي الخفيف، إنما سقطوا لأن الضالع عصية على الاستسلام وإذا ما أصر الغزاة الجدد على إعادة إسقاطها فما عليهم إلا أن يستعدوا بمزيد من الجنائز والتوابيت لأن المعركة مع الضالع لم تبدأ بعد وهي إن بدأت ستطول وتطول حتى يرحل الوافدون الجدد ومعهم أولائك الذين استقدموهم ليكملوا معهم ما بدأوه في ٩٤م من جرائم يندى لها جبين كل مواطن شريف من أبناء اليمن.

وهنا نجدها مناسبة لتذكير أبناء صعدة وعمران وصنعاء وحجة والمحويت وخولان وذمار وغيرها من المحافظات التي يتسابق أبناؤها على الموت لتلبية دعوة من يدعي أنه حفيد فاطمة الزهراء (رضوان الله عليها) أن أبناءكم ليسوا ذاهبين إلى نزهة مسلية وهم بالتأكيد لا يقاتلون دفاعا عن حق سلب منهم أو ردا لعدوان ارتكب في حقهم، وإنما يشاركون في جريمة عدوانية ضد مواطنين أسياد على أرضهم وهؤلاء المواطنون الأسياد عندما يقاومون المعتدي فإنهم ينسون كل شيء أما المعتدي فهو يقاتل وعينه على المكافأة التي سيمنحها له ذلك الدعي، لكنها قد لا تأتي لأنه سيفقد حياته قبل نيل المكافأة التافهة فهلا اعتبرتم من تجاربكم السابقة وكففتم عن إرسال الأرتال من جديد لغزو الجنوب؟

                          *             *               * 

ما يجري مع الضالع يجري في تعز الباسلة المقاومة الأبية التي ما يزال علي صالح ينتقم من أهلها بعد ما تزعم بعض ابنائها محاولة الانقلاب عليه في ١٩٧٨م بقيادة الشهيد البطل عيسى محمد سيف، تعز التي قدمت العدد الأكبر من قوافل الشهداء والشهيدات في ٢٠١١-٢٠١٢م تنتصب اليوم عصية على الخديعة والتواطؤ والغدر وتبرهن أنها ما تزال كما عرفها اليمنيون مقاومة، سلمية، بهية، أبية وشامخة، ومثلما طردت ضبعان وقيران وكسرت شوكتهما ستكسر شوكة الحوثي وصالح وصبييهما الحارثي والشوذبي الذين يدعيان أن دخول الحوثيين الى تعز هي لحماية رجال الأمن من القاعدة!!! وهي فرية ليس أقبح منها إلا الادعاء بأن هؤلاء يخدمون المواطنين ويحرصون على أمنهم.

تعز أبية وستظل كذلك أما القتلة والمجرمون فسيقذفهم التاريخ في أسوأ صفحاته وأكثرها قتامة وقبحا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*   من صفحة الكاتب على الفيس بوك.

 

 

قراءة 1608 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة