مبادرة الاشتراكي بين اطراف التأزيم والاستنفار

الخميس, 09 نيسان/أبريل 2015 03:02
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من يحبذون رؤية الحروب والدمار والهلاك، هم عميان السلام والبناء والبصيرة. كما ان تحقير السياسة وتمجيد الحروب، من قبل كل الاطراف بدون استثناء، يعني ان الجميع لا يريدون الوفاء بالالتزامات، مفضلين المغامرات التي لا تجدي باعتبارهم مجرد غوغائيين متنصلين عن ضرورة تجنيب البلد مآزق أكبر . والحال ان البلد ملغمة بالحروب  ومنطقها البربري الخاسر، بحيث لا يوجد أي طرف يؤمن بأن مابعد الحروب لابد من طاولة سياسية .

وأما بشأن المبادرة التي اطلقها الحزب الاشتراكي لإيقاف الحروب واستعادة العملية السياسية، فإن كل طرف يرى انها تنقذ الطرف الآخر .. هكذا بكل تسطيح وانانية واستخفاف بمعاناة اليمن ومآسي اليمنيين التي تتفاقم .

بينما الملزم مع اي مبادرة ان كل الاطراف تتوافق حولها بإحساس فائق وشفاف بمختلف المخاطر والتداعيات،  وذلك وفق تنازلات ضرورية وعاجلة وملحّة ، لتنتصر اليمن وتتجاوز اللحظة المجازفة التي تتطلب العقلانية السياسية ، ولا شيء سواها .

إلا ان المخيلة الضحلة والمهووسة بالانتقامات وبالعنف للأسف ، لايمكنها استيعاب تداعيات تلك المخاطر .

وبالطبع؛ قد يكون في مبادرة الاشتراكي ثمة نواقص واختلالات مثلاً ، غير ان الكل تجاهها يظهرون كمعاتيه فقط، إذ لايساهمون في تعزيزها كما ينبغي ، بحيث لا يريدون شراكة ولا سياسة ولا حوار ، قدر ما يريدون البقاء في حالة التأزيم التي لاتنتهي و الاستنفار تجاه أي حل ، ليظل المستقبل هو الغامض والمعلق ،   كما على هذا المنوال المكابر والبليد والمزايد باحكامه وتصوراته وتحيزاته المسبقة والمغلقة والأحادية  ، لا شيء في الأفق سيمكننا رؤيته   –مابعد جنون العاصفة والحروب التي في الجنوب- سوى فناء الوعي الوطني ومضاعفة الهوس بتمجيد الشرور التي تعمل على تصديع اليمن أكثر ،  فضلاً عن تخريب حياة اليمنيين المنهكة أصلاً ، و محق المسؤولية السياسة  بالمحصلة .عجبي !

قراءة 1451 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة