مواطنون

الثلاثاء, 18 آذار/مارس 2014 02:12
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يكمن الخلاص في قبولنا جميعاً أن نكون مواطنين متساوين بلا فوارق ولا امتيازات، لكن غياب الدولة هو الهوان المحض الذي نعانيه ونكابده.

والحاصل أن غياب الدولة يعني حضور وعي الطبقات والشرائح الاجتماعية المتسلّطة والمستلبة «يكون الأمر أسوأ بالتأكيد وهو يتكلّل هنا من ناحية مذهبية دينية للأسف» لذا من الممكن أن تكونوا أروع دون المحموّلات الحاكمية التاريخية لكل من الزيدية والشافعية على سبيل المثال، ثم إن المذاهب لا تُصلح ما خرّبته المذاهب في مسألة المواطنة أصلاً..!!.

 وفي الحقيقة لا أستسيغ أن يكون المذهب الزيدي مذهب حكم وخروج، بمقابل أن المذهب الشافعي مذهب خضوع وامتثال.

بلغة أخرى لابد من وضع حد لكل آثار الفساد المذهبي وبدائية الوعي بالدين وانهيار معطيات الضمير والعقل، ولتكونوا صالحين دوماً لغريزة الحقوق والحريات والدمقرطة والقانون والتطور والانتخابات المدنية الحديثة.

 فالثابت أن الدين ليس غايته الانحطاط؛ وإنما الارتقاء على الدوام، الدين لا يثقل كاهل الشعوب والدول، بقدر ما يجعلها أكثر خفة، وأكثر نضجاً وفاعلية.

هكذا أفهمه؛ بينما كانت مهمته العميقة - في سياق علاقته المهمة بالدولة والمواطنة - تعرّضت مراراً للتجريف والتسويف والتشويه والمغالطة على مدى قرون كما نعرف، ولنأخذ في الاعتبار هنا ما تنطوي عليه من تأثيرات على المواطنة والدولة الحديثة والدمقرطة؛ أفكار الولاية أو الخلافة شيعياً وسنياً.

على أن الدين مع التفكير والإبداع وإنتاج الحلول الموضوعية لأزمات المجتمع، بحيث لا يمكنه تحبيذ حالات الرضوخ لطقوس الطائفية الشريرة وصراعاتها وتفضيلاتها وقسرياتها لأنه مع رفض مهيمنات الاستغلال السياسي الفقهي المشين للدين، فضلاً عن أنه مع عدم الإضرار بتجانس الشعب وهويته الوطنية الجامعة بالذات.

وإذ يبقى الدين من هذا المنطلق مع تحقيق السلم المجتمعي والبرهنة الحيوية على عدم جدوى الاستبداد، فإنه لا يمكن أن يكون عائقاً للنهضة والمعاصرة في كل مكان وزمان، على اعتبار أنه الصيغة الأمثل للاحترام والتكامل والتسامح داخل حدود الدولة الضامنة لكل تجليات مفاهيم وقيم العدالة والتعايش وازدهار وحدة الشعب... إلخ.

باختصار.. نحن مواطنون يمنيون؛ ولسنا مواطنين زيوداً أو مواطنين شوافع..!.

وباختصار شديد.. لا يمكن فرض الاضطهاد على أي شعب باسم الدين وترهيبهم من أجل أداء فروض الطاعة العمياء لسلطة ظالمة متخلّفة تريد الدين لخدمة أغراضها اللا إنسانية وتحويله إلى مجرد كهنوت.

***

يقول الراحل الكبير الأستاذ يوسف الشحاري في إحدى قصائده الخالدة:

يمنيون قبل أن يتمادى

                 في غباء شوافع وزيود

يمني أنا وأنت يمان 

             رعرتنا سهولها والنجود

قراءة 1508 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة