من احتجاجات الهوية الى سياسات المطالب

الخميس, 03 كانون1/ديسمبر 2015 19:11 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 تم تأسيس القضية الجنوبية على اساس "سياسات الهوية".

الهوية المتفردة للجنوب المختلفة عن "هوية" الشمال.. تلك الهوية الخاصة المطلوب استعادتها فورا قبل اي مطلب اخر.

اين تكمن نقاط الضعف في سياسات الهوية؟

1- في ان حركات الهوية تبني مطالبها على هوية مفترضة يجري اختراعها وتقديسها وتقديمها على اي مطالب سياسية اخرى.

2- في ان حركات الهوية لا تقدم خطط او اهداف واضحه وانما تتحدث عن حلم مثالي في المستقبل سيتحقق فور تحقيق مطلب استقلال الهوية

3- في ان سياسات الهوية لا تعرف التفاوض. .فهي تعيش في فضاء المطلق الذي لا يساوم وبالتالي ترفض اي عمل سياسي عملي وتركز على مطالب مثالية قد تكون مستحيلة التحقيق او قد تكون نتائجها كارثية إذا تحققت.

انا شخصيا مع حق الجنوبيين في تقرير المصير بالطريقة الديمقراطية الوحيدة المناسبة (الاستفتاء)... لكن يوتوبيا الهوية يجب ان لا تنسي اليمنيين في الجنوب ان العمل النضالي الذي يتجاهل المطلب الرئيسي في تحقيق "دولة مدنية ديمقراطية" سيقع في نقيضه الاستبدادي الفاسد الذي سيحول الحلم الى كابوس.

 يحب ان نتوقف عن مطلب "الهوية اولا" ثم بعد ذلك فليكن ما يكون..لانه شبيه بمنطق "الوحدة اولا" ثم بعد ذلك ليكن ما يكون!

ومن المثير للاهتمام هنا ان مطلب "الوحدة الفورية" كان مطلبا جنوبيا، مثل ما هو مطلب الانفصال الفوري الان!

التحدي أمام الجنوب الآن هو الانتقال من سياسات الهوية الافتراضية الى سياسات المطالب العملية، ووضع تصور عملي "لما بعد" الهوية حتى لا يتحول"الاستقلال" الى كابوس للطرفين، مثلما تحولت الوحدة الىكابوس للطرفين.

في ذكرى الاستقلال العزيزة على قلوبنا لا قيمة لأي "هوية" لا تستطيع الإجابة على أسئلة الجنوب الملحة اليوم وخاصة أسئلة الدولة الأمن والإرهاب.

وعيد استقلال مجيد أعزائ

من صفحة الكاتب على الفيس بوك

 

 

قراءة 1694 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة