الاشتراكي.. ومن يتخرصون ويزايدون مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص

الأحد, 26 حزيران/يونيو 2016 23:31 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كل ما يحدث الآن سببه إحباط الأطراف المهيمنة، للسياسة وللسلم بشكل مهووس ونزق، حتى ان تلك الأطراف عملت على تقديم اليمن إلى فم الذئب كلقمة سائغة، ومازالت لاتبالي .

أما الحزب الاشتراكي اليمني، فسيظل منحازا للسياسة وأدواتها، ليجسد حالة معتبرة من الرهان على المستقبل ، رغم التعقيدات الصعبة التي تتخلل المشهد.

والثابت التاريخي أن الحزب لم يكن حالة طارئة على الاطلاق. كما أنه بمواجهة التحديات الضخمة، سيظل صمام أمان الهوية اليمنية العليا.

ومن بين كل القوى ، وحده من أطلق مبادرة وطنية مبكرة  لإيقاف الحرب واستعادة العملية السياسية، في حين ظلت مختلف القوى، تتعامل بكل تسطيح وانانية واستخفاف، معها ومع معاناة اليمن، ومآسي اليمنيين التي تتفاقم باضطراد.

على انه الحزب الذي ضد التطلعات الاستبدادية النابعة من أية قوى كانت.. الحزب الذي مع ضرورة أن تحترم كل الجماعات الدينية على وجه الخصوص فكرة الدولة بمختلف تنوعاتها ، تماماً كما أنه ضد التكفير والإرهاب ، و الميليشيات والاصطفاءات .

فوق هذا ..فهو أكثر طرف حذر من تجريف العملية السياسية بالعنف والاستقواء. وفي حين ان موقفه واضح وحاسم من الحروب، فلقد طال صبره مع المبررين لاستمرارها لصالح المشاريع اللاسياسية .

ولذلك أكثر من مرة، والاشتراكي يدين كل الأسباب المنتجة للحروب بصوت واضح لا التباس فيه، إضافة إلى كل التحيزات ماقبل الوطنية ، نابذاً لوعي السلاح المنفلت ، وهو ذاته الحزب الذي يرى أن على جميع الأطراف الالتزام بتقوية العملية السياسية بإعتبارها السياق الموضوعي للتغيير ولإنقاذ البلد من شرور الحروب وتجنب آثارها المدمرة على الدولة والمجتمع .

إلا انه ليس من الإنصاف والواقعية،  أن أصحاب المشاريع المناطقية والطائفية يتخرصون على الحزب ، ويزايدون كما حدث بالأمس القريب،  أو كما يحدث اليوم أيضا .

فبالتأكيد؛  لاتخفى على الأعمى أهداف هؤلاء التشويشية والتضليلية والانتقامية بالمحصلة .

والشاهد أن الحزب لم يسعى إلى ركوب الحرب من بوابة الانتهازية، وما قد يوفره مثل هذا الأمر من استحقاقات مستقبلية مثلا، في حين انه لم يسلم بمنطق الانقلاب على العملية السياسية والسلطة الشرعية بالمقابل .

ثم انه حذر قبل غيره من خطورة حرف طبيعة الصراع بما هو صراع سياسي اجتماعي اقتصادي ، مستنكرا مواقف القوى التي تصور الحرب بأنها سنية – شيعية.

ومايزال الحزب الاشتراكي مثلما كان مع مضامين 2216 وكل القرارات الاجماعية الداخلية والقرارات الأممية؛   مايعني انه تلقائيا ضد التفرد وكل من يرفضون استعادة الدولة . مع الشراكة التوافقية ومعالجة آثار الحرب فورا .

ومن هنا استمر رافضا للإصرار غير المبرر على استمرار الحرب، وهو الإصرار المستند إلى وهم كل طرف بإحراز نصره الخاص على حساب اليمن ومستقبله، في شماله وجنوبه.

وللتذكير :  مبكرا ..حين سيطرت أجواء الدعوات للحرب، تشبث الحزب الاشتراكي الذي عركته التجارب التاريخية برفضه وادانته لكل التوجهات الانقلابية نحوها، وبأي مسمى لتبريرها، معتبرا ان تعبئة المجتمع بمشاعر الكراهية العقائدية والجهوية وغيرها من المسميات الممقوتة جريمة كبرى بحق الوطن والمواطنين، فضلا عن انها تعمق الانقسام الاجتماعي والوطني الذي لا اخطر منه.

وفي السياق أعلن رفضه وإدانته لإجتياح الجنوب وتعز وبقية المدن . كما استمر في تذكير من يتذرعون بمحاربة الإرهاب، بموقفه الثابت بأن الحرب على الإرهاب تتطلب استراتيجية وطنية شاملة، تنفذها الدولة الوطنية  ، ولا ينبغي تجييرها لأي أغراض فئوية، أو اتخاذها ذريعة لشن حروب توسعية، تزيد في إذكاء سعار الإرهاب.

والحال ان الحزب الاشتراكي اليمني كان ومازال ضد مختلف الأنشطة والأعمال الإرهابية.

إلا أنه لايغفل أبدا عن أن انهيار الدولة هو الإرهاب الأكبر.

 وبحسب بياناته- منذ ماقبل كارثة الانقلاب حتى اللحظة-ظل يتعامل دون استغلال سياسي للدين، وبعيدا عن الصخب والأنانية ، كما باتزان وطني .

بل ويعرف الجميع تضحياته وصموده في مواجهة كافة المصاعب والمتاعب والمخاطر التاريخية التي تعرض لها ، بينما يحرص على أن لا تتعارض رؤاه السياسية مع روح الاتفاقات الموقعة بين جميع الاطراف والتي اعتمدت التوافق في قيادة هذه المرحلة الانتقالية .

ولقد كان من الطبيعي للاشتراكي أن ينحاز للمقاومة الوطنية إثر العدوان الداخلي باعتبار انها حقا مشروعا للدفاع عن النفس.إلا انه لم يتوقف لحظة عن ترشيد المقاومة، والتحذير من مخاطر تحويلها الى فعل مناطقي أو مذهبي صغير.

كذلك من الصعب طبعا أن يستسيغ الاشتراكي شتى صنوف العبث الذي يمارسه البعض، داخليا وخارجياً.

ولعلها مضحكة وضحلة، كما تثير الشفقة والقرف، كل تلك الأطراف الغاوية التي تحاول إحتكار تمثيل الشعب اليمني بنزعات الترهيب والترغيب وفرض الرأي الواحد، وعدم الإنصات إلا إلى نفسها فقط.

ثم ان اليمنيين لايحتملون المقامرات المعتوهة ذات التبعات الكارثية من كل من يتناسون أن اليمن في وضع لا أسوأ منه اقتصادياً ومعيشيا واجتماعيا وانسانياً .

والأنكى أن كل طرف يتذرع بالانتهاكات والجرائم التي وقعت للمدنيين،  فيما كل طرف يتذكر جرائم الطرف الآخر ، ويغفل جرائمه مخونا كل من ينحاز للمدنيين المتضررين من الطرفين.

ولذلك ظل الاشتراكي يدين أي جرائم ضد المدنيين في هذه الحرب الملعونة بلا استثناء.

اما السخيف في الأمر؛  فهو أن الغيرة المزيفة على الاشتراكي؛ طالت حفنة من المأزومين المناطقيين والمذهبيين .. وهؤلاء بمواقف انتقائية متحيزة لاتخفى، كما يكتفون بالضجيج ، ولايبحرون عميقاً في تحولات المشهد وتداعياته الفادحة على أكثر من صعيد .

والحال ان الجميع يعرفون من هي القوى المسؤولة عن تفجير الحرب الأهلية للأسف، والتي  أفضت إلى تجاذبات اقليمية،  كنا في غنى عنها، فيما قادت إلى تدخل خارجي باركه مجلس الأمن بالتالي .  غير ان الأطراف التي تسببت بالحرب لم تعترف بمسؤوليتها عما جرى، بل على العكس.. استمرت في غيبوبتها،  تكيل التهم الجزافية ضد من يرفضون استخدامها العنف سبيلا لتحقيق هدف سياسي، كما انها لم تأبه بكل التشظيات التي حلت بالدولة والمجتمع جراء هذه الحرب وتداعياتها .

ويبدو واضحا ان كل الذين يمارسون الهذيان ضد مواقف الاشتراكي المسؤولة والمتزنة ، ينبعون من تشخيصهم  المأزوم الذي يزيد المشكلة الوطنية تعقيداً.

والمفارقة الأكبر تلك الأطراف التي تتملى الحوار مع السعودية والمساومة معها، بينما لاترغب بالتنازل لقوى الداخل.

أما منطقها الابتساري المغالط فهو لايستطيع ان يصمد أمام الوقائع والأحداث، بلاشك .

 فالذين صنعوا الحرب، وتوهموا أنهم قادرون على توظيفها لصالح مشاريعهم، لم يدركوا مخاطر ذلك حتى اللحظة.

 غير ان الحزب الاشتراكي، مازال يعي جيدا بأنه لا الاستئثار بالسلطة ولا الارتهان للأقوى، يشكلان ضمانة وحماية أكيدة للدولة وللمجتمع.

وكمثال بسيط لا يجد هؤلاء تناقضاً بين إيقافهم لجبهات الحدود، كماجرى، واستمرارهم في الجبهات الداخلية .

والواقع ان الحزب الاشتراكي سيظل بمواقفه الصارمة من الحروب، والولاء الأعمى لمؤججيها، سواءا كانوا اطرافا داخلية أو خارجية.

ولهذا كله مايزال على قناعته التامة بأن الحل العسكري وحده لن يفلح في إنهاء الأزمة، بل ان الحل السياسي الشامل هو الكفيل بذلك .

كما أن الاشتراكي مع المشروعية السياسية التوافقية المعترف بها محليا وإقليميا ودوليا؛ لأنه يبتغي الحفاظ على الكيان اليمني، ووقف إراقة الدماء ومنع انهيار العلاقات الأهلية والوطنية.

 أما كل من يؤججون للحرب ويعادون الحلول السياسية ، فهم يراوغون ويكذبون عمداً من أجل إمرار مخططات تصب في مصلحة الخارج فقط ، وليس في مصلحة اليمن واليمنيين.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 2880 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 28 حزيران/يونيو 2016 01:19

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة